عملية نوعية تكشف خيوط هجوم إرهابي في أبين والقبض على المتهمين    البنك المركزي السعودي يُطلق خدمة جديدة لحماية العملاء من العمليات البنكية المشبوهة وانتحال الهوية الشخصية    مصر تلوح بورقة قوية في حال استمر العدوان الاسرائيلي على رفح وتبدأ بتحركات أمنية على المعبر!    محاولة اختطاف فاشلة لسفينة شرقي مدينة عدن مميز    السلطات المحلية بالحديدة تطالب بتشكيل بعثة أممية للإطلاع على انتهاكات الحوثيين مميز    خوسيلو يثير التكهنات في ريال مدريد    يويفا: ايطاليا والمانيا ستحصلان على مقاعد اضافية في دوري الابطال    الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 5 أبريل    وفاة وإصابة أكثر من 70 مواطنا جراء الحوادث خلال الأسبوع الأول من مايو    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    بسمة ربانية تغادرنا    من أقرب أصدقائه علي ناصر ومحمد علي أحمد.. وقت محنته تخلوا عنه    توافقات بين رئيس اتحاد الكرة مع لجنة وزارية لحل مشكلة أندية عدن    أمطار رعدية غزيرة على 15 محافظة خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للمواطنين    جماعة الحوثي تعلن ايقاف التعامل مع ثاني شركة للصرافة بصنعاء    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    ثلاث محافظات يمنية على موعد مع الظلام الدامس.. وتهديد بقطع الكهرباء عنها    أبوظبي اكستريم تعلن عن طرح تذاكر النسخة الرابعة التي ستقام في باريس 18 مايو الجاري    عندما يغدر الملوك    مأساة في تهامة.. السيول تجرف عشرات المساكن غربي اليمن    النائب العليمي: مليشيا الحوثي تستغل القضية الفلسطينية لصالح اجندة ايرانية في البحر الأحمر    قارورة البيرة اولاً    جزار يرتكب جريمة مروعة بحق مواطن في عدن صباح اليوم    أساليب أرهابية منافية لكل الشرائع    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    مهام العليمي وبن مبارك في عدن تعطيل الخدمات وإلتقاط الصور    حرب غزة تنتقل إلى بريطانيا: مخاوف من مواجهات بين إسلاميين ويهود داخل الجامعات    المحطات التاريخية الكبرى تصنعها الإرادة الوطنية الحرة    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    ضوء غامض يشعل سماء عدن: حيرة وتكهنات وسط السكان    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    أتالانتا يكتب التاريخ ويحجز مكانه في نهائي الدوري الأوروبي!    قوة عسكرية جديدة تثير الرعب لدى الحوثيين وتدخل معركة التحرير    لا وقت للانتظار: كاتب صحفي يكشف متطلبات النصر على الحوثيين    ولد عام 1949    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    إجراء قرعة بطولة أندية الدرجة الثالثة بحضرموت الوادي    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    الخارجية الأميركية: خيارات الرد على الحوثيين تتضمن عقوبات    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    البدعة و الترفيه    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير أميركي: واشنطن وراء صعود نجم الحوثيين باليمن وهادي صنع انتصاراتهم
نشر في الخبر يوم 15 - 11 - 2014

أفاد تشارلز شميتز الدكتور في المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية ان فشل الولايات المتحدة الامريكية في صناعة حليف استراتيجي في اليمن أدى إلى صعود الحوثيين.
وقال ان فشل أمريكا في الشريك –صالح- هو السبب الرئيسي الذي ساق إلى مثل هذه النتائج وأدى إلى تغيير موازين القوى في اليمن، مشيرا الى أنه ومنذ البدء في المرحلة الانتقالية عقب سقوط صالح, ركزت القوى الدولية المساندة لعملية انتقال السلطة على نجاح مؤتمر الحوار الوطني غير عابئة بما يجري على الارض من الزحف الحوثي صوب العاصمة. الدول العشر بما فيها دول الخليج العربي رعت اتفاقية نقل السلطة عبر المبادرة الخليجية, إلا أن المفارقة تبدو من تنصل هذه الدول لتلك المبادرة- المبادرة الخليجية- لنراها تؤيد مرة أخرى اتفاقية السلم والشراكة الاخيرة, وهو ما يظهر هذه الدول عاجزة في وجه التقدم والزحف والحوثي.
وأشار تقرير المركز الاميركي الى ان نوايا الحوثيين ليست واضحة بعد، كما أن الجهات الفاعلة السياسية الأخرى حتى الآن لم تتحرك لصياغة رد فعل على التحول الواضح في السلطة.
وقالت انه ومنذ قدوم الحوثيين إلى السلطة في صنعاء، اصبح من الصعب تمييز مستقبل اليمن.
وأضاف: تقييم الوضع في اليمن سواء من القادة في الداخل أو في العواصم الدولية الكبرى على حد سواء هو أن الجميع لا يزالون يرحبون بالاتفاق الجديد -اتفاقية السلم والشراكة- التي وقعت في 21 أيلول من قبل كافة الأحزاب السياسية في اليمن والرئيس عبدربه منصور هادي تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة.
واستدرك التقرير: لكن لا يبدو أن قيادة الحوثيين تميل في الوقت الراهن إلى