تجددت المواجهات بين رجال القبائل ومسلحو جماعة الحوثي بمديرية همدان شمال غرب صنعاء، بعد ساعات من انسحاب القوات العسكرية وعودتها إلى العاصمة. وقال مصدر قبلي إن مسلحي الحوثي هاجموا عدداً من المنازل وسوق ضروان بمديرية همدان، وفجروا منزل أحد المواطنين، ما دفع رجال القبائل إلى مواجهتهم، مؤكداً أن الحوثيين انتشروا بشكل واسع في مدينة ضروان القريبة من العاصمة صنعاء، بعد انسحاب قوات الجيش منها. وعبر عن استياءه من وعود قائد المنطقة السادسة اللواء محمد الحاوري بإخراج المسلحين الحوثيين من المديرية، بعد سحب القوات العسكرية وإخلاء المواقع من قبل رجال القبائل. وأضاف : «انسحبنا من مواقعنا بعد طلب اللواء الحاوري منا ذلك، بشرط اخراج المسلحين الحوثيين، لكننا اليوم نتفاجأ بهم يقومون باقتحام سوق ضروان وتفجير منزل كبير لأحد المواطنين»، بحسب موقع «المصدر أونلاين». ولفت إلى أن مواجهات تدور حالياً في عدد من مناطق ضروان بعد سيطرة الحوثيين عليها، عقب أوامر اللواء الحاوري بسحب القوات العسكرية وعودتها إلى داخل العاصمة. وعادت إلى العاصمة صنعاء القوات العسكرية التي كانت تتمركز في مديرية همدان وجبل ضين الاستراتيجي المطل على مطار صنعاء الدولي. وشوهدت دبابات ومدرعات مصحوبة بأطقم عسكرية تدخل مقر ما كان يسمى ب"الفرقة الأولى مدرع" وسط العاصمة صنعاء الساعة السادسة صباح الاربعاء، حيث تتبع القوات المنطقة العسكرية السادسة التي يقودها اللواء محمد الحاوري الذي عين من قبل الرئيس هادي يوم السبت الماضي بديلاً للمقدشي. وكانت الآليات العسكرية والدبابات والقوات العسكرية تتمركز في عددٍ من المواقع في منطقة ضروان، وبالقرب من منطقة الجائف، وفي محيط جبل ضين بمديرية همدان. وجاء انسحاب القوات العسكرية عقب لقاء جمع ممثلين من أبناء القبائل بقائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء محمد الحاوري، الذي قدّم لهم ضمانات بإخلاء المديرية من المسلحين الحوثيين، عقب انسحاب القوات العسكرية التي كانت متواجدة خلال الفترة الماضية. إلى ذلك قالت مصادر قبلية إن عناصر تابعة لجماعة الحوثي المسلحة أقدمت، الأربعاء، على تفجير منزل أحد المواطنين، ويدعى محمد حمود عزان، بمنطقة ضروان بهمدان بعد انسحاب قوات الجيش ومسلحي القبائل. وأكدت أن الحوثيين دخلوا إلى المنطقة واشتبكوا مع القبائل، مشيرة إلى أن رجال القبائل تواصلوا مع اللواء الحاوري، وأبلغهم أنه سيأتي إليهم، لكنه أرسل العميد علي الذفيف إلى المنطقة لوقف إطلاق النار. واعتاد مسلحو جماعة الحوثي، على تفجير منازل معارضيهم، وكذا مراكز تحفيظ القرآن وعدد من المدارس والمساجد. ويتناقض إعلان جماعة الحوثي قبل أيام عن انسحابهم من مدينة عمران شمال صنعاء مع واقع الحال هناك، حيث يقول أحد شهود العيان إن الحوثيين يتواجدون داخل مقر قوات الأمن المركزي ومسجد السعيد الذي بات ثكنة عسكرية. وما زالت مدينة عمران شمال العاصمة اليمنية صنعاء تحت سيطرة مليشيا الحوثيين، وأكدت مصادر محلية أن المتمردين الحوثيين يحكمون سيطرتهم على أرجاء المدينة ومداخلها ومخارجها ويواصلون مداهمة ونهب