حاصر مسلحون حوثيون منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بذريعة حمايته، مع أنهم يعلنون أنه خصمهم اللدود، إثر خوضهم معه 6 حروب خلال الفترة 2004 و2010. وتعزز هذه الحماية الحوثية لمنزل صالح الاتهامات الموجهة للحوثي بوجود علاقة ضمنية وتنسيق وتحالف عسكري من أجل إسقاط صنعاء وهي ما يمكن قراءتها من خلال إعلان الرئيس هادي عن وجود خيانات ومؤامرة لإسقاط صنعاء، في حين كشف قبل أيام عن استمرار ولاء القيادات العسكرية للرئيس السابق. وتعيش العاصمة اليمنية حالة من التناقض الكبير، بين الدولة واللادولة، بين الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي وبين صاحب النفوذ الفعلي عبدالملك الحوثي، بين الجيش والأمن الغائبين وبين المسلحين الحوثيين المسيطرين على كل شيء في العاصمة صنعاء. الشوارع شبه خالية إلا من المسلحين الحوثيين وبعض الموالين لهم ومن تبقى من سكانها الذين علقوا فيها ولم يجدون فرصة لمغادرتها، وأغلب المحال التجارية مغلقة في ظل القلق البالغ من عمليات السطو والنهب، إثر تصاعد أنباء عن حدوث عمليات نهب واسعة في أكثر من منطقة وعلى بعض المراكز التجارية. وفي سياق غير بعيد يدور الحديث حاليا عن تحالف سعودي مع الرئيس السابق على صالح، فالإقرار السعودي بلواقع اليمني الجديد، عبر المسارعة بإرسال السفير إلى صنعاء، برغم سيطرة الحوثيين عليها، يوحي ضمنيا بقدر من المرونة، خصوصًا ان الأنباء الأولية تتحدث عن ترتيب إيراني سعودي أمريكي بحضور سلطنة عمان، انتهى إليه المشهد الأخير في اليمن. ويربط مراقبون الإقرار السعودي بالواقع بسعي الرياض للتخلص من بصمات الإخوان المسلمين في الواقع اليمني بالحضن الجنوبي لمملكتهم. الاعتراف الإقليمي الجماعي بقوة وصلابة وسيطرة الحوثيين كلاعب أساسي، نتج عن تلك الاتصالات التشاورية بين السعودية والرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي تقول تقارير خاصة بأن مجموعته النافذة في الدولة العميقة ومؤسسات الأمن والجيش، ساهمت في إخلاء مقرات سيادية لكي يسيطر عليها الحوثيون من دون مقاومة تذكر، في الوقت الذي حشر فيه الرئيس عبد ربه هادي في أضيق زاوية ممكنة خضع فيها للقوى الجديدة بترتيب إقليمي، بحسب صحيفة «العرب اليوم». تفاصيل الصفقة الحقيقية لا زالت غامضة والتوقعات الأولية تتحدث عن احتمالية بروز الرئيس علي عبدالله صالح مجددا، ولكن عبر رافعة إيرانية هذه المرة ، إلا أن رائحة صالح منتشرة في كل تفاصيل المشهد اليمني المستجد، الذي أعاد ترتيب أرواق لعبة الشارع والثورة التي أطاحت نظامه سابقا. برغم ذلك سارع الحوثيون للإعلان بان سياسة «اليمن الجديد» المفعم بنكهتهم وسيطرتهم لن ترتهن أو تتقيد بتنفيذ أجندات أية دولة إقليمية بعينها في المنطقة، وانما ستلتزم فقط بما يحقق مصلحة أهل اليمن أنفسهم. ونفى محمد عبد السلام الناطق باسم الحوثيين ما يتردد من أحاديث حول مساندة دول إقليمية لجماعته للقيام بثورة مضادة أو انقلاب ضد نظام الحكم القائم بالبلاد، الذي كان الإخوان المسلمون يشكلون به قوى بارزة بالساحة السياسية، مشددا القول: «نحن لم ولن ننفذ أجندات أية دولة.. ولم يكن هناك أي تآمر أو تلاق في الأهداف مع أية دولة فيما يخص مواجهة الإخوان المسلمين على الإطلاق». وتابع: «الإخوان هم من أخطأوا في حق أنفسهم ليس في اليمن فقط، لكن في المنطقة ككل.. الإخوان مارسوا لدينا حالة كبيرة جدا من الاقصاء وسعوا إلى أخونة مؤسسات الدولة بما فيها المدارس بشكل غير طبيعي، ما يؤكد أنهم ليسوا رجال دولة وليسوا قادرين على احتواء الآخرين». وأضاف قائلا: «الحديث عن دول إقليمية بعينها ساندتنا للتخلص من الإخوان غير صحيح.. نحن بالأساس تحركنا وسط مد شعبي واسع تحرك باليمن للمطالبة بحقوق عادلة ومشروعة».