سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال إن الأزمة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة وتوقع انقطاع الكهرباء نهائياً.. العسلي يعتبر العجز الإداري وراء أزمة النفط ويقترح حلولاً منها تغيير عقلية الحكومة
أرجع البروفسوراً سيف العسلي استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء سبب أزمة المشتقات النفطية في اليمن والتي بدأت أمس الأول- إلى القصور والخلل والعجز الإداري عدن، مستبعداً أن يكون سبب الأزمة وجود القراصنة الصوماليين في خليج عدن والبحر العربي كما زعمت شركة النفط اليمنية وادعت أن عدم قدرة البواخر على الإبحار في خليج عدن والبحر الأحمر جراء تواجد القراصنة سبب الأزمة وهذا ما اعتبره العسلي تهرباً من المسؤولية. وقال وزير المالية سابقاً سيف العسلي إن شراء مصافي عدن للنفط الخام وعملها على تكرير جزء منه فقط ومن ثم بيعه للخارج واستيراد بقية احتياجات اليمن من المشتقات النفطية - جزء من الأزمة، وعلل العسلي استبعاده للقول بأن القراصنة هم سبب الأزمة -بأن هذه الأزمة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، مشيراً إلى تكرارها لمرات عدة حتى قبل تواجد القراصنة. ونفى العسلي أن تكون هذه الأزمة بداية أو مؤشراً لجرعة قادمة تعمل الحكومة على التمهيد لها وقال : لا علاقة لهذه الأزمة بأي جرعة لأنها ناتجة عن عجز وخلل إداري ونتيجة طبيعية للآلية التي تتبعها شركة ووزارة النفط والتي لم تعد قادرة على مواجهة التغيرات الجديدة. وقال إن هذا يدل على أن الأجهزة الحكومية لا تهتم بمواطنيها ولا تطور من عملها وأدائها كلما استدعى الأمر ذلك. وأشار العسلي إلى اتفاقية أعدها سابقاً عندما كان وزيراً للمالية كانت تقوم على أساس بيع النفط الخام حتى لمصافي عدن بالسعر الدولي وشراء المشتقات النفطية أيضاً منهم بالسعر الدولي ومن ثم يتم عمل تصفية بين كل الحهات "المالية وشركة النفط ووزارة النفط ومصافي عدن" مؤكداً أن هذه الاتفاقية كانت بداية للحل خاصة أن مصافي عدن كانت تقويم بانتاج كل المشتقات النفطية في حينها ولكنها الآن لا تكرر إلا جزءاً من النفط الخام وتبيعه للخارج لتستورد بقية احتياجات اليمن من المشتقات النفطية، محملاً شركة النفط كامل المسؤولية عن هذه الأزمة. واقترح استاذ العلوم السياسية حلاً للأزمة بأن يتم توحيد عملية الشراء والتوزيع تحت إدارة شركة النفط بحيث تكون هي المسؤولة ، وتشتري مشتقات النفط إما من مصافي عدن أو من أي جهة أخرى، ودون ذلك سيظل كل طرف يركز فقط على مصلحته ولا يهمه المعاناة التي يمكن أن تحصل للمواطنين وقد حصلت فعلاً- حسب قوله. واقترح أيضاً إيجاد آلية لإدارة موضوع المشتقات النفطية وبيعها وشراءها بطريقة وبأداة تختلف عن الأداة التي كانت تدار بها سابقاً لأن الظروف تغيرت مطالباً بتغيير الآلية القديمة بآلية جديدة تمكن من إنسياق التعاملات والأموال بين الجهات الأربع "المالية والنفط وشركة النفط ومصافي عدن" لتحديد المسؤوليات بحيث تؤدي كل جهة واجبها على أكمل وجه وإلا تحملت المسؤولية ولا يمكنها أن ترمي بالمسؤولية على الجهات الأخرى. وتعليقاً على قول المراقبين السياسيين بأن الحكومة اليمنية لم تستطيع توفير الخدمات الأساسية للمواطن والمتمثلة بالكهرباء والماء قال العسلي إن فشل الحكومة في توفير الخدمات الأساسية للمواطن اليمني يدل على أن المنظومة العاملة الآن منهارة وخاصة منظومة الكهرباء - ولا يمكنها البقاء مطالباً بجدية العمل لتدارك أزمة الكهرباء التي تحتاج إلى جهود غير عادية وإلا فإن الانطفاءات ستزداد، مبشراً بأن الكهرباء قد تنقطع تماماً عن كثير من المناطق إذا لم يتم تدارك المشكلة. واختتم العسلي تصريحه ل:أخبار اليوم" بالقول :الحلول موجودة لكنها تحتاج إلى عقلية مختلفة عن العقلية الموجودة وتفكير وجهد مختلفين عن الحكومة الحالية.