المنازل التي نزح عنها أصحابها، فضلا عن اقتحام مقار مؤسسات الدولة ومكاتب المنظمات الأهلية والعبث بمحتوياتها. ويحدث ذلك رغم إعلان الحوثيين قبل أيام أنهم يعتزمون الانسحاب من هناك، وذلك غداة تحذير وجهه مجلس الأمن الدولي. وقال عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين علي البخيتي إن كتيبة من اللواء التاسع من صعدة استلمت معسكر اللواء 310 مدرع, وعادت أغلب المكاتب والمؤسسات الحكومية إلى أعمالها. وأشار البخيتي في حديث ل «الجزيرة نت» إلى أن الحوثيين وجهوا الدعوة للمحافظ الجديد اللواء محمد صالح شملان للعودة إلى المدينة لمزاولة عمله, كما وجهوا رسائل تطمين إلى كل من غادر عمران بسبب الحرب أن يعودوا إلى منازلهم آمنين، مؤكدا أن الدولة عادت من جديد إلى مدينة عمران. لكن تصريحات المسؤولين الحكوميين تؤكد أن الحوثيين ما زالوا يسيطرون على عمران، وذكرت تقارير مساء الثلاثاء أن الحوثيين يقصفون مواقع اللواء 310 المتمركزة على جبل ضين الإستراتيجي والواقع على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب مدينة عمران والمطل على مطار صنعاء الدولي أو يبعد عنه نحو 22 كيلومترا، في محاولة للسيطرة عليه كي يصبح بإمكانهم التحكم في المدخل الشمالي للعاصمة، وضرب أي قوة تتقدم نحوها. وأكد الصحفي محمد طه -النازح من عمران- أن مليشيا الحوثيين توطد سيطرتها على عمران، وتتواجد داخل مقر قوات الأمن المركزي، كما يتواجد الحوثيون داخل مسجد السعيد الذي بات ثكنة عسكرية لمليشياتهم. وأوضح أن الأطقم المسلحة للحوثيين "تصول وتجول في شوارع عمران وداخل معسكر اللواء 310 الذي سلمته إلى كتيبة من اللواء التاسع جاءت من صعدة، وجنودها موالون للحوثيين". وبشأن مداهمة الحوثيين المنازل ونهبها وتفجيرها، قال إن الحوثيين لديهم كشوفا بأسماء المخالفين لهم والذين وقفوا ضد اقتحامهم مدينة عمران، وهم قيادات وأعضاء حزب الإصلاح اليمني، والقيادات العسكرية من اللواء 310، وكل شخص يخالفهم ويرفض الانصياع لهم. وأكد طه أن الحوثيين لن ينسحبوا من عمران، "بل سيثبتون وجودهم العسكري فيها، وسيكون الوضع في عمران مشابها لوضع محافظة صعدة التي تقع تحت سيطرتهم الكاملة، ويديرون شؤونها الأمنية والعسكرية والإدارية". واعتبر طه تصريحات الرئيس عبد ربه منصور هادي بشأن إخراج الحوثيين من عمران واستعادة أسلحة الجيش المنهوبة "غير جدية ولمجرد الاستهلاك الإعلامي، بينما الوقائع تشير إلى أن ثمة تحالفا بين هادي والحوثيين المتحالفين أيضا مع سلفه الرئيس السابق علي عبدالله صالح". وكان الرئيس هادي قد اعتبر أن "ما حدث في عمران هو استهداف واضح وجلي للدولة وأجهزتها الأمنية وقواتها العسكرية ومؤسساتها المدنية، واستهداف للعملية السياسية والمرحلة الانتقالية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وانقلاب عليها". وقال خلال لقاء جمعة بقادة القوات المسلحة إن "الدولة من الآن وصاعدا ستعمل بكل حزم وقوة للبدء باسترجاع أسلحة الدولة ونزع كافة الأسلحة المتوسطة والثقيلة من الحوثيين، وإخلاء كافة المواقع من معسكرات ومبانٍ حكومية من جماعة الحوثي".