في 29 أبريل 2014، استضافت مدينة حفر الباطن (شمال شرقي السعودية، قرب الحدود مع الكويت) عرضًا عسكريًا، حضره ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي يشغل أيضًا منصب وزير الدفاع. غابت الفعالية عن كافة التغطيات الإخبارية في اليابان، رغم ظهور صاروخين باليستيين من طراز CSS-2 حصلت عليهما الرياض من بكين عام 1987. كانت الصواريخ محملة على مقطورة بطولها الذي يبلغ 24 مترًا، ومداها الذي يفوق ثلاثة آلاف كيلومتر، ويقال إنها موجهة صوب إسرائيل- خصم العديد من الدول العربية- وإيران– التي تخوض حربًا باردة مع السعودية منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. وهكذا، بعد ربع قرن من إنكار وجودها، كشفت المملكة العربية السعودية عن هذه الصواريخ للمرة الأولى. ووسط كبار الضيوف، من ملوك الدول العربية، جلس قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف. ليذكَر حضوره كثيرين ب"الاتفاق السريّ" الذي يشاع أنه موجودٌ منذ قرابة 20 عامًا- ويؤكد الخبراء أنه قائم بين السعودية وباكستان، رغم نفي البلدين ذلك. وينص الاتفاق على وعد من باكستان، الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية، بتزويد المملكة العربية السعودية بأسلحة نووية. وتكمن المفارقة في أن الأسلحة النووية التي تمتلكها باكستان يمكن تحميلها على صاروخ CSS-2 سالف الذكر. ما دفع أحد المتخصص في شؤون الشرق الأوسط إلى تفسير العرض على أنه تعبير عن رغبة المملكة العربية السعودية في الحصول على رؤوس نووية من باكستان. وبدوري ذهبتُ إلى باكستان للبحث عن رجل يعرف شيئًا عن هذا "الاتفاق السري"؛ هو قائد الجيش الباكستاني الأسبق الجنرال ميرزا أسلم بيج (83 عامًا). وبعد مضي 10 أيام في هذا البلد التقيتُ به أخيرًًا. - ما الذي دار بيننا؟ - هذا ما سأقصه عليكم في الجزء الثاني من هذه السلسلة. مجلة "ماينيتشي" اليابانية ترجمة وعرض: علاء البشبيشي – صحيفة شؤون خليجية