سوريا في مواجهة العالم العربي والغربي منذ أكثر من عام ونصف , مواجهة ليست هيِّنة فالمواجهة قد أخذت الشكل الحقيقي للمؤامرة والدجل والكذب البواح بزعم الثورة المكذوبة . ومن يوم الأربعاء الماضي بدأ العدوان الصهيوني على غزة , العدوان المتوحش الذي يقتل ويجرح ويدمر ويرعب مستخدماً جميع وسائل القتل والإجرام . المتآمرون على سوريا يصنعون الموت على ترابها مستخدمين عيِّنات من ذوي الإجرام من أبناء سوريا مُطعَّمين بالآلاف من نظرائهم التكفيريين الذين يستبيحون الدماء والأرواح في الوطن العربي والعالم , التآمر في سوريا يقتل الشعب السوري , يدمر بنيته التحتية المتميزة على غيرها , يُجَيِّش التكفيريين ويجلبهم من الكهوف والجحور والجبال التي يختبئون بها قاذفاً إياهم صوب سوريا , وليس هذا فحسب فعشرات ومئات القنوات والوسائل الإعلامية المختلفة يتم فتحها وتمويلها للكذب والتمويه واختلاق المزاعم كصورة بائسة لما وصل إليه سلوك المتآمرين من انحطاط وقذارة . مليارات الدولارات تنفق لا للتخفيف من الفقر وتنمية الشعوب العربية المهدورة ثرواتها ولا لبناء العقول الخاوية خواء من ينفقها ولكن .. لخراب سوريا وقصم ظهر الممانعة , لضرب المقاومة العصيَّة على التطويع والقبول بالمهانة لتهرول نحو التطبيع وتتقبل الإملاءات الأمريكية والصهيونية شأنها في ذلك شأن الأنظمة الخانعة باتجاه التطبيع . ها هي غزة تُضرب , أكثر من مائة شهيد عشرات الأطفال بينهم وأكثر من ثمانمائة جريح سقطوا خلال ستة أيام من العدوان الوحشي على غزة بينما صهاينة العرب مشغولون بسوريا , يحيكون المؤامرات , بالتماهي مع الصهاينة وقوى الإستكبار المتمثلة بأمريكا والغرب . غزة اليوم تُدمر وصهاينة العرب في شُغل التجييش والكذب والتدليس لإسقاط سوريا . غزة اليوم تنزف فما الذي سيفعله صهاينة العرب ؟ بنظري لا أعتقدهم يفعلون شيئاً سوى ما عهدناه من خمسين عاماً وهو ما تمَّ : الشجب والإدانة والتنديد ومطالبة إسرائيل بوقف الضرب وعقد اجتماع وزاري لوزراء الخارجية العرب لم يرق لمستوى التمثيل بالوزراء !! إجراءات مألوفة وليس ذلك فحسب فلا شك أنهم يمارسون الضغط على المقاومة لوقف الصواريخ التي باتت تتساقط على المستوطنات وتل أبيب في معادلة جديدة وتطور لافت للصراع مع الكيان الغاصب داخل الأراضي المحتلة !! صهاينة العرب اتجهوا صوب المقاومة لتأمين إسرائيل من الصواريخ التي تركت الصهاينة في الملاجئ كما شاهدنا الرعب والفزع في وجوههم عبر التلفزة الصهيونية وهم ينبطحون على الأرض فزعاً وهلعاً وخوفاً كما أخبرنا الحق جل وعلا بحالهم !! رئيس وزراء مصر في غزة المقاومة فما الذي قدَّمه ؟ لا شيء سوى الضغط عليها للوقف والقبول بالذلة , وما كان يُفترض برئيس الوزراء الذي خاطب رئيسه الرئيس الصهيوني بصديقي العزيز والوفي والمخلص كان الذهاب صوب أصدقائه الإسرائيليين لوقف العدوان ومسلسل الإجرام . إن الموقف العربي لا يرقى لمستوى الموقف الروسي ولن يكون كذلك كما لن يكونوا رجالاً بعد الربيع كما لم يكونوه قبله !! الصواريخ التي يُضرب بها الكيان الصهيوني هي صواريخ جاءت عن طريق سوريا التي يتآمرون عليها , والقنوات التي كانت تُمد المقاومة تمَّ إغلاقها بالمؤامرة على سوريا , وهو الهدف الأساسي من المؤامرة برمتها , ولن يُمدوا المقاومة بخمس أموال الإجرام التي تدفع لتخريب سوريا . بعد العدوان الإسرائيلي على غزَّة والموقف المخزي من سوريا صارت الأوراق مكشوفة ومن حقنا أن نتساءل : الأسئلة المشروعة : هل ستقوم دول الخليج بالدعوة إلى تسليح الشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه ؟ هل ستقوم تركيا بتدريب الجهاديين العرب وإرسالهم إلى فلسطين ؟ هل ستدعو الدوحة حركتي فتح وحماس إلى مؤتمر لتوحيد الفصائل الفلسطينية ؟ هل ستقوم دول الخليج وعلى رأسها قطر بسحب السفراء من إسرائيل وطرد السفراء الإسرائيليين من بلدانهم ؟ هل ستدعو جامعة الدول العربية لتشكيل قوة تدخل عربية لإنشاء مناطق آمنة للشعب الفلسطيني ؟ هل ستقذف السعودية وتركيا الجهاديين العرب للجهاد مع إخوانهم في غزة ؟ هل سيتم تهريب السلاح لحركات المقاومة الفلسطينية كما يحصل في سوريا ؟ هل ستدعو الدول العربية إلى تدخل الناتو لضرب المواقع العسكرية الصهيونية كي ينال الشعب الفلسطيني حريته ؟ وهل سيشارك الطيران القطري والإماراتي في ضرب الكيان الصهيوني كما فعل في ليبيا ؟ هل سيخرج العرعور ليقول : إحذروا المد الصهيوني , إحذروا بني إسرائيل الكفار المجوس ؟ هل سيطلب القرضاوي من المسلمين الدعاء على إسرائيل وأمريكا كما فعل عندما طلب من الحجاج الدعاء على روسيا والصين و إيران المسلمة ؟ هل سيتجرأ رئيس دولة من الدول التي تطالب بمحاكمة الأسد للمطالبة بمحاكمة نتنياهو المجرم ؟ لا أعتقد شيئاً من ذلك سيكون وما على سوريا وغزَّة سوى أن يدفعا ثمن صمودهما وممانعتهما ولكن الله غالب على أمره