كشف مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بصنعاء من خلال بزيارة إلى مخيم اعتصام الحوثيين في منطقة "الصباحة" المدخل الغربي للعاصمة, عن إن هناك نحو 60 خيمة اعتصام تضم مئات المسلحين . واشار الى استعداد الحوثيين لخيار القوة حيث ابدوا ذلك ان فرضتها السلطات بالعاصمة. وأضاف "أن المسلحين ينتمون إلى مناطق مختلفة في البلاد , وينتشرون في أماكن عدة مجاورة للمخيمات, كما لديهم نقاط تفتيش على الشارع الرئيسي بالمنطقة". واعتبر القيادي في جماعة الحوثي المسلحة, علي البخيتي, إعلان المرحلة الثالثة من التصعيد مرتبطة بمدى تجاوب السلطات مع الرؤى التي تم تقديمها لتنفيذ المطالب الشعبية". واوضح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الرؤية التي قدمتها الجماعة كانت تفصيلية وليس فيها زيادة على المطالب الثلاثة الواضحة وهي إقالة الحكومة وإسقاط الإجراءات السعرية وتنفيذ مخرجات الحوار, وإنهم لم يتلقوا ردا رسميا عليها حتى اللحظة. وأشار الى أنه "تم تقديم هذه المقترحات عبر وسطاء محليين, من قادة الأحزاب سياسيين, إلى الرئيس عبدربه منصور هادي, وأنهم حاليا في انتظار الرد رسميا من قبل السلطات". وأضاف "مطالبنا واضحة وفي حال عدم تحقيق المطالب فإن التصعيد مستمر من خلال فتح اعتصامات سلمية جديدة في مناطق أكثر إزعاجا للسلطات وخطوات أخرى قادمة". وتشهد العاصمة صنعاء توترا كبيرا مع استمرار تصعيد الجماعة , وتوجيهات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي برفع درجة الاستعداد القتالي في صفوف الجيش والأمن لمواجهة أي احتمالات قد تفرضها الجماعة. ومنذ نحو أسبوع عقد الرئيس هادي ثلاثة اجتماعات باللجنة العسكرية والأمنية العليا في البلاد , وعدد من الاجتماعات مع قيادات الدولة لمناقشة التطورات في ضوء تحركات وتصعيد الحوثيين. ونشر الجيش اليمني عددا من الوحدات العسكرية بشكل مكثف بالقرب من مخيمات الاعتصامات , وفي الشوارع الرئيسية المتاخمة للحزام الأمني للعاصمة. وذكر شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن قوات من الجيش فرضت العديد من نقاط التفتيش والحواجز العسكرية في مناطق عدة من العاصمة, وأنزلت مدرعات ودبابات إلى بعض المناطق تحسبا لأي طارئ. وفي السياق قال قائد عسكري في منطقة "الصباحة" المدخل الغربي الرئيسي للعاصمة صنعاء, والذي يبعد عنه مخيم الحوثيين نحو كيلو متر فقط إن جميع القوات في العاصمة بحالة استعداد قتالي لمواجهة أي احتمالات قد تفرض. وأوضح القائد العسكري, الذي فضل عدم ذكر هويته , لوكالة ((شينخوا)) أن التوجيهات العليا تمثلت بضرب أي تحرك من قبل المسلحين, وأن الوضع تحت السيطرة كليا, وتنفيذ المهام سيتم بدرجة عالية دقيقة. وأضاف "نحن حاليا في حالة تأهب قصوى, ولدينا التوجيهات كاملة, وفي حال أي تحرك للمسلحين أو استفزاز سيتم ردعهم وبقوة. وكان يتحدث القائد العسكري, وهو بكامل سلاحه الشخصي وضعا يده على الزناد , ويوجه الجنود بالتفتيش الدقيق لكل المركبات التي تدخل من المنفذ, قائلا "لا خوف أبدا, نحن جاهزون وقادرون على صد أي هجوم, وإيقاف أي تحرك للمسلحين باتجاه العاصمة". وتحدث القيادي في الجماعة, أبو الحارث, مشرف مخيمات الاعتصام المسلحة في "الصباحة", أن الحكومة لابد أن تستجيب لمطالب هؤلاء المعتصمين ومطالب الشعب اليمني, وإن لم تستجب فهناك خيارات تصعيد قادمه منها خيار القوة" وأوضح لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأنهم يدخلون اليوم الاسبوع الثاني على التوالي في اعتصامهم , وأنهم لن يتركوا الاعتصام حتى تحقيق كامل المطالب. وأضاف "الاعتصام هنا خارج العاصمة, ولا يشكل تهديد للمواطنين, فقط يهدد الفاسدين". وأكد أبو الحارث, أن الاعتصامات ستحقق مطالب الشعب كاملة سواء بلغة العقل أو بالقوة, وأن لديهم خيارات تصعيدية قادمة أن لم تستجب السلطات, منها "خيار القوة" إذا فرض عليهم من قبل السلطات. وتحدث أحد المعتصمين المسلحين, يدعى عبدالله الحيمي, لوكالة ((شينخوا)) بأنهم مستعدين للبقاء في الاعتصام لسنوات, وأنه لن يغادر حتى تحقيق كل مطالب الشعب.