من المؤسف أن البعض في إعلامنا العربي ما انفكوا، بكل ما لديهم من أدوات التضليل، في محاولات حثيثة باتجاه أن نلغي عقولنا، وأن نشطب ذاكرتنا العربية، وأن نرحب بالاحتلال وجرائمه وندين المقاومة ضده، ونستسلم للمشروع الصهيوني الامبريالي. هؤلاء لا يعبرون عن آرائهم بقدر ما يعبرون عن سلوك سياسي في النظام العربي الرسمي،فمنذ أن امتدت يد السلام العربية للعدو الصهيوني ازداد الخور والعجز العربي الرسمي تجاه القضية العربية المركزية، وازداد التعنت والعدوان الصهيوني وحلفاؤه ضد الشعب الفلسطيني والأمن القومي العربي. حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على شعبنا في غزة مستمرة، حصارٌ خانق منذ ثلاث سنوات واليوم العشرون على العدوان العسكري الصيهوني جواً وبحراً وبراً باستخدام أحدث ما انتجته صناعة السلاح الأمريكية، إرهاب الدولة الصهيونية مستمر في إبادة شعبٍ أعزل إلا من إيمانه وصموده وإرادته في المقاومة، ثم يأتي من يتشدق في إعلامنا العربي بأن المدنيين في غزة يدفعون ثمن المقاومة، هكذا بكل صفاقة وإبتذال، فيما الحقيقة أن الشعب الفلسطيني في غزة وسواها يدفع ثمن الاحتلال، إن من يدفع ضريبة الدم لا يمكن المزايدة عليهم وليس من حق أحد أن يزايد عليهم، أهلنا في غزة صامدون مقاومة ومدنيين، صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً، ومن نطالبه بالصمود هو الشعب العربي في كل البلاد العربية. لا سبيل أمام العرب سوى المقاومة فالغرب بشقيه الأمريكي والاوروبي يملك كل وسائل الضغط علينا، ولا يوفر علينا خياراً سوى المقاومة.. وحدها المقاومة هي السبيل إلى التحرير، فالنظام العربي الرسمي لمن يريد شطب الذاكرة العربية لم يحارب من أجل فلسطين سوى مرة واحدة في 1948م وكان ما كان من هزيمات وأخذت الهزيمة تنال من الإرادة العربية منذ أخذ البعض منا يراهنون على سلام إسرائيل ولا يزالون، ولا شيء غير أوهام السلام. جيش الاحتلال الصهيوني الذي له دولة خطرة وجرائمه ضد كل العرب، إسرائيل دولة وظيفية صنعت لإضعاف العرب ومنع تقدمهم ووحدتهم، ولحراسة مصالح من صنعها وزرعها في أرضنا العربية الفلسطينية ونختم بما رآه العالم والمفكر العربي المصري جمال حمدان حيث قال منذ وقت مبكر: «إن كل ما لا يعيد الوضع الى ما كان عليه قبل 1948م، بل قبل 1917م مرفوض بلا نقاش، وكل حل لا يزيل «اسرائيل» من الوجود، لا محل له من البحث العلمي».. هذا الكيان الغاصب والعدوان مهما طال الزمن، فهو غير قابل للحياة والاستمرار.. لاخيار لأمتنا سوى المقاومة.. المقاومة تنتصر في فلسطين ولبنان والعراق