روى الناشط الحقوقي والمحامي خالد الآنسي تفاصيل احتجاز جواز سفره من قبل السفارة السعودية بصنعاء بشكل تعسفي لمنعه من أداء العمرة. وقال الانسي في حديث خاص مع «الخبر» : «تقدمت لأداء مناسك العمرة عبر وكالة الحج والعمرة في بداية شهر 3 وأبلغت حينها بأنه قد تمت الموافقة على منحي التأشيرة من قبل الأوقاف السعودية وغالبا ما تأتي موافقة الأوقاف بعد موافقة الداخلية السعودية . وأكد أن وكالة الحج والعمرة التي تقدم لأداء مناسك العمرة عبرها استلمت جميع الجوازات التي قدمت مع جوازه إلى السفارة مؤشرة جاهزة باستثناء جوازه. وأضاف : «في بداية الأمر اعتقدت بان ذلك شيء طبيعي وبعد أن تبين لي بان الجوازات لابد من أن تمر على إدارة داخل السفارة السعودية تسمى إدارة القوائم وهي المعنية بالإفادة قبل منح التأشيرة بان الشخص ضمن قوائم الممنوعين من السفر أم لا». واستطرد الآنسي : «تم إبلاغي بان إدارة القوائم رفضت منحي التأشيرة وان جوازي محتجز لدى القنصل وان الوكالة ستتحرك لحل الموضوع» ، لافتاً إلى أنه أبلغ الوكالة بأنه في حال لم يتم منحه التأشيرة من قبل السفارة فلا بأس من إعادة جوازه. وتابع : «بعدها أبلغت الوكالة بان عليها إبلاغ وزارة الأوقاف على أساس انهاء الجهة المعنية بذلك ، واتضح لي في الأخير بأنهم لن يصلوا إلى حل (الوكالة ووزارة الأوقاف ) اضطررت لمتابعة الموضوع بنفسي فأكدت لي الأوقاف بان ماحصل هو الأمر سالف الذكر». وكشف الانسي بأنه كان قد تم إبلاغه بأنَّ بالموافقة التي أتت من السعودية بتاريخ 18/3/2014 ولم يبقى لدى السفارة من اجراءات سوى طبع لاصق التأشيرة فقط وذلك قد لا يستغرق يوم واحد. وأردف الآنسي في سياق حديثه ل «الخبر» : «صباح يوم الأحد 6/3/2014 وبتدخل القاضي الهتار والصحفي جلال الشرعبي الذي تربطه علاقة عمل إعلامية مع السفارة في حالات معينة أوضح لي جلال الشرعبي بأن القنصل لم يكن يعلم بالأمر وليس لديه أي معلومات فأكدت له أن ما أقوله هو تأكيدا رسمي حصلت عليه من وزارة الأوقاف اليمنية», وواصل الانسي حديثه قائلاً : «في الأخير تلقيت اتصال من قبل القنصل السعودي يوضح لي بأنه ليس هناك أي مشكلة في تأخير الجواز من قبلهم في السفارة وان سبب التأخير راجع لوزارة الأوقاف اليمنية ومكتب وكالة الحج والعمرة». وأشار إلى أنَّ القنصل برر كلامه بزحمة الجوازات بالإضافة إلى مشكلة الكهرباء في اليمن المتكررة في الانطفاء ، منوهاً بأنَّ جهات مهمة كالسفارة السعودية من الطبيعي أن تمتلك آلات ووسائل كهربائية خاصة بها ، مؤكداً في ذات الوقت أن تأشيرة الجواز كانت بتاريخ اليوم 6/3/ ، وأن ذلك يؤكد أن الجواز لم يتم تأشيره إلا بعد أن أثيرت القضية. وقال الانسي : «القنصل السعودي اتصل بي وأخبرني لماذا لم اتصل له أو للقائم بأعمال السفارة فشكرته على ذلك وأوضحت له باني تقدمت بجوازي بطريقة رسمية عبر الوكالة ومن غير المعقول ان يتمكن اي مواطن حصلت له نفس المشكلة ان يتوصل بالقنصل او بالقائم بأعمال السفارة» ، لافتاً إلى أنَّ الجواز سلم له اليوم عبر الصحفي جلال الشرعبي. وعند سؤاله ماهي الاجراءت التي كان بالإمكان أن يتخذها أكد خالد الانسي أنه في ذلك الحال فلن تعتبر القضية قضية جواز الانسي وإنما الحكومة اليمنية هي من سيكون المعني بذلك كون الجواز وثيقة رسمية يمنية وكان لابد عليها من اتخاذ موقف معلن كون القضية ليست شخصية بخالد الانسي وإنما بسيادة دولة ، مردفاً : «وفي الاخير هذه شعائر وعبادات لا يحق لاحدان يتحكم فيها». وأوضح أن ماحدث يمثل تعسفا مع أنه ليس الوحيد الذي تعرض لذلك فقد تعرض الكثير من اليمنين ، مستشهدا بالكاتب السياسي نبيل البكيري الذي يحظى باحترام الكثير. واستغرب الانسي مما تقوم به المملكة من مفارقات حيث تجد استضافة شخصيات مصنفة في إطار الخصوم الفكريين أو السياسيين أو العسكريين للمملكة في حين تقوم بالتعسف لنشطاء حقوقيين وصحفيين بمنعهم من حصولهم على تأشيرة عمرة أو حج. وعندما سأله «الخبر» حول موعد سفر الانسي بعد حصوله على التأشيرة لأداء مناسك العمرة أوضح أنه إلى الأن لم يحدد السفر مع أن كثير من الشخصيات السياسية والحقوقية وغيرهم نصحوه بعدم السفر لأداء العمرة ، لافتاً إلى أن والديه لم يوافقوا على سفره إلى الان.