غزّة برجالها ونسائها وأطفالها، بدمائها وأشلائها وركام بيوتها صامدة كريمة لا تعتمد إلا على نفسها؛ وهي تعرف أن أشقاءها العرب مشغولون بأنفسهم، وبعضهم أصبح المتحدّث الرسمي باسم «الليكود» ويحمل أجندة العدو..!!. لأول مرة في تاريخ المنطقة العربية تبدو وقاحة بعض العرب ضد فلسطين؛ يكفي أنهم والصهاينة يصفون المقاومة ب«الإرهاب» ويطالبون بنزع سلاحها. بعض العرب أصبحوا يطالبون بنزع سلاح المقاومة أو الموت بسلاح اسرائيل بلا حياء ولا خجل، وهي إشارة على السقوط المدوّي لهذه الوجوه الكالحة والمفضوحة، حتى المبادرة المصرية لم تأتِ إلا لتُرفض فلسطينياً؛ لأن فيها إذعاناً، والإذعان مشطوب من قاموس «غزّة» المقاومة. المبادرة المصرية التي تطالب بنزع سلاح المقاومة؛ أول من هلّل لها الجامعة العربية ثم اسرائيل التي اعتبرتها نصراً مبيناً، وأخذ «نتنياهو» يهدّد حماس بعاقبة وخيمة إن هي رفضت المبادرة المصرية، هل رأيتم مهانة عربية أكثر من هذه المهانة وسقوطاً أكثر من هذا السقوط..؟!. هؤلاء لا يمثّلون الشعوب العربية، ويسجّلون مرحلة جديدة من المقاومة والتحرير الشامل ستنتهي بانتصار الحق العربي وتحرير الشعوب العربية. المقاومة في غزّة قلبت الطاولة على رؤوس الجميع، ورفعت رؤوس الشعوب العربية عالياً بصمودها ومفاجآتها سواء في فرق الضفادع البحرية أم في الطائرات دون طيار أو الصواريخ التي تصل لأول مرة إلى تل أبيب وتُدخل ستة ملايين صهيوني تحت الأرض. والحديث يدور في اسرائيل عن ضرورة استقالة «نتنياهو» لإعلانه الحرب الفاشلة على غزّة التي أفشلها صمود الشعب الفلسطيني الذي خرج من تحت الركام ومن بين الأشلاء يصرخ للمقاومة أن اصمدوا ولا تركنوا إلا على الله، اصمدوا فحياتنا هي هذا الصمود، ولا خيار غير المقاومة والموت بهامات مرفوعة في عالم احترف العهر والارتكاس، اصمدوا ودعوا العرب ينبطحون ويقتل بعضهم بعضاً ويلعقون أحذية العدو، فإن حرية الشعوب العربية ستنطلق من هذا الصمود الذي يواجه اليوم معسكر تحالف الاحتلال والاستبداد العربي بوضوح.