«ربما أكون قد أحببت يوماً ما قدمته لبلادى، لكنى الآن أشعر بالخجل من كونى أمريكياً، وبعد اطلاعى على تجربة كاثى وكيلى سأكون خجلاً من كونى رجلاً «بهذه الفقرة أوجز مارك فيلبس العميل السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى أى إيه) قصة امرأة وابنتها هى كاثى أوبراين وابنتها كيلى حيث أنقذهما بعد سنوات طويلة من الهروب والتخفى من أجهزة المخابرات الأمريكية حينما استطاع أن يوصلهما وحدهما حتى الآن إلى لجنة استماع فى الكونجرس الأمريكى وكانت هذه هى الحالة الأولى والوحيدة التى يتم كشفها عن واحدة من أبشع وأسوأ الجرائم والوسائل التى تتبعها السى آى إيه مع بعض عملائها وهى عملية «مونارك للتحكم بالعقل»، حيث يتم الحصول على الأطفال الصغار من اللقطاء أو من العائلات المنحرفة أو يتم إنتاج أطفال بشكل خاص من عملاء ل «سى أى إيه» يتم استغلالهم منذ طفولتهم فى كافة الأعمال والوسائل القذرة حيث يكون هؤلاء عبيداً بكل معنى الكلمة لنزوات الكبار من السياسيين والحكام فى الولاياتالمتحدة ويقومون بأعمال قذرة لخدمة الأهداف السرية للمخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» روتها كاثى أوبراين بشكل مثير للقرف والاشمئزاز على مدى أربعمائة صفحة من كتابها الذى كتبته مع مارك فيلبس ونشر فى العام 2004 فى الولاياتالمتحدة وأنحاء متفرقة من العالم ونشرت طبعته العربية الدار العربية للعلوم فى بيروت تحت عنوان «غيبوبة الولاياتالمتحدة.. القصة الحقيقية لإحدى ضحايا سيطرة وكالة المخابرات الأمريكية على تفكير عملائها»، وقد دفعنى للعودة للكتاب والقصة الحكم الذى أصدرته محكمة النقض الإيطالية بالسجن بشكل نهائى على ثلاثة وعشرين من عملاء السى إيه بتهمة خطف وتعذيب الإمام المصرى أسامة مصطفى نصر المشهور باسم أبوعمر المصرى، والذى روى قصته الكاملة مع الضغوط الأمريكية الإيطالية النائب العام الإيطالى، أرماندو سباتارو فى كتابه «قصة مافيا الإرهاب وإهانة أسرار الدولة «والمحامى الإيطالى لوكا باوتشو فى فيلمه الوثائقى الذى بدأ عرضه الأسبوع الماضى فى دور السينما الإيطالية تحت عنوان «القاعدة القاعدة..». كنت أشعر وأنا أتنقل بين صفحات الكتاب أننى أتابع فيلماً أمريكياً مرعباً ومخيفاً ومقززاً، يروى تفاصيل عمليات خفية وقذرة وليس عن حقائق مصاغة بالأسماء والتواريخ لكبار الشخصيات التى حكمت الولاياتالمتحدة خلال العقود الماضية وبعضها ما زال يؤثر فى صناعة القرار، حيث كانت السلوكيات الجنسية المشينة والسادية والشذوذ هو الذى يحكم تصرفاتهم سواء وهم فى مراحل الاستعداد لتولى السلطة أو حتى وهم على رأسها، ولم تكن قصة الرئيس الأمريكى بيل كلينتون مع المتدربة السابقة فى البيت الأبيض مونيكا لوينسكى بكل تفاصيلها التى غطت وسائل الإعلام العالمية لعدة أشهر إلا صورة مصغرة لما يجرى داخل أروقة الإدارة الأمريكية من قصص أكثر قذارة وسادية، فما قدمه المخرج الأمريكى مايكل مور فى فيلمه الوثائقى المثير «فهرنهايت 11/9» عن الأماكن الفقيرة والقذرة التى يتم تجنيد الجيش الأمريكى من أبنائها وهى نفسها الأماكن وربما أقذر منها الذين يتم اختيار عملاء السى آى إيه منها حيث إن كثيراً منهم من المنحرفين فى كافة أشكال الانحراف، وممن يمارسون البهيمية والشذوذ والسادية فى كل شىء فى الحياة وممن يتم مساعدتهم فى الاتجار بكل الممنوعات مقابل الخدمات التى يقدمونها للحكومة الأمريكية ولعل ما روته كاثى أوبراين عن أبيها وزوجها وعائلتها بشكل عام رغم كل ما يثيره ذلك من قرف واشمئزاز يؤكد هذه الحقيقة، ، لقد كشفت كاثى أوبراين فى كتابها عن دور المخابرات الأمريكية فى إنتاج الأفلام الإباحية وترويجها فى أنحاء العالم وذلك خلال سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضى لاسيما عهد الرئيس الأمريكى رونالد ريجان وأنها قامت وهى طفلة «بتصوير فيلم إباحى شاذ مع كلب العم سام»، ضمن مشروع بالغ السرية للمخابرات الأمريكية كان يشارك فيه أبوها وخالها، وهذه الأفلام التى شاركت فيها على نطاق واسع هى وأخريات كانت المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» هى التى تقوم على تصويرها وإنتاجها وتوزيعها فى أنحاء العالم، نكمل غداً.