عندما أراد نبيُ اللهِ لوطٌ وجماعتُه النقيَّة عليهم وعلى رسولنا وسائر الأنبياء أفضل الصلاة والسلام أن يحرروا قومهم من انحراف الفطرة ، ويسمو بأخلاقهم من أرذل المعاصي ، شنوا عليهم حملة مسعورة ، وأعلنوهم جماعة محظورة ، وقرروا طردهم من قريتهم {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}!! اليوم يتكرر موقفُ أحفادِ هذه القرية المُنحرفة ، تجاه أشرف وأنقى وأطهر جماعة عرفها العصر الحديث ، وهي جماعة "الإخوان المسلمون" الذي عُرِف شبابها في كل قُطْرٍ وبلدة بأنهم: عُمَّار المساجد وروَّادُها ، وكافلوا الأيتام والأرامل ، والساعون على الفقراء والمساكين ، وناشروا العلم والتعليم في البوادي والأرياف ، وهم من أقاموا المشافي والعيادات الطبية والمخيمات الصِّحيَّة لمحدودي الدخل ، وهم من حافظوا على هوية الأمة بعد أن تنكَّر لها المبهورون شرقاً وغرباً ، وهم من شاركوا في حروب تحرير فلسطين في الأربعينات والخمسينات ، حتى أوشكت كتائبهم أن تحررها ، لولا خيانة العملاء.