يحتوي كتاب «يهود اليمن والهجرة إلى فلسطين» علي «359» صفحة وينقسم إلي خمسة فصول ، إضافة إلي المقدمة – والخاتمة – ومصادر البحث والملاحق والوثائق باللغة الإنجليزية. وتناول مؤلف الكتاب الدكتور /محمد عكاشة في بداية الكتاب بالمقدمة حيث قال : «ركزت الحركة الصهيونية في دعايتها وادعائها لتحقيق أهدافها علي القول بأن اليهود في أنحاء العالم هم من جنس واحد وأن هذا الجنس قد عاني كثيرا من عمليات الاضطهاد في البلدان المختلفة التي تواجد فيها وأن حل هذه المشكلة (معاداة للسامية) يكمن في إقامة دولة لهؤلاء المضطهدين من خلال الهجرة إلي فلسطين بهدف تسليط الأضواء علي جملة من الحقائق التاريخية التي تناقض وتد حض تماما مثل تلك الإدعاءات وتظهر زيفها خاصة وأن الكتابات العربية عن يهود اليمن والبلاد العربية الأخرى شحيحة ونادرة». المؤلف الدكتور عكاشة سجل ملاحظتين في المقدمة قائلا حيث ذكر أن الدراسة قد تناولت فترة زمنية طويلة علي غير ماهو متبع في الكتابات المتخصصة التي تتقيد بفترة زمنية قصيرة ، منوها بأن تاريخ الطائفة اليهودية اليمنية وحركة هجرتها إلي فلسطين لم يتم الكتابة فيها من قبل الكتاب العرب بل إن المؤلفات اليمنية علي وفرتها لم تتعرض لتاريخ الطائفة إلا لماما لأن المؤرخين اليمنيين اعتبروا يهود اليمن جزء من الشعب اليمني وبالتالي لم ينظروا إلي تاريخ الطائفة اليهودية كتاريخ مستقل عن تاريخ اليمن وتطرقت الدراسة وبشكل موجز إلي بعض الجوانب من تاريخ اليمنوفلسطين وتاريخ الحركة الصهيونية والسياسة البريطانية لتوضيح الظروف التاريخية التي تمت فيها حركة هجرة يهود اليمن إلي فلسطين. فصول الكتاب ويتكون الكتاب من خمسة فصول الفصل الأول يتضمن : اليهودية والأصل اليمني ليهود اليمن حيث تناول أربعة نقاط هي أ- وصول اليهودية لليمن ب- اعتناق أب كرب أسعد لليهودية ج- زنواس واليهودية د- يهود اليمن من أصل يمني الفصل الثاني الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية ليهود اليمن حيث تناول في سردة للحقائق إلي خمس نقاط هي ا – الحكم الإسلامي ويهود اليمن ب- حركة سباي زيفي وتأثيرها علي يهود اليمن ج- حادثة إجلاء يهود اليمن عن صنعاء د- يهود عدن والمحميات جنوباليمن في ظل الإحتلال البريطاني ه- الطائفة اليهودية في شمال اليمن وأوضاعها الإقتصادية والإجتماعية الفصل الثالث هجرة يهود اليمن من 1881م – 1918م تناول هذا الفصل خمسة عناوين رئيسية هي0 أ- البداية الأولي لهجرة يهود اليمن ب- المنظمة الصهيونية ومسألة الهجرة ج- مكتب فلسطين والهجرة المنظمة ليهود اليمن د- الصراع التركي اليمني والهجرة اليهودية إلي فلسطين الفصل الرايع هجرة يهود اليمن من 1919م – 1939م حيث تناول في سردة للحقائق لخمسة قضايا رئيسية هي أ- حصول الصهيونية علي تصريح بلقور ب- صك الإنتداب ومسألة الهجرة والأرض ج- الحركة الوطنية الفلسطينية وموقفها من السياسة البريطانية الصهيونية د- هجرة يهود اليمن ه- أعداد المهاجرين من يهود اليمن الفصل الخامس هجرة بهود اليمن من عام 1939م – 1950م هذا الفصل تناول خمسة قضايا تاريخية هامة جدا وهي0 أ- السياسة البريطانية والتحرك الصهيوني أثناء الحرب العالمية الثانية ب- السياسة الأمريكية الصهيونية وقرار التقسيم ج- الوكالة اليهودية وهجرة يهود اليمن من عام 1939م – 1949م د- أحداث عدن ديسمبر عام 1947م ه- الهجرة الكبري ليهود اليمن ديسمبر 1948م – سبتمبر 1950م وأشار المؤلف الدكتور محمد عبد الكريم عكاشة في هذه الدراسة بين سطور هذا الكتاب إلي العديد من المفاصل الهامة والحقائق والوثائق والمعلومات حول يهود اليمن ومن ضعف هذه الحقائق التاريخية. وبينت الدراسة أن يهود اليمن هم من أصل يمني وأن حاكمين من حكام اليمن اعتنقوا الديانة اليهودية ومحاولة جعلها الديانة الرسمية لا يعني لأن معتنقيها في اليمن هم من أصل عبراني أو إسرائيلي. وأوضحت الدراسة أن اليمن عشية دخولها الإسلام كان يتواجد علي أرضها أتباع مذاهب ومعتقدات دينية مختلفة، وأنه عند دخول أهل اليمن في الإسلام دخل قسم من يهود اليمن في هذا الدين الجديد بينما ظل القسم الأخر علي يهوديته وشكلا طائفة