قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ملتزمة بدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي والشعب اليمني في جهدهم لضمان التوصل إلى يمن آمن ومزدهر. وتلقت الحكومة اليمنية خلال الأشهر الماضية مساعدات كثيفة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والأردن لتدريب الوحدات الخاصة اليمنية. وبذلت واشنطن جهوداً كبيرة في هذا المجال، فهي مهتمة كثيراً بمحاربة الإرهاب. وتستطيع واشنطن القول إن جهودها تؤتي ثماراً لأن الوحدات الخاصة اليمنية وسّعت من نشاطاتها على أراضي الدولة كما طوّرت عملياتها من "ملاحقة الإرهابيين لقتلهم" إلى "ملاحقة الإرهابيين لاعتقالهم أو عند الضرورة فقط قتلهم". ومن الملاحظ أيضاً أن الولاياتالمتحدة لم تضطر منذ أشهر لاستعمال الطائرات بدون طيار ضد عناصر القاعدة. وهناك نوع من الاستنتاج الأمني يشير إلى أن القوات اليمنية تقوم بعملها وتحتاج فقط تدخّلاً غير مباشر من قبل الأميركيين. وبشأن الخطر الحوثي يقول المسؤول الأميركي الذي طلب عدم نشر اسمه، إن الإدارة الأميركية "تطلب من الحوثيين كما كل الأطراف الأخرى أن ينزعوا سلاحهم وأن يشاركوا سليماً في العملية الانتقالية". ويعتبر الأميركيون أن الحوثيين جزء من المكون الوطني لليمن ولديهم مطالب، لكن هجوم الحوثيين على عمران واقترابهم من العاصمة دفع الأميركيين لإعادة النظر في تقييمهم للوضع اليمني، فالحوثيون أصبحوا دولة داخل الدولة وهم مكوّن مشاكس للأطراف اليمنية وللحكومة اليمنية أيضاً وأصبحوا يشبهون حزب الله في لبنان. ومن المؤشرات العالية الخطورة أن الدولة اليمنية لم تتمكن من القضاء على الحوثيين خلال سنوات طويلة من الصراع، وعندما كانت الدولة اليمنية بكامل قوتها العسكرية، وسيكون من الصعب الآن أن تدحرهم وقد أصاب الوهن قواتها المسلحة والأمنية، بالإضافة الى أنها تحارب على جبهتين، إرهاب القاعدة والحوثيين في وقت واحد. وينظر الأميركيون أيضاً إلى تكيّف الحوثيين مع الوقت والظروف، وقد نبّه منشغلون بالشأن اليمني الإدارة الأميركية من أن الحوثيين يطوّرون أيضاً حضورهم في مناطق خارج منطقة انتشارهم الأصلي، ويستعملون الوساطة بين الأفراد والعائلات ويدفعون الأموال لجذب المزيد من الولاء وضمّ أفراد وجماعات تحت زعامتهم. وبحسب موقع "العربية.نت" فإن الأميركيين يأخذون بعين الاعتبار "الخطر الحوثي" خصوصاً أنه مدعوم من إيران، لكن الأميركيين لم يصلوا بعد إلى اعتبار الحوثيين مثلهم مثل حزب الله اللبناني، فالحكومة الأميركية ما زالت تقول إنها "تثمّن وتدعم جهود الحكومة اليمنية لوقف الصراع المسلح والتفاوض على توافق سلمي بين كل الأطراف. ويضيف المسؤول الأميركي الذي تحدث ل "العربية" أن واشنطن "تدعو كل الأطراف إلى احترام سيادة الحكومة اليمنية والاعتراف بسلطتها في شؤون السياسة والأمن". لكن الخطر الحوثي وهو يتصاعد، يتطلب موقفاً أكثر حزماً من قبل الأميركيين وربما يحتاج الأميركيون إلى حسم موقفهم من الحوثيين ليس كمكوّن وطني بل كجسم أمني وسياسي يهدد الحكومة اليمنية الآن وبعد سنوات وربما دائماً.