كشف تقرير أمريكي عن قيام دولة الإمارات بتمويل مجموعة استشارية أمريكية يديرها مسئولون سابقون في وزارة الخزانة الأمريكية، ومرتبطة بكتاب وصحافيين دأبوا على مهاجمة قطر في الآونة الأخيرة، وتتهم في الوقت ذاته مواطنين قطريين بدعم منظمات مدرجة على قائمة الإرهاب. صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تقرير لها، نشرته في السابع من سبتمبر الجاري، وشارك في جمع معلوماته مراسلوها في القاهرة، القدسالمحتلة، وغزة، ذكرت أن الإمارات وقعت عقدًا يكفل لها الاستعانة بخدمات مجموعة "كامستول" الأميركية، وهي جماعة ضغط مسجلة رسميًّا في واشنطن وتنشر أسماء كبار العاملين فيها على موقعها الإلكتروني. وتشير سيرهم الذاتية إلى أن معظمهم سبق له العمل في مواقع مهمة في وزارة الخزانة الأميركية، الأمر الذي يؤكد اطلاعهم على دهاليز الوزارة وأساليب العمل فيها. ووفقًا لتقرير "نيويورك تايمز"، فإن وثائق المجموعة المسجلة لدى وزارة العدل الأميركية تتضمن نمطًا من التواصل مع صحافيين شاركوا في حملة ضد دولة قطر، عبر مقالات تتهم الدوحة بلعب دور في تسهيل حملات التبرّع لمنظمات مدرجة في قائمة الإرهاب الأميركية، في مقدمتها حركة "حماس" الفلسطينية. ولفت تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن مسؤولين في كل من مصر و"إسرائيل" والسعودية والإمارات، يحاولون توجيه الاتهامات إلى قطر بسبب توفيرها الملجأ الآمن لبعض قيادات "الإخوان المسلمين" المطاردين من بلدانهم، وقيادات حركة "حماس" المطاردين من (الاحتلال) "الإسرائيلي"، علاوة على وجود انقسامات سياسية تجاه ما يجري في سوريا وليبيا، وبقية بلدان الربيع العربي. وتشير الصحيفة إلى أن "إسرائيل" استفادت من الانقسام الخليجي في تكثيف الضغط على قطر، لوقف دعمها حركة "حماس"، وتؤكد أن حملة سابقة شنها مسؤولون "إسرائيليون" وصحف "إسرائيلية" ضد قطر للغرض ذاته. وكان السفير "الإسرائيلي" لدى الأممالمتحدة، رون بروسوار، قد كشف عن سر الغضب "الإسرائيلي" من دولة قطر في مقال نشره في "نيويورك تايمز" ذاتها، أواخر الشهر الماضي. ويقول السفير: إنه "على قطر إيقاف تمويل حماس". ويعنون بروسوار، مقاله ب"نادي المتوسط للإرهابيين"، محاولًا الربط في أذهان القراء بين "حماس" والإرهاب ليتسنى له اتهام قطر بدعم الإرهاب. ومن ضمن أبرز المآخذ، التي أوردها السفير "الإسرائيلي" في مقاله عن قطر، سماحها لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، بإباحة العمليات الاستشهادية في فلسطين، وتمويلها لقناة "الجزيرة"، التي يقول: إنها لعبت دورًا تحريضيًّا مؤثرًا في الربيع العربي، واستضافة الدوحة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل. ويزعم أن الدوحة تضغط على مشعل، لرفض الحلول التي لا تكون قطر وتركيا مشاركتين في صنعها.