اتهمت ميليشيات الحوثيين المسلحة ضمناً الرئيس عبدربه منصور هادي بتأخير تنفيذ بنود اتفاق «السلم والشراكة الوطنية» وهددت بأنها ستزيح من المشهد السياسي أي قوة تحاول عرقلته، مذكرة ب «درس» هروب الجنرال «علي محسن الأحمر» من البلاد بعد اجتياح صنعاء. وطالبت الميليشيات بتوسيع الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتعديل مهماتها وإشراكها في لجنة إعداد السجل الانتخابي. وفيما كشفت شرطة العاصمة أنها استقبلت أول دفعة من ميليشيات الحوثيين في معسكر للتدريب خُصّص لتأهيلهم ودمجهم رسمياً في قوات الأمن، أكد رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح أمس، أن حكومته ستركّز على «تحقيق الأمن وتحسين الإدارة الاقتصادية ومتابعة إنجاز الدستور الجديد والاستفتاء عليه، وكذلك السجل الانتخابي الجديد» وفق جدول زمني واضح. في غضون ذلك، أكدت مصادر حوثية أن الميليشيات استقبلت قبل يومين في صنعاء «وفداً روسياً يمثل عدداً من منظمات المجتمع المدني». وذكرت أن الزيارة تأتي في سياق «توجه روسي للاطلاع على أوضاع اليمن، ونقل صورة عن حقيقة الأحداث التي يشهدها، والوقوف أمام الحملات الهادفة إلى تزييف الحقائق». ولوّح مستشار الرئيس اليمني عن الحوثيين صالح الصماد في تصريح دوّنه في صفحته الرسمية على «فيسبوك»، بإزاحة الحوثيين أي قوة تحاول عرقلة الاتفاق من المشهد السياسي على نحو ما فعلت مع الجنرال «علي محسن الأحمر» الذي هرب من اليمن بعد دخول الحوثيين صنعاء في سبتمبر/ أيلول الماضي. وتابع الصماد في نبرة تهديد: «ذلك الدرس يكفي لكل القوي لكي تسارع في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة، إذ بدأنا نلمس أن هناك من يحاول تكرار تجربة القوي السابقة، ومن شأن هذه التصرفات أن تؤدي بهذه القوي إلي المصير ذاته». وشدد مستشار هادي على ضرورة تسريع تنفيذ الاتفاق «لما فيه مصلحة اليمن»، وأضاف موجهاً حديثه إلى هادي: «أجيبونا ووضّحوا للشعب ما سبب تأخيركم لقرار توسيع الهيئة الوطنية وتعديل مهماتها وفق مخرجات الحوار الوطني، كما نص اتفاق السلم والشراكة (…) وما سبب تأخيركم إشراك المكونات في إعداد السجل الانتخابي الجديد؟ هل تريدون تزوير هذا السجل وأن تكرروا أخطاء الماضي». يأتي ذلك في وقت عاد فيه مسلحو جماعة الحوثي، اليوم الخميس، للتواجد بكثافة وبشكل مفاجئ، في شوارع العاصمة صنعاء. وشوهدت أطقم تقل مسلحين حوثيين في جميع المناطق والأماكن وخاصة الرئيسية في العاصمة، مشيرة إلى ان هذا التواجد المكثف مفاجئ، بعد اختفاء المسلحين لأيام. كما شوهدت أطقم الحوثيين، وهي تسير بكثافة لأول مرة منذ دخولهم صنعاء، في شوارع العاصمة، وهي تقل مسلحي الجماعة، بعد غياب هذه المظاهر لعدة أيام، بحسب موقع «مأرب برس». وعزت المصادر سبب عودة المسلحين الحوثيين الى العاصمة صنعاء، بتركهم وانهائهم للقتال في محافظة البيضاء، التي تكبدوا فيها خسائر وصفت بالكبيرة، خلال شهر منذ بدء حربهم على قبائل المحافظة وخاصة رداع. واندلعت اشتباكات، اليوم الخميس، بين جنود من القوات الخاصة مدعومين بمسلحين حوثيين وحراسة قائد القوات الخاصة. وقال مصدر أمني إن اشتباكات اندلعت بين جنود يتبعون قوات الأمن الخاصة ومسلحين حوثيين من جهة، وحراسة قائد القوات اللواء الركن محمد الغدراء، بعد أن طالبوا باستقالته خلال تواجده في مقر عمله بصنعاء. وأضاف المصدر إن الاشتباكات جاءت بعد قرار للواء الغدراء باستبدال كتيبة "الحزام الأمني" بصنعاء بكتيبة أخرى، وهو ما أدى إلى قيام جنود في الكتيبة بتنظيم احتجاج داخل المقر أعقبه اشتباكات بين الجنود ومسلحين حوثيين كانوا جوار المقر من جهة، وحراسة قائد القوات من جهة أخرى. ويأتي انتشار الحوثيين، في الوقت الذي تطالب الدولة ومؤسسات حقوقية وناشطين وطلاب، قادة الجماعة المسلحة، بسحب وإخراج مسلحيها من العاصمة والمحافظات. وفي سياق أخر قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى أن تحركات ووساطات تجري بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وسلفه رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح لإيجاد حلول لتفادي توجه جنوبي بإنشاء حزب مؤتمر جنوبي يمني. وأوضحت المصادر أن الجنوبيين يخططون خلال الأسابيع القادمة لبدء تحركاتهم إن لم يستجب علي صالح ويدعو لمؤتمر ينتخب على ضوئه الرئيس عبد ربه منصور هادي أو الدكتور عبدالكريم الإرياني رئيسا للحزب بدلا عن صالح، وفقا لصحيفة «عكاظ» السعودية. وأشارت المصادر إلى أن صالح لا يزال يرفض ويتحصن بعدد من مستشاريه الذين تربطهم علاقة المصلحة، متوقعة بأنه في حالة قيام الجنوبيين بتأسيس حزب المؤتمر الجنوبي اليمني فإنه سيلقى قبول الكثير من المتضررين جراء ما أسمته المصادر بالعصابات التي سيطرت على قيادات الحزب وخاصة قبيل أحداث 2011 وحتى اليوم. وألمحت مصادر إعلامية مقربة من حزب المؤتمر إلى أن صالح يخطط لتوجيه طلب إلى واشنطن للمغادرة إليها. وفي هذا الصدد قالت صحيفة «الوسط» الأسبوعية إن السفارة الأمريكية عرضت على الرئيس السابق علي عبدالله صالح هذا الأسبوع استضافته للعلاج والاستجمام مقابل تجميد العقوبات بعد فترة التقييم الثانية المكملة للستة الأشهر. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي قوله إن «صالح رد بالشكر على الدعوة في الوقت الراهن».