أماطت مصادر أمنية واستخباراتية اللثام عن تفاصيل سرية حول خطة إسقاط العاصمة "صنعاء بيد جماعة الحوثي المسلحة.. وأشارت معلومات مستقاه من عدد من النشطاء السياسيين، وقيادات من الصف الأول، المنتمين للأحزاب السياسية، وبعض العاملين في الجهات الأمنية والاستخباراتية اليمنية؛ إلى أن العاصمة السياسية صنعاء؛ قد سقطت فكريًا وسياسيًا بيد جماعة الحوثيين وانها الآن- تترنح على وشك السقوط، عبر انقلاب عسكري، طالت المدة أم قصرت. وفي السياق أفاد أحد الموالين لجماعة الحوثيين- طلب عدم ذكر اسمه- بأن هناك مجاميع مسلحة تابعة للحوثيين، منتشرة في معظم أنحاء العاصمة صنعاء، مستعدة لإسقاطها مهما كلف الأمر. وتابع: «ولن يكون ذلك؛ إلا من بعد أن يأذن لها السيد عبدالملك الحوثي، قائد الجماعة حالياً». * كتائب الحسين المسلحة وبحسب المعلومات فإن خطة الحوثي تُقسم العاصمة صنعاء إلى 10 مناطق جغرافية، يتواجد في كل منها، المئات من «كتائب الحسين» المسلحة، أهم الكتائب المدربة والمجهزة على أحدث المستويات القتالية، متوقعة أن أعنف المعارك العسكرية، ستدور في ثلاث مناطق أساسية؛ كالتالي: - حي الحصبة: أحد أحياء مديرية الثورة يوجد فيها منزل للشيخ عبدالله بن حسين الاحمر، ويسكن فيه حالياً، نجله الأكبر الشيخ صادق، شيخ مشايخ قبيلة حاشد، وتنتشر حوله مجاميع قبلية مسلحة لحمايته. - حارة صوفان: إحدى حارات حي الحصبة، بمديرية الثورة يوجد فيها منزل للشيخ حمير بن عبدالله الأحمر، نائب رئيس مجلس النواب، إضافة إلى منزل آخر لأخيه الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر، رئيس ومؤسس حزب التضامن الوطني. - منطقة حدة وتقسم إلى حيين اثنين؛ هما: حي قرية حدة، وحي آزال- حدة، وتتبع إدارياً مديرية السبعين: يوجد فيها منزل للشيخ حميد بن عبدالله الأحمر، سياسي ورجل أعمال وقيادي بارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح، ويعتبر من الأعداء اللدودين للحوثيين. بالإضافة إلى منزل للواء الركن علي محسن صالح الأحمر، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن، حاليًا، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة الأولى مدرع (سابقاً)، والذي يعتبر من أكثر الأعداء اللدودين للحوثيين. * الخطة الاستراتيجية للسيطرة على صنعاء وتقول المصادر الاستخباراتية إن هناك خطة استراتيجية متكاملة، مرسومة بعناية فائقة- بعد دراسة تحليلية لواقع اليمن- ويجري تنفيذها على مراحل متدرجة؛ تهدف للسيطرة على العاصمة صنعاء، من قبل الحوثيين. وبحسب المصادر نفسها؛ فإن هذه الخطة؛ تنقسم إلى مرحلتين رئيسيتين؛ هما: المرحلة الأولى: الانتشار والنفوذ. وتتضمن هذه المرحلة؛ إنجاز ثلاث مهام رئيسة؛ هي: المهمة الأولى: نشر الأفكار والمعتقدات، وفي سبيل إنجاز هذه المهمة؛ لا بد من تحقيق عدة أمور؛ ونذكر منها على سبيل المثال: - بذل الجهود الكبيرة والدؤوبة؛ لنشر أفكار ومعتقدات جماعتهم، التي يتقبلها الناس بسهولة، في المساجد والمدارس والجامعات والأسواق على وجه الخصوص؛ مثل: الولاء والحب لآل البيت- رضوان الله عليهم-، وترديد الشعارات المعادية لأمريكا و"إسرائيل". - استقطاب فئتي الأطفال والشباب، من أتباعهم والموالين لهم، وإرسالهم إلى محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لهم، عن طريق تنظيم رحلات جماعية؛ لتثقيفهم