مؤتمر الحوار الوطني والذي طال مداه واقترب من العام ليخرج علينا بمولود مشوه مسخ كان المخدر للشعب اليمني ،فهم الكثير من المحللين هذا ولم تفهم القوى السياسية اليمنية ذلك أو إنها كانت تفهم لكنها عاجزة عن فعل شيء،ربما كان تجمع الإصلاح الحزب الوحيد الذي يفهم السيناريوهات المعدة إقليميا ودوليا ومحليا وجنب نفسه الدخول في اى مواجهات مع مليشيات الحوثي أولا لعدم رغبته في الدخول في حرب أهلية طاحنة لا تبقى ولا تذر وثانيا لمعرفته بالوضع الدولي والإقليمي والذي كان يراد له حشر إخوان اليمن بزاوية ضيقة وخنقهم وكما حدث في مصر طبعا الاصلاحيون كانوا مدركين ويقرأون الأحداث والسيناريوهات المعدة جيدا ولهذا لم يكن هروبهم من المواجهه جبنا منهم أو عجزا إطلاقا بل لمن يقرأ الأحداث من غيرهم كان الأمر مختلف تماما لكل ما يجري على الأرض ،اليوم اليمن مختلف يمن اليوم غير يمن الأمس هناك معطيات جديدة لابد أن يؤخذ بها ، الحوثيون وحلفاؤهم انقلبوا على كل الوطن وعلى مخرجات الحوار الوطني واحرجوا هادي ووزير دفاعه ويعلم الله إلى اين يتجهون ؟ هل سيتوقف بهم الحال عند السيطرة على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ام غرورهم سيقودهم إلى ابعد من ذلك هذا ما سنعرفه لاحقا خلال الايام القليلة القادمة ؟ لكن ما يمكن ان نتنبأ به نحن هو ان رئيس الحكومة القادمة سيكون موالي للحوثي شاء من شاء وابى من ابى وسيكون للحوثي النصيب والحظ الأوفر من الكعكه وسيفرض الحوثي شروطه ،اما بقية القوى السياسية اليمنية فقد وقعت في مطب وأكلت مقلب وازعم ان الطعم الذي بلعته القوى الوطنية والشبابية بعد ثورة 11 فبراير 2011م كان مؤتمر الحوار الوطني والذي سبق ان حذرنا منه مرارا وتكرارا خاصة بعد اشراك قوى متمردة على سلطة الدولة وتمتلك اسلحة ثقيلة ومتوسطة لكن لم تستمع لهذا لا القيادات الشبابية ولا الحزبية انئذاك وهو ما يتحمل تبعاته اليوم الجميع في الوطن دون استثناء وقد راينا مسلسل أو السيناريو الذي طبق وبرعاية دولية وبتواطؤ محلي مكشوف وفاضح وربما اقليمي هو الأخطر والاسوأ على الإطلاق ويمكننا ان نسمية انقلابا مسلحا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى والبند السابع الذي ظل المبعوث الاممي يحذر ويهدد به لم يكن سوى مخدرا وبنجا ليس إلا ، بالنسبة للمبادرة الخليجية نزعم انها انتهت بالحدث الجديد الذي فرض نفسه ومهما كان هذا الفعل وكما قلنا سابقا بسبب الانقلاب الحوثي على كل شيء في اليمن فلن يكون إلا ما كتب لهذا الشعب والخاسر الابرز حسب اعتقادي هو الجيش اليمني والرئيس هادي والذي سلم امره وامر الدولة لجهات لا يمكن الوثوق فيها وربما لا يحتاج لوقت طويل ليكتشف ذلك اظن ان الوقت لن يسعغه حتى لمجرد التفكير في تغيير مسار ومجريات الأحداث بالشارع المقابل لقصره ،وختاما كان الله في عون اليمن وأهله فيما سيتبع والله المستعان.