أوضح الدكتور سيف العسلي – وزير المالية الأسبق والخبير الإقتصادي العسلي أن قضية رفع الدعم عن المشتقات النفطية لا تستحق كل هذا الجدل حولها ، لانها بمثابة الحمى ، اما المرض الأساسي فهو البيع والشراء بمقدرات هذا الشعب . وأضاف العسلي في حوار لبرنامج "رياح السياسة" الذي يبث على قناة معين: " أما قضية المشتقات النفطية فهي قضية جزئية وبسيطة ، لانها اولا مشكلة أدارية أساساً، لأنه لم يتم اصلاح أدارة المشتقات النفطية، فالمالية ، ومصافي عدن، وشركة النفط، تتحمل مسؤولية ادارة هذه القضية، وكل طرف يرمي بالمسؤولية على الطرف الآخر . وجزم العسلي بالقول أن 70% من مشكلة المشتقات النفطية هي مشكلة إدارية في الاساس، وتداخل الاختصاصات ، أدى الى عدم وضوح المسؤولية ، فمصافي عدن، أصبحت خارجة عن الخدمة ، ويجب إغلاقها، ويتم اعطائها نفط من أجل تكريره وهي غير قادرة على تكريره، ثم إنها تذهب وتبيعه ، ثم تحتفظ بإيراداته في حسابات خاصة بها، ثم تطلب من المالية أن تأتي بسيولة ، والمالية تتعذر، ثم تأتي شركة النفط ، وشركة النفط الاموال التي لديها لا تزال لدى الجهات ولم تحصلها، إذن 70% من مشكلة النفط او المشتقات النفطية هي مشكلة ادارية وليس الدعم . وتابع بقوله: " نعم الدعم مضر، ولكن لا يمكن لاي دولة في العالم ، ألا تقدم دعم لمواطنيها، حتى أمريكا تقدم دعم لمواطنيها ، وهذا الدعم فيه عبث ، لكن يمكن أن يبرر، بأسباب إجتماعية وأسباب أقتصادية. وأردف : " اليوم الحكومة افلست وليس أمامها إلا ثلاثة خيارات ، الخيار الاول أن ترفع الدعم عن المشتقات النفطية ولن يستفيد المواطن من ذلك شيء، بل ربما يدفع لهم هذا فاتورة الاجور لاشهر ثم ستعود المشكلة من جديد، الخيار الثاني ويتمثل بان تقوم بطباعة نقود جديدة، وهذا سيؤدي إلى إنهيار الريال، وبالتالي ستترتب عليه أذون الخزانة وافلاس الحكومة، وسوف يؤدي إلى الانهيار، أما الخيار الثالث والذي وصفه الدكتور العسلي بانه الخيار السليم هو انها تستقيل لأنها فشلت خلال السنوات الماضية عن ان تحدث شيء يذكر في المجال الاقتصادي أو غيره ، ويرى العسلي أن الخيار الثالث هو الخيار الافضل لانه ربما يأتي ناس وطنيون قادرون على التضحية وعلى الادارة ومبدعون، على اعتبار ان الموجودين حاليا في الحكومة ليس افضل الناس، ومن قال أن الله سلمنا لهؤلاء الناس وأنه ليس في الامكان عمل افضل مما كان. وقال العسلي أن هذه الحكومة فشلت في اقناع المانحين وفي أن تقدم لهم شيئا يعقل أو يفهم او يذكر بأن يعطوها الاموال، بل تريد أن تأخذ هذه الاموال وتبذرها كيفما شاءات. ورفض العسلي قبول التبريرات التي تزعم أن بقاء دعم المشتقات النفطية إنما يذهب لجيوب الفاسدين ولثلة محدودة من المنتفعين، وقال : " هذا كذب وافتراء، وتضليل على الله وعلى الناس، صحيح أن الدعم يؤدي إلى اهدار استخدام هذه المادة ، لكن هذا محدود، ونحن قد جربنا هذه العملية مرارا وتكرارا، وتم رفع الدعم ، فأين ذهبت هذه الاموال؟ ثم اوضح أنها ذهبت لشراء الولاءات ن وذهبت للفساد، ألا ترى أن نظامنا الصحي اليوم على وشك الانهيار ، لأن المستشفيات ليس لديها ما تقدمه للمرضى، ألا ترى أن كثير من المعدات والآلات الموجودة في اليمن لا يتم اصلاحها ، بل قد عطبت ، وهذا سوف يؤدي إلى إنهيار كامل، مشيرا: وهذه أشياء لا يمكن معالجتها برفع الدعم واوضح أن الحكومة تستطيع ان توفر من الخدمة المدنية ثلاثمائة مليار، نستطيع ان نفور من الضرائب 400مليار، كما نستطيع ان نوفر من النفط الذي يصدر للخارج ويتم العبث به 400مليار، وهذا اكثر بكثير من الدعم ، وكل ما في الامر ينبغي فقط على رئيس الجمهورية هو أن يتوقف عن العبث لانه يمارس نفس ما كان يمارس الرئيس السابق، والذي كان يتم انتقاده، بل بشكل اكبر وأسوأ، وينبغي على الحكومة كذلك أن تتوقف عن العبث أيضاً، وان تخصص برؤى ومعالجة قضايا، قل لي بربك في قضية من القضايا الوطنية حاولت معالجتها وضرب أمثلة بقضية المغتربين ، النازحين، البطالة، ماذا قدمت، وفاقد الشيء لايعطيه. وأعتبر البرفيسور العسلي رفع الدعم عن المشتقات النفطية في الوقت الراهن كارثة محظة ؛ لأن البلد يمر بفراغ دستوري، وفراغ إداري ، وفراغ شرعي ، وفراغ سياسي، وبالتالي فإن هذه الاموال التي سترفع لا يستطيع مجلس النواب ان يحاسب عليها، ولا الشعب يستطيع ان يحاسب ، ولا هؤلاء الذين هم في السلطة منتخبون، ولا يخضعون للرقابة ، إذن هذه الاموال ستذهب لكي تجعلهم قادرين على ان يشتروا وقت حتى يبقوا فوق صدر هذا الشعب فترة أطول. وطالب العسلي الحكومة بالاعتذار عما وصفها بكذبتها الكبرى بانها سترفع سعر الغاز من واحد دولار إلى 14 دولار، ولم تعمل ذلك ، رغم الاعلان رسميا عنه، من قبل الحكومة وكذلك عندما قال الرئيس هادي أنه وجه بانه سيتم تصدير مليون طن من الغاز أين ذهب هذا التوجيه ؟ وأين ذهبت الوعود. وتابع العسلي بقوله " اذن نحن امام نظام كاذب، نظام إستمرأ الكذب، لكني أقول له : إن حبل الكذب قصير " . وقال العسلي : أقول هذا ليس حقدا عليهم ، بل حرصا ، واٌقول لهم أن الامور لن تسير كما يخططون لها ، وإذا كانوا يريدوا ان يستمروا في حكم اليمن عليهم أن يقدموا انجازات ، وأقول لهم إذا غرقت السفينة هم أول الغارقين . وكشف العسلي انه تلقى عروضا تطالبه بالمشاركة في الحكومة الحالية من كل من المؤتمر الشعبي العام ، فرفض ، ومن نجل الرئيس هادي جلال عبدربه منصور هادي حيث عرض عليه أن يشارك في الحكومة لكن رفض ، ووضع شروطا للقبول بذلك . وحول الشروط التي وضعها البرفيسور سيف العسلي على نجل هادي للقبول في المشاركة بالحكومة أوضح العسلي أنه اشترط التوقف عن شراء الولاءات من اي نوع كان ، ويجب اتخاذ قرارات حاسمة فيما يخص الخدمة المدنية ، فيما يخص الادارة المالية، فيما يخص الضرائب، فيما يخص ادارة النفط، فيما يخص الفاسدين، ويجب ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ، وليس ابن قريتي او ابني .