قالت وكالة رويترز إنّ رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري قال إن الجيش اللبناني سيتلقى قريبًا معدات عسكرية في إطار منحة قيمتها مليار دولار من السعودية لمساعدته على مكافحة المتشددين الإسلاميين الذين يتسللون إلى لبنان من سوريا. وكان الحريري الذي تربطه صلات وثيقة بالعائلة المالكة السعودية أعلنَ في بادئ الأمر عن هذا الاتفاق بعد زيارة الملك عبد الله في أغسطس/ آب بعد أيام من هجوم شنّه متشددون إسلاميون استولوا خلاله لفترة قصيرة على بلدة عرسال الحدودية اللبنانية. وقال الحريري للصحفيين بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في باريس "فيما يتعلق بالمليار دولار التي أتولى أمر إدارتها ستشهدون خلال بضعة أسابيع النتائج"، وأضاف قوله دونما إسهاب: "تم وضع اللمسات النهائية وستصل بعض المعدات قريبًا". وناقش الحريري خلال اللقاء ثلاثة ملفات أساسيّة، وهي الانتخابات الرئاسية في لبنان، والهبتان اللتان قدمتهما المملكة العربية السعودية للبنان، والوضع الإقليمي في ظلّ الحشد الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقال الحريري: "يجب أن يبذلوا المزيد من الجهد؛ فتنظيم الدولة الإسلامية يحقق تقدمًا ويجب على التحالف الغربي أن يكون أكثر تركيزًا ويدمر كل تنظيم الدولة الإسلامية. يجب أن يضرب بقوة وبطريقة منهجية لا من منظور استراتيجي فحسب". وكان عقد ثان أبرم في ديسمبر الماضي 2013، حيث صرح الرئيس اللبناني الأسبق ميشيل سليمان وقتها أنّ السعودية تعهدت بتمويل صفقة أسلحة فرنسية للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار. وكان هذا التعاقد محلّ تدقيق لعدة أشهر؛ إذ تبين أن المفاوضات بين باريسوالرياض بشأن التعاقد كانت أكثر تعقيدًا مما كان متصورًا في بادئ الأمر. وقال مسؤولون من الجانبين إنّ الطبيعة الثلاثية للصفقة هي سبب التأخير، لكن وسائل الإعلام الفرنسية واللبنانية أشارت إلى أسباب مختلفة منها العمولات المرتبطة بالصفقة. ونفى الحريري وجود أي عراقيل أمام صرف هبة المليار دولار المقدّمة من السعودية لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانيّة، وقال إنّه شرح لهولاند وجهة استخدام الهبة، معلنًا أنّ "معدات ستصل إلى لبنان خلال عشرة أيام". ورفض الحريري في الوقت ذاته، التطرّق إلى الهبة السعودية الأخرى، المقدّرة بثلاثة مليارات دولار لصالح الجيش اللبناني، والتي يتم التنسيق بشأنها بين الرياضوباريس، أو الحديث عن عراقيل بشأنها، معتبرًا أنّ "المسألة هي مسألة وقت". ونقلت صحيفة لوفيجارو الفرنسية في الثالث من أكتوبر عن قائد الجيش اللبناني جان خواجة قوله إنه وافق على قائمة الأسلحة، لكنه ما زال ينتظر الترتيبات بين الدولتين الأخريين. وقالت الصحيفة نقلًا عن مصادر إن السعودية تطلب الآن ضمانات أن الرئيس الجديد للبنان سيعمل على ألا يستخدم حزب الله هذه الأسلحة. يذكر أن لبنان يعيش حالة من الهشاشة المستمرة منذ اندلاع النزاع المسلح في سوريا المجاورة، كما واجهت سلسلة من الهجمات المرتبطة بالتوتر السني/ الشيعي في الحرب السورية، وشهد لبنان موجة من التفجيرات والاشتباكات المسلحة مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة فيه.