أعلنت مصادر يمنية عن اتفاق تهدئة بين الإصلاح وخصومهم التاريخيين الحوثيين، يقضي بوقف المعارك، والمواجهات المستمرة بينهما. وقالت صحيفة «الشرق الأوسط» نقلاً عن مصادر إصلاحية، إن بعض قيادات الحزب اجتمعوا مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في مقره بمحافظة صعدة، وتوصلوا إلى اتفاق لإنهاء المعارك، والتنسيق فيما بينهم. ويشمل الاتفاق إنهاء الخلافات، وإطلاق المعتقلين، وإعادة ممتلكات الحزب ودوره ومنازل قياداته التي استولى عليها الحوثيون خلال الأشهر الماضية. واتفق الجانبان أيضا على استمرار التواصل لإزالة كل الخلافات، وبناء الثقة، والتعاون والتعايش واستشعار المسؤولية الوطنية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة. وأكدت المصادر أن الموفد الدولي إلى اليمن جمال بن عمر، وأطرافا خليجية وإقليمية ساهمت في تقريب وجهات النظر، مشيرة إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي تلقى أمس مكالمة هاتفية من أطراف خليجية ساهمت في إبرام الاتفاق. وكان بيان نشره الإصلاح على موقعه الالكتروني أكد أن وفدا من التجمع اليمني للإصلاح التقى بزعيم الحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي مساء الخميس من أجل طي صفحة الماضي والتوجه نحو بناء الثقة. وقال البيان إن الجانبين عبرا عن رغبتهما في التعاون في بناء الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة. وأضاف إن «الجميع ابدوا رغبتهم في التعاون والتعايش عملا بمبادئ الإسلام الحنيف التي تدعو إلى الأخوة والمحبة والسلام واستشعاراً للمسؤولية الوطنية والأخلاقية والمخاطر المحدقة التي تحيط باليمن». وبحسب البيان فقد تم الاتفاق بين الجانبين على استمرار التواصل لإنهاء كافة أسباب التوتر ومعالجة التداعيات التي حدثت خلال الفترة الماضية. وفي هذا السياق قال مسؤول في حزب الاصلاح لوكالة «فرانس برس»، اليوم السبت، إن حزبه والحوثيين يتفاوضان بشأن مشروع اتفاق، فيما أوضح مصدر قريب من المفاوضين أن الاتفاق سيزيل خطر نزاع مذهبي في اليمن. من جانبه اعتبر الناطق الرسمي باسم التجمع اليمني للإصلاح ورئيس الدائرة السياسية سعيد شمسان، أن لقاء وفد من قيادة الإصلاح الخميس الماضي، بعبد الملك الحوثي، يأتي تعزيزاً للاتفاقات التي وقعت في إطار الإجماع الوطني، وتأكيداً على ضرورة التعاون في تنفيذها من قبل الإصلاح ومن قبل الأخوة الحوثيين. واستغرب شمسان –في مداخلة على قناة «سهيل» الفضائية- من انزعاج البعض من مثل هذه الخطوة، مؤكداً أن اللقاء الذي جرى بين الطرفين لم ولن يخرج عما تم التوافق عليه في إطار الإجماع الوطني. وأوضح أنه تم الاتفاق مع عبدالملك الحوثي من أجل التعاون على بناء الدولة المدينة التي قال إننا نفتقدها اليوم جميعاً، وننادي بها. وأضاف: «والأمر الثاني الذي تم الاتفاق عليه هو استمرار التواصل لإنهاء كل أسباب التوتر ومعالجة تداعيات المرحلة الماضية». وأشار الناطق باسم الإصلاح إلى قضية تضرر الإصلاح، حيث كان هناك إشكالات واعتداءات على بعض المقرات، ومنازل قيادات وأعضاء في الإصلاح، وعلى مؤسساته، مبيناً أنه تم مناقشة هذه القضية، وتم الاتفاق على ضرورة معالجتها بأسرع وقت، متمنياً ان نلمس النتائج الايجابية. ولفت إلى أن الإصلاح لمس حرص عبدالملك الحوثي على معالجة هذه القضايا، "واتفقنا على ضرورة الاسراع فيها ".