قال التجمع الوطني لمناضلي الثورة ان رؤية اللقاء المشترك لمعالجة آثار وتداعيات تحرير المشتقات النفطية، والنداء الصادر من الحزب الإشتراكي اليمني، ومبادرة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، ومبادرة النقاط التسع لاتحاد القوى الشعبية كلها تتضمن معالجات وتصورات تمليها الحاجة للخروج من جحيم الأزمة الراهنة ومن حالة التخبط والتعثر والإرتجال، التي اتسمت بها المرحلة السياسية بكاملها. وأفاد التجمع في بيان صادر عنه حصل "الخبر" على نسخة منه انه لا يرى حاجة إلى تكرار ماورد فيها، معبرا عن دعمه لها ومؤكدا على ضرورة الأخذ بالمقترحات والتصورات، التي تضمنتها. ورأى أن أسباب الأزمة الراهنة لاتكمن في القرار المفاجئ برفع الدعم عن المشتقات النفطية، بل هي نتيجة لمجمل السياسات والممارسات، التي طبعت المرحلة الإنتقالية بطابعها. ولفت الى ان من أبرز هذه السياسيات والممارسات غياب الشراكة الحقيقية، في قيادة المرحلة الإنتقالية والبطء الشديد في استكمال هيكلة القوات المسلحة والأمن، لتصبح أداة وطنية متماسكة، تدين بالولاء الكامل لسلطة واحدة، وهي سلطة الدولة، الممثلة للمجتمع بكامله، مشيرا الى عدم الجدية في اتخاذ إجراءات حاسمة، من شأنها أن توقف عجلة الفساد، وتصون المال العام، وتمنع هدره والعبث به. كما اورد البيان ضمن هذه الممارسات، عدم القدرة على اتخاذ إجراءات تقلل من سلبيات عملية المناصفة والمحاصصة، التي أسست للعهد الحالي، فكبلته وجعلته مرهوناً للقوى السياسية الأكثر قدرة على ممارسة الضغط عليه. وقال إن استمرار الحوار الجاد، بين أطراف التوافق الوطني، وتواصله دون انقطاع، وإعادة النظر في مجمل السياسات، وتحقيق شراكة فعلية مع شركاء الوطن، في إدارة الشأن العام، وفي اتخاذ القرارات المصيرية، وإنجاز هيكلة القوات المسلحة والأمن، وإيقاف عجلة الفساد المالي والإداري، واعتماد مبدأي الكفاءة والنزاهة، في التعيينات للمواقع القيادية في الدولة، بعيداً عن المناصفة والمحاصصة والمجاملة والمحسوبية، هي من المداخل الأساسية لحل الأزمة السياسية في اليمن، التي يراها البعض وكأنها مجرد أزمة عابرة فجرها رفع الدعم عن المشتقات نفطية. وحذر من أن الموقف لم يعد يحتمل عدم الإكثراث بما تطرحه القوى السياسية والمنظمات المختلفة والكتاب والشخصيات الوطنية، من مقترحات وتصورات، فالوضع خطير، ولن نخرج منه إلا بتكاتف جهود كل الخيرين في هذا البلد، والإنصات لصوت العقل والحكمة، واعتماد الحوار أساساً لحل كل خلافاتنا، بعيداً عن التمترس والتخندق والمكابرة والإحتكام إلى العنف المرفوض، في مواجهة لن تعود على الوطن إلا بالوبال والخسران.