دينية قليلة العدد. وتبين من هذه الدراسة أن الطائفة اليهودية عاشت في ظل الحكم العربي الإسلامي وكذا في ظل النظام الإمامى لشمال اليمن والحكم البريطاني لجنوباليمن حياة أمنة مستقرة فمارست شعائرها الدينية بكل حرية وحظيت بوضع اقتصادي جيد ولم تتعرض لأي مضايقات أو أعمال اضطهاد بسبب معتقداتهم أو نشاطها الإقتصادي. وأشارت الدراسة إلي أن حركة هجرة يهود اليمن لم تتم أرادتهم الذاتية لأن الفكرة الأساسية في مفهوم ووعي يهود اليمن حول هجرتهم وعودتهم إلي ما يسمي بأرض الميعاد ترتبط بشكل أساسي لظهور الماسج المهلص أي أن تلك العوجة لن تتم إلا بإرادة آلهية وليست بقوة أو إرادة بشرية. ولفتت إلى أن هجرة يهود اليمن إلي فلسطين لم تتم نتيجة عمليات اضطهاد أو نهب أو سلب مورست بحقهم من قبل السلطات الحاكمة في اليمن أو من قبل أبناء الشعب اليمني وأكدت أن حركة هجرة يهود اليمن إلي فلسطين بدأت مع ظهور المنظمة الصهيونية وإيفادها للمبعوثين إلي اليمن لهدف تحريض يهودها علي الهجرة واستمرت الصهيونية بأتباع هذا الأسلوب التحريضي خاصة بعد حصول الصهيونية علي تصريح بلفور وخضوع فلسطين للاحتلال البريطاني وأوضحت الدراسة كيف أن حركة هجرة يهود اليمن تأثرت هبوطا وصعودا بأحداث التطورات السياسية سواء في اليمنوفلسطين أو ممارسات ونشاطات الأجهزة الصهيونية وكذا دور السلطات البريطانية في فلسطينوعدن ولندن وبينت الدراسة أن الهجرة الكبرى ليهود اليمن قد حدثت بعد الإعلان عن قيام إسرائيل وتوقيع الدول العربية المجاورة لفلسطين علي اتفاقيات الهدنة لتنشيط حركة الدعاية والتحريض من قبل المند وبين والدعاة الصهاينة الذين عملوا علي الاتصال بالتجمعات اليهودية لتحريضها وتحفيزها على الهجرة , منتهجين سياسة دعائية ذات وجهين تقوم على كل السلبيات حيث يقيمون وكل الايجابيات حيث سيهاجرون وأشار المؤلف إلى نقطة هامة وهي بأن هؤلاء الدعاة والمندوبين قد استغلوا بنجاح كبير سذاجة يهود اليمن وعدم وعيهم وإدراكهم لأبعاد السياسة الصهيونية , وأن هؤلاء الدعاة استفادوا فائدة كبرى من التعاون اللامحدود الذي أبدته السلطات البريطانية فإنه رغم السياسة الدعائية التضليلية , وما نجم من عمليات التهجير التي أدت إلى هجرة حوالي مائة وعشرة آلاف من يهود اليمن , إلا أن أعداداً من يهود اليمن ظلت باقية ومتمسكة بوطنها اليمني , حيث تعيش حياتها الروحية ,والاقتصادية بحرية تامة , ومع ذلك فإن الصهيونية تحاول جاهدة في هذه الأيام إثارة حملة من الدعاية التضليلية في محاولة للتمكن من هذه البقية وإجلائها عن اليمن . التطورات على صعيد الحركة الوطنية الفلسطينية وارتبطت اليمنوفلسطين منذ القدم بعلاقات تاريخية , ففي زمن الممالك اليمنية القديمة كانت القوافل التجارية تغدو وتروح مابين اليمنوفلسطين , ومنذ ظهور الإسلام شارك اليمنيون في الفتوحات الإسلامية وسكنت بعض قبائلهم في فلسطين , وقد تواصلت العلاقات بين اليمنوفلسطين في المراحل التاريخية اللاحقة , واستقر بعض اليمنيين في فلسطين , واتخذوا منها وطناً لهم , ولا تزال الحارات اليمنية موجودة حتى اليوم , ومع خضوع فلسطين للاحتلال البريطاني , ومع انتهاج حكومة الانتداب سياسة صهيونية قائمة على فتح أبواب فلسطين أمام الهجرة اليهودية واستملاك اليهود للأراضي , أخذت الحركة الوطنية الفلسطينية في التصدي لهذه السياسة , وفي خضم عملية المقاومة , أولت الحركة الوطنية أهمية للدعم الخارجي , وخاصة دعم ومناصرة الأقطار العربية وبرغم أن اليمن لم تكن دولة حدودية مجاورة لفلسطين , إلا ان الاهتمام اليمنيبفلسطين وبجهاد شعب فلسطين كان واضحاً وبارزاً. وأشير هنا إلى المصادر التي اعتمد عليها الدكتور عكاشة في هذه الدراسة فقد اعتمدت على عدد من المخطوطات اليمنية , وعلى بعض المؤلفات العربية بما فيها من نتف وقلة في المعلومات , حيث استفاد من بعض الدوريات ومن اللقاءات التي أجراها مع عدد من الإخوة اليمنيين ممن عاصروا بعض أحداث هذه الدراسة كما رجع المؤلف إلى مجموعة من الوثائق والتقارير وعدد من المؤلفات والدوريات الأجنبية وأضاف إلى الكتاب بعض الملاحق من نماذج لمخطوطات ووثائق غير منشورة .