قتل 23 مسلحاً حوثيا و 7 جنود يمنيين في عمليات عسكرية نفذها الجيش في محافظة عمران شمالي البلاد ما بين الخميس والسبت، حسبما أفاد مسؤول عسكري. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» عن المصدر العسكري قوله إن «الجيش اليمني تصدى لأربعة هجمات شنها مئات المسلحين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة المجاورة على مواقعه في جبلي الجنّات والضين بمحافظة عمران» ، مشيرا إلى أن مسلحي الحوثي المزودين بالمدفعية والعربات المدرعة حاولوا السيطرة على الموقعين. وقال المصدر إن مئات المسلحين الحوثيين حاولوا اقتحام ثلاثة مواقع عسكرية لكن الجيش تصدى لهم بالمدفعية والرشاشات الثقيلة وأجبرهم على التراجع. وتتهم قيادات حوثية قوات الجيش المكلفة بحماية مدينة عمران بإيواء مسلحين من حزب الإصلاح تصفهم ب «التكفيريين». واستمر وصول التعزيزات العسكرية التي ترسلها وزارتا الدفاع والداخلية الى المحافظة لليوم الثالث استعدادا لصد أي هجمات جديدة للميلشيات الحوثية التي تعتبرها الحكومة تهديدا واضحا للعاصمة صنعاء. فيما تتهم مصادر عسكرية الحوثيين بمحاولة السيطرة على جبلي الجنّات والضين الاستراتيجيين اللذين يمكن منهما قصف صنعاء. وتمكنت قوات الجيش المرابطة في موقع المحشاش الواقع في جبل الجنات شمال مدينة عمران من صد ست هجمات لمسلحي الحوثي، وتم تدمير مدرعة ومدفع هاون. وقالت مصادر قبلية إن قوات الجيش دمرت عربة وأعطبت مدفع هاون، مشيرة الى ان الحوثيين تكبدوا خسائر بشرية كبيرة، دون معرفة عددها ، حسبما أفاد موقع «مأرب برس». وفي ذات السياق قال شهود عيان إن منطقة سحب تشهد انتشاراً كثيفاً لمسلحي الحوثي استعدادا لمهاجمة مواقع الجيش، منوهين بأن قوات الجيش ضربت أحد مواقعهم بقذيفتين بعد محاولتهم قصف نقطة السلاطة بقذائف الهاون. إلى ذلك كشفت مصادر إعلامية، أن مليشيا الحوثي قامت بتغيير قيادتها العسكرية قبل يومين واستبدلتها بقيادة ميدانية جديدة ، موضحة أن القيادي البارز في جماعة الحوثي ابو صالح هو من يقود المعركة ضد قوات الجيش بعد وصوله إلى عمران قبل يومين قادماً من صعدة. ونقل «عمران نت» عن مصادر مؤكدة قولها: إن «ابو صالح يتواجد حالياً في منطقة ذيفان في كولة التراب مع عدد من المسلحين والمدافع والاليات العسكرية التابعة للمليشيا ويقود المعركة من هذه المنطقة»، مشيرة إلى أن ميليشيا الحوثي نصبت مدفعين في منطقة بين بيت الحمودي وقرية الجايف لضرب قوات الجيش المتمركزة في جبل ضين. على ذات الصعيد قام قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء محمد المقدشي ورئيس دائرة الاستخبارات العسكرية اللواء أحمد سيف اليافعي، بجولة تفقدية لعدد من مواقع الجيش المحيطة بمدينة عمران. وفي الغضون قالت مصادر عسكرية بمحافظة عمران إن قوات الجيش هاجمت عدد من المناطق التي يتواجد فيها جماعة الحوثي بينها جبل ضين كولة ورواء بمديرية عيال سريح جنوب شرق عمران. وأوضحت المصادر أن هذا الهجوم يأتي على خلفية قيام جماعة الحوثي بنصب مدفع في منطقة رواء مما اضطر الحوثيين للإنسحاب من قرية بني ميمون المتاخمة لجبل ضين العسكري بعد محاصرتهم من قبل الجيش ، بحسب «التغيير نت». وأكدت أن «اشتباكات حدثت صباح اليوم في المدخل الجنوبي لمدينة عمران بين جماعة الحوثي ونقطة النقطة حيث قام الحوثيين بمهاجمة النقطة التابعة لشرطة النجدة فيما لم تتضح بعد عن سقوط قتلى أو جرحى من الطرفين». وقال مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع إن الجيش مستند بالمدافع يتصدى لهجمات جماعة الحوثي التي تشنها بين الحين والأخر وفي أماكن متفرقة من عمران . وكانت مصادر محلية أوضحت بأن الحوثيين قاموا في وقت متأخر من مساء أمس الأول بنصب مدفعية متنوعة ما بين مدافع سواحلية ومدافع هاون في عددٍ من القرى المجاورة والمتاخمة لمدينة عمران من عدة اتجاهات أبرزها في الجهة الجنوبية والشرقية حول نقطة الورك وبالقرب من المجمع الحكومي للمحافظة في قرى الدربين وبيت الضلعي وشعب عذان وفي بيت الحمودي بالقرب من ذيفان.. وأشارت إلى أن جماعة الحوثي قامت بتطويق عدد من المناطق المتاخمة لمدينة عمران بالإضافة إلى حشد كبير ونصب