ببعض أفكارهم ومعتقداتهم. - ترديد شعارهم الشهير، المسمى "الصرخة"؛ أثناء المسيرات التي تجوب عدداً من شوارع صنعاء، وكذا المساجد التي يتواجدون فيها كثيرًا؛ كالجامع (المسجد) الكبير بصنعاء القديمة، وهو أول مسجد بني في اليمن. - نشر شعاراتهم المطلية بثلاثة ألوان؛ الأبيض والأخضر والأحمر، خصوصًا ما يسمى "الصرخة"، بمختلف الوسائل المتاحة؛ مثل: رسم على جدران المنازل، تعليق لافتات قماشية في الشوارع الرئيسية، ملصقات ورقية، وغيرها". المهمة الثانية: كسب الولاء والنفوذ السياسي. وفي سبيل إنجاز هذه المهمة؛ لا بد من تحقيق عدة أمور؛ ونذكر منها على سبيل المثال: - التواصل مع أتباعهم، في أجهزة الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني. - استقطاب الموالين لهم، أو المؤيدين لشعاراتهم؛ مثل: القيادات العسكرية والسياسية والحزبية، وكذا عقال الحارات "الأحياء" السكنية، والمواطنين البسطاء . - كسر شوكة أسرة "آل الاحمر"، ذات النفوذ القوي في قبيلة حاشد، ومؤسسات الدولة المختلفة. - كسب ثقة المواطنين؛ من خلال تحريك الشارع بالمظاهرات الغاضبة المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، وإسقاط حكومة الوفاق الوطني، برئاسة محمد سالم باسندوة، الموالي لأحزاب اللقاء المشترك. - إضعاف دور حزب التجمع اليمني للإصلاح (فرع جماعة الإخوان المسلمين في بلادنا)، وإظهاره للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، على أنه فاشل، وغير قادر على إدارة البلد، وكذلك أنه يمتلك جناحًا عسكريًا، وترسانة أسلحة. المهمة الثالثة: مد نفوذهم على مناطق واسعة من اليمن. وفي سبيل إنجاز هذه المهمة؛ لا بد من تحقيق عدة أمور؛ منها: - التوسع والسيطرة على مناطق مجاورة لمحافظة صعدة، تشكل خطراً عليهم، خصوصاً التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، أو تدين بالولاء والطاعة للواء علي محسن الاحمر، أو أسرة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. ويأتي في مقدمتها: محافظاتصنعاء، وعمران، والجوف، وحجة. - إحكام القبضة على "الحزام الأمني" المحيط بالعاصمة صنعاء، ويتمثل في ست مديريات من مديريات محافظة صنعاء؛ وهي: همدان، وأرحب، ونهم، وبني حشيش، وسنحان وبني بهلول، وبني مطر، خاصة من المدخل الشمالي، الذي يصلها بمحافظة عمران، التي تبعد عنها قرابة 50 كيلو متراً. المرحلة الثانية: الحسم النهائي. بعد الانتهاء من المرحلة الأولى، بشكل كامل؛ يصبح المناخ العام مهيئًا عمليًا وواقعيًا؛ للانتقال إلى المرحلة الثانية؛ وهي السيطرة العسكرية على العاصمة صنعاء، وتدور فيها معركة "الحسم النهائي". وتتضمن هذه المرحلة؛ إنجاز عدة مهام رئيسة؛ ونذكر منها مايلي: - بسط نفوذها وسيطرتها على الأوضاع في مختلف أنحاء صنعاء؛ عن طريق الخلايا النائمة- ككتائب الحسين المسلحة- المنتشرة فيها. - التصدي السريع والحازم للقوى المعادية لهم، التي يمكن أن تواجههم أثناء تنفيذهم لهذه الخطة. - وصول الإمدادات العسكرية اللازمة، من المناطق القريبة من صنعاء، وكذا من محافظة صعدة. * الداعمون ؟! وتؤكد المصادر أن المخطط الحوثي يتلقى الدعم المعنوي والمالي والعسكري؛ من قبل بعض الشخصيات المحلية السياسية والعسكرية والقبلية، بالإضافة إلى بعض الدول الإقليمية والدولية، لا سيما الناقمة بشدة على الحركات الإسلامية.