عززت المملكة العربية السعودية حدودها مع اليمن بحشود عسكرية وصفت بالكبيرة تحسباً لأي مواجهات. وقال شهود عيان ل «الخبر» إن المناطق الجنوبية للمملكة تشهد قطع الشوارع في الساعات المتأخرة من الليل لنقل المعدات العسكرية إلى الحدود الجنوبية، كما أكد سكان المناطق الجنوبية صحة ذلك. ولا يخفي السعوديون قلقهم الواضح من تدهور الوضع في الجارة اليمن وذلك سيطرة جماعة الحوثي المسلحة على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء ونهب الأسلحة وإرسالها إلى صعدة وسيطرتها على الوضع الأمني والعسكري في ظل شلل تام لأجهزة الدولة. وتأتي التحركات السعودية في ظل مخاوفها من نقل المعركة إلى حدودها خاصة وأن جماعة الحوثي تعتبر الذراع الإيراني في المنطقة، ولا تخفي الجماعة كرهها للسعودية وذلك على غرار الخلافات المذهبية بين إيران والسعودية. وأبدت السعودية مباركتها للإتفاق الذي وقع بين الأطراف السياسية بما فيها الحوثيين والحكومة اليمنية برعاية دولية لكنها تعمل في الواقع على أساس أن جماعة الحوثي لا تلقي بالاً لأي اتفاق خاصة أنها وقعته من واقع قوة عسكرية على أرض الواقع. وأكد وزير الخارجية السعودية، الأربعاء، أن بلاده رحبت باتفاق السم والشراكة إلا أن تنصل جماعة الحوثي من التوقيع على الملحق الأمني للإتفاق بدد آمالهم. وقال سعود: «سبق لنا الترحيب باتفاق السلم والشراكة الوطنية المبرم يوم الأحد الماضي 21 سبتمبر بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي وكان أملنا أن يحقق تطلعات الشعب اليمني نحو وقف العنف والاقتتال واستكمال العملية السياسية واستئناف التنمية والبناء، ومع إشادتنا بما بذله فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي من جهود مكثفة للوصول إلى اتفاق يجنب اليمن وأبناءه العنف والفوضى وإراقة الدماء، إلا أن عدم تنفيذ الملحق الأمني للاتفاق وعدم إنفاذ الاتفاق نفسه على الوجه المطلوب من قبل جماعة الحوثي قد بدد تلك الآمال». وشهدت محافظة الجوف القريبة من الحدود السعودية معارك شرسة خلال الأيام القليلة الماضية مع جماعة الحوثي والتي توقفت نتيجة لمعركة صنعاء كما وصفها أحد قياديين الجماعة ومن المرجح عودة المعارك في ظل امتلاك الجماعة لأسلحة الدولة. تزايد مخاوف السعودية من الخطر الحوثي يتزامن مع ما ينشره الإعلام الإيراني الذي يبشر بسقوط الرياض بعد إسقاط صنعاء. ووصفت صحيفة «كيهان» الإيرانية المملوكة للمرشد الإيراني، علي خامنئي، ما يجري في اليمن بأنه «ثورة إسلامية»، مؤكدة أن هذه الثورة ليست سوى مقدمة لسقوط آل سعود الحتمي، وسقوط نظامهم المتخلف، الذي يعتبر أن الحكومة اليمنية التي انتفض ضدها الحوثيون حليفة استراتيجية له. واعتبرت أن عاملين سيؤديان إلى إسقاط نظام آل سعود في الجزيرة العربية، أولهما «الثورة الإسلامية في اليمن»، بينما الثاني هو «التنظيمات الإرهابية التي مولتها الدولارات السعودية، التي تنقلب الآن ضد المملكة وضد حكم آل سعود»، حد زعمها. من جانبه قال الخبير بالشأن الإيراني حسن هاشميان إن سياسة إيران الحقيقة تتعلق بتصريحات مندوبها في البرلمان على رضا، وأن الحرس الثوري الإيراني يرى في سيطرة الحوثيين على 14 محافظة في اليمن أن 90% من العاصمة صنعاء سقطت بيدهم، مشيراً إلى أن إيران تملك مليوني مقاتل في اليمن ومستعدين للدخول المملكة العربية السعودية.