تمكّنت قوات سلاح البحرية التابعة للجيش الإسرائيلي، أمس السبت، من الاستيلاء على سفينة "إيستيل" الفنلندية، بعد مهاجمتها أثناء إبحارها في المياه الإقليمية متوجهةً لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وأكّد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي نشرته وسائل الإعلام العبرية، أن عملية الاستيلاء على السفينة الفنلندية قد "نجحت وتمّت بهدوء"، دون وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية وبدون حتى إن تتخللها أعمال عنف، على حد قوله. وأوضح البيان، أن قوات "الكوماندوز" قامت باقتياد سفينة "إيستيل" التي تحمل على متنها 19 متضامناً من جنسيات مختلفة بينهم خمسة نواب أوروبيين ونائب كندي سابق، إلى ميناء أسدود الإسرائيلي. وقالت مصادر فلسطينية في قطاع غزة، إن قوات "الكوماندوز" الإسرائيلية تمكّنت من السيطرة بشكل كامل على سفينة "إيستيل" أثناء وجودها على بعد 30 ميل بحري من شواطئ غزة، وتم اقتيادها إلى ميناء أسدود الإسرائيلي. وكانت المتحدثة باسم الحملة السويدية لكسر الحصار أفادت أن "السفينة الفنلندية ايستيل، التي تقل نشطاء مؤيدين للفلسطينيين، وتسعى الى اختراق الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، تتعرض لهجوم بعد اقتراب سفن اسرائيلية منها". وقالت فكتوريا ستراند في تصريحات إعلامية إن "السفينة ايستيل تتعرض لهجوم. تلقيت للتو رسالة هاتفية منهم". وكانت سفينة "ايستيل" وصلت إلى نحو 38 ميلا بحريًا من شواطئ غزة وذلك في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح السبت، حسب شبكة المنظمات الأهلية. وحسب ما أكد منظمو حملة "سفينة إلى غزة" السويدية في اتصال هاتفي مع الشبكة فإن السفينة التي تحمل على متنها 19 متضامنًا من جنسيات مختلفة من بينهم عدد من أعضاء البرلمان كانوا على أمل الوصول إلى قطاع غزة خلال الساعات القليلة المقبلة. وطالبت الشبكة الأمين العام للأمم المتحدة والحكومة الفنلندية التي تحمل السفينة علم بلادها وحكومات العالم بالتحرك الجدي لتأمين وصول السفينة إلى قطاع غزة وضمان سلامة من عليها. وحملت الشبكة الاحتلال وفي ظل انقطاع الاتصال مع السفينة المسؤولية الكاملة عن سلامة المتضامنين، وطالبت بتدخل فوري عاجل لضمان سلامة المتضامنين والإفراج عنهم وتمكينهم من الوصول إلى قطاع غزة. وكانت سفينة إستيل القادمة من السويد قد وصلت يوم الرابع من الشهر الجاري إلى نابولي، بعد جولة أوروبية قادتها إلى فنلندا وفرنسا وإسبانيا. من جانبها، أدانت الفصائل الفلسطينية والفعاليات الشعبية استيلاء البحرية الإسرائيلية على السفينة الفنلندية "إيستيل" التي حاولت كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، بعدما هاجمتها في المياه الإقليمية. وعد الناطق باسم حركة "حماس" فوزي برهوم الاعتداء على السفينة بالعربدة الإسرائيلية، داعيًا للرد على هذه الجريمة بتسيير المزيد من سفن كسر الحصار تحديًا للغطرسة الإسرائيلية. بدورها، عدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الهجوم الإسرائيلي على سفينة "ايستيل" التضامنية ومصادرتها دليلًا اضافيًا على همجية الاحتلال، وتنكره لكل الأعراف الانسانية والقانونية، وبطلانًا لادعاءاته بعدم حصار القطاع. وثمنت الجبهة بطولة المتضامنين الأجانب الذين أبحروا في اتجاه القطاع لكسر الحصار عنه في إطار اتساع حملات التضامن الشعبية مع القضية الوطنية العادلة في العالم أجمع. ودعت الشعبية المنظمات الحقوقية الدولية لفضح جرائم الاحتلال ومحاكمته، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني، مطالبة كل أحرار العالم بضرورة تكثيف حملات التضامن معه.