وصف تقرير اميركي التوسع الأخير لمليشيا جماعة الحوثي باليمن، كان بمثابة هبة من السماء لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.. وأوضحت جريدة واشنطن بوست الأمريكية إن فرع تنظيم القاعدة في اليمن آخذ في الارتفاع بالقوة ، ووجد دعما عن طريق المجندين الجدد من رجال القبائل السنية في البلاد، وذلك كردة فعل على الصعود الأخير للحوثيين إلى السلطة الذين سيطروا على العاصمة وأجزاء أخرى من البلاد, إضافة إلى الهجمات التي تنفذها الطائرات بدون طيار الأمريكية على مناطق متعددة من البلاد, وفيما تأتي تحذيرات يطلقها مسئولون يمنيون وزعماء قبائل من خطورة الأوضاع الحالية. كما أكدت الواشنطن بوست أن الدعم المقدم من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قد دفع بالحوثيين من مناطقهم في شمال اليمن ليتمكنوا أخيرا من السيطرة على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول, في حين ظلت حكومة هادي منذ ذلك الحين تقريبا تحت الإبهام. هذا وتتوزع قوات الحوثيين على ثمانية من 21 محافظة في اليمن، بعد أن تمكنت من الاستيلاء على القوى الأمنية في العديد من المدن والبلدات، وقد جاء الصعود الأخير للحوثيين بتنسيق مسبق ومنظم مع المسئولين الحكوميين وقوات تقسيم الو لاءات، تحت قاعدة إما التنحي أو القبول على مضض التعاون معهم. وفيما يخص البدايات الاولى للصراع ومراحله اللاحقة, أوضحت الصحيفة من أن الحرب بين الحوثيين وخصومهم قد بدأ تحت إطار انقسامات سياسية وقبلية. لكن توغل الحوثيين الشيعة في المناطق السنية وسط اليمن , في حملة معلنة لمحاربة القاعدة، جعل الصراع بشكل حاد يأخذ مجرى آخر على الطبيعة الطائفية (سنة مقابل شيعة)، لصالح تنظيم القاعدة السني, وهو ما ساق إلى قيام حملة من حرب العصابات القائم على التفجيرات الانتحارية وغيرها من الهجمات ضد الحوثيين.