للمدفعية في عدد من المواقع الهامة حيث يستخدم الحوثيون الأسلحة الثقيلة في هجماتهم على مواقع الجيش في المرتفعات الغربية والجنوبية الغربية للمدينة, وكذلك في مواجهاتهم مع مسلحين قبليين داعمين للجيش في جبال الجنات وجبل المحشاش. ومساء الخميس الماضي هاجم مسلحو الحوثي على مواقع تابعة للجيش في جبل المحشاش ما أدى إلى إصابة اثنين من الجنود ، فيما قتل مايقارب 70 حوثيا ، بحسب مصادر محلية ل «الخبر». وبحسب المصادر فإن الحوثيين عاودا الهجوم يوم أمس الجمعة غير أنهم خسروا 20 آخرين من مقاتليهم ، مشيرة إلى أنه ما زالت 5 جثث إلى الان بجوار متاريس الجنود. إلى ذلك قالت مصادر مطلعة إن الرئاسة كلفت لجنة جديدة برئاسة وزير الدفاع وعضوية أربعة حوثيين بالإضافة الى رئيس جهاز الامن السياسي اللواء جلال الرويشان وأمين عام مؤتمر الحوار الوطني أحمد عوض بن مبارك وعبد الرحيم صابر المستشار السياسي للمبعوث الأممي جمال بنعمر ورئيس اللجنة السابقة قائد العنسي. وكانت لجنة رئاسية مكلفة بوقف القتال في عمران جمدت أعمالها بعد استقالة رئيسها قائد العنسي وممثل الحوثيين فيها صالح الوجمان. وكان الوجمان قال في تصريح إنه استقال احتجاجا على عدم تجاوب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، مع مطالب الحوثيين وأبناء محافظة عمران بإقالة محافظ المحافظة المنتمي لحزب الاصلاح وقائد المنطقة العسكرية السادسة ومدير أمن المحافظة. ويأتي تشكيل اللجنة الرئاسية الجديدة في الوقت الذي تدفع مليشيا الحوثي بمئات المسلحين من محافظة صعدة الى محيط مدينة عمران لشن اعتداءات جديدة على قوات الجيش والامن المرابطة هناك واسقاط مؤسسات الدولة ، وتحقيق نصر في جولتها الاخيرة من حربها مع قوات الجيش في عمران والتي تكبدت فيها خسائر كبيرة. وشوهد خمسة عشر طقما محملا بمسلحي المليشيا تمر باتجاه الغولة عبر بيت القحوم كما شوهد 13 طقما محملا بالمسلحين متجها عبر طريق يشيع الصرارة جبل يزيد كلها قادمة من صعدة. وعلى صعيد الوضع الإنساني في المحافظة قال مسؤول محلي إن الوضع الانساني متدهورا، إثر أعمال العنف والمواجهات التي تشهدها عدد من مناطق المحافظة. ونقلت صحيفة «الثورة» الحكومية عن المسؤول المحلي الذي لم تذكر اسمه قوله إن «عدداً من المنظمات المحلية والدولية العاملة في المجال الانساني عجزت عن تقديم الخدمات الإنسانية للمتضررين» ، مؤكدا أن المسلحين يرفضون دخول المنظمات إلى مناطق الصراع. ويهاجم المسلحون الحوثيون مواقع للجيش اليمني في محيط مدينة عمران في محاولة للسيطرة عليها من أجل اقتحام المدينة. ومن جانب آخر، أكد فريق الهلال الاحمر اليمني العامل في المحافظة إنه يواجه صعوبات كبيرة في انتشال الجثث وتقديم المستلزمات الطبية للجرحى واسعافهم وتقديم مساعدات لأبناء المناطق المتضررة. وأوضح مصدر في الفريق أنهم «يتواصلون باستمرار مع كافة الاطراف ليسمح لهم تقديم الدعم الإنساني للمتضررين, وانتشال جثث قتلى مر عليها عدة أيام». وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن أنها تراقب عن كثب الوضع الانساني في محافظة عمران التي تشهد أعمال عنف منذ اسابيع. وقال المتحدث باسم اللجنة في اليمن عدنان حزام إن اللجنة قدمت خلال الفترة الاخيرة بعض المساعدات الطبية لعمران، حسب تصريح نشرته صحيفة «الثورة». وتعد مرحلة مراقبة الوضع المرحلة الأولى للجنة الدولية المتخصصة بالوضع الإنساني ثم مخاطبة الاطراف, وبعدها التدخل الانساني المباشر. وتشهد محافظة عمران والمناطق المحيطة بها نزوح كبير مع استمرار المواجهات بين المسلحين الحوثيين وقوات الجيش ومسلحين قبليين خلال الأسابيع الماضية. وأكدت مصادر محلية بمدينة ثلا التاريخية أن مليشيا الحوثي قامت بنصب قطع مدفعية في حصن ثلا التاريخي. وأوضحت أن الميلشا التابعة للحوثي قامت باقتحامه والتمترس فيه قبل أسابيع وتحويل المدينة الى مؤخرة ميدانية ومواقع لتمركز الميليشا ومستشفيات ميدانيه الامر الذي جعل المدينة عرضة لتشويه وطمس معالمها الفنية. وتعتبر مدينة ثلا التاريخية ضمن معالم التراث الانساني العالمي ويناشد سكان المدينة سلطات الدولة التدخل وطرد المسلحين من المدينة وحصنها التاريخي.