اوردت رويترز في تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني أن الدعوات التي أطلقها الرئيس المصري "محمد مرسي" أمس الثلاثاء في أمريكا حول التأكيد على أن التعاون الحقيقي بين الثقافات هو الحل للأزمات المندلعة بين الغرب وبين العالم الإسلامي والمجتمع العربي أتت كمحاولة جادة من "مرسي" لتغيير سلوك ومنهجيات الولاياتالمتحدةالأمريكية. جاء فى التقرير أن الرئيس "محمد مرسي" أشار أمس في الإجتماع السنوي الخيري الذي عُقد في نيويورك برعاية الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون" إلى ضرورة تبني مبدئ التعددية الثقافية كبديل لمبدئ الثقافة الواحدة التي تسعى إلى الهيمنة لأنها لم تعد مثمرة في أعقاب الهجمات العنيفة على البعثات الدبلوماسية الأمريكية في العالم الإسلامي، مؤكدًا على أن "نكتة" ما في ثقافة ما قد لا تكون مضحكة إطلاقًا في بلد أخر. وفى نفس السياق، تحدث الرئيس "مرسي" على أحد منابر نيويورك "إن العالم لا يمكن أن يتبنى ثقافة واحدة أو يصبح حضارة واحدة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن يكون هناك حضارات تعيش جنبًا إلى جنب وليست ضد بعضها؟…الإجابة نعم يمكننا أن نعيش التعاون الثقافي سويًا، فربما مزحة مضحكة في بلد قد تكون سخيفة في بلد آخر، وهذه هي طبيعة الثقافة." التقرير ذكر أن تصريحات "مرسي" أتت قبل يوم واحد من كلمته المقرره أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في وقت حساس جدًا بالنسبة للعلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية اللذان كانا ذات مرة حليفين قويين ولكن العلاقات توترت كثيرًا على أعقاب الإنتفاضة المؤيدة للديمقراطية في مصر والتي أطاحت بالرئيس المستبد "حسني مبارك". كما أشار التقرير إلى أن الإحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة والتي اندلعت منذ أسبوع في معظم الدول الإسلامية ألقت بظلالها على انخراط الولاياتالمتحدة في شؤون المنطقة، وهو ما دعا الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ليعترف أن مصر الإسلامية ليست حليفة ولا عدوة لأمريكا. الرئيس "مرسي" وجه رسالة إلى واشنطن في وقت سابق من الأسبوع الجاري بضرورة تغيير منهجها التي تتبعه في منطقة الشرق الأوسط والمساعدة في بناء دولة فلسطينية للحد من الغضب المكبوت في المنطقة والذي لو انفجر سيضر بمصالحها في المنطقة ويهدد وجود حليفتها "إسرائيل".