يعيش ابناء المناطق الريفية في قيفة برداع التابعة لمحافظة البيضاء حيث القتال الدائر بين مسلحي الحوثي وانصار القاعدة والقبائل هناك وسط اليمن، يعيشون اوضاعا مأساوية صعبة للغاية . وضع انساني سيء ومشهد صعب على العين رؤيته والقلب تحمله، انهم اشبه بفراخ عصافير شردتهم رياح ليل شتوي عاصف ذلك حالة ابناء قيفة بعد أن قامت مليشيات الحوثي بتفجير منازلهم واخراجهم من قراهم فاصبحو بلا مأوى ولا اكل ولا ملابس يرتدونها وفي هذه الأيام الباردة وفي مناطق مرتفعة جبلية وباردة جدا .. رغم كل هذا يرفضون ان يلتقط الصحفيون لهم صورا لتوثيق حالاتهم لأنها الامر عندهم وفي عرفهم عيب. التقينا بحالة حرجة جدا حيث طلب منا الأهالي ان نقوم باسعاف احد الاطفال وعمره 15 عاما يعالج بالبيت بعلاج طبيعي وفي حالة إغماء مستمرة منذ يومين حسب افادة اقاربه طلبوا منا ان ناخذه معنا الى صنعاء وهو في هذه الحالة بسبب اصابته بطلقه في الراس اعلى العين اليسرى .. لم نستطع ان نقوم بذالك وكان السبب خوفنا بأن نصل الى إحدى النقاط التابعة للمليشيات وتقوم باخذه واحتجازه على أساس انه من القاعده وهذه هي حجتهم الواهية. حجه كاذبه يتحججون بها ويقومون بقتل الاهالي الذين يقومون بالدفاع عن قراهم واعراضهم … احد الاطفال هناك اصيب بشضية قذيفة هاون في فخذه الايسر لم يستطع الاهالي ان يفعلو له اي شيئ وبقي ينزف حتى مات. النساء مشردات والاطفال داخل المدارس وعند اقاربهم في القرى المجاورة وخاصة بعدما أصيبت نساء في القصف عندما كنّ نازحات في الكهوف والجبال. ست نساء اصبن بالقصف بعد نزوحهن الى الجبال وطفل لم يتجاوز السنتين بعد ما نشر ناشطون صور النازحين بالجبال قامت الميليشيات بالضرب عليهم. اطالب من القنوات الإعلامية المحلية والدولية والجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الاعمال زيارة المنطقة والإطلاع على أوضاع اهلها ليوضحوا للناس حقيقة مايحصل هناك . وللعلم أن من يقاتل قبائل قيفه هم جنود الحرس الجمهوري يقومون يقصفون القرى بالمدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات ويوفرون غطاء لتقدم الحوثيين على الأرض ويؤمنوا لهم الخطوط الخلفية والدعم. أبناء "خُبزة"، في رداع يحتفظون بالبطائق العسكرية للجنود الذين قتلوا في القرية مؤخرا وسنحاول نشرها بعد وصولها إلينا. هذا الكلام أصبح معروفا عند سكان قيفه الذين يقولون إن الحوثيين مجرد اسم ومقاولين يستلموا الغنائم التي يحصدها لهم الحرس الجمهوري الذي لولاه لما دخل الحوثيون قرية ناهيك عن دعم الطيران الحربي اليمني والأمريكي. "خُبزة"..قرية لها تاريخ "خُبزة",قرية في قيفة تبعد حوالي 15 كليو عن رداع يسكنها حوالي ثلاثة ألف شخص في أحسن التقديرات ويُوصف سكانها بأنهم"الأشجع والأشرس",في قرى قيفة كلها. لم يستطع مسلحو الحوثي وقوات الحرس الجمهوري(سابقا)دخولها إلا بعد أسبوع من القصف بمختلف الأسلحة من المدفعية و بي أم بي والدبابات وراجمات الصواريخ حتى دمروا منازلها وقصفوا آبار مياة الشرب. في المقابل لا يتعدى مقاتلو القرية عن مائة شخص(بعضهم يقول 300)لا يملكون إلا أسلحة الكلاشينكوف وقذائف(آر بي جي)والرشاش هذه الأسلحة لا تكفي لقتال شرس لمدة يومين. أول يوم دخل خمسون حوثيا قتلوا جميعا 35 مدخل القرية والباقي داخلها أثناء هروبهم ليحصد مقاتلو "خُبزة",على غنائم من السلاح تكرر عدة مرات وبفضل هذه الغنائم صمدوا أسبوعاً حتى نفدت ذخيرتهم فانسحبوا. مثلما سمعتم فجأة بعين العرب(كوباني)بسوريا رأينا في اليمن "خُبزة", والمقارنة هنا في الشهرة حاليا والدمار الذي لحق بهما لكن "خُبزة", اليوم لم تعد قرية صغيرة فقط وإنما تاريخ خالد. هذا جزء من بعض ما حدث فيها ساكتبه بما في ذلك مأساة النازحين وقصص أخرى وجدتها أثناء زيارتي ضمن أول فريق صحفي وحقوقي زار قيفه بعد المواجهات أمس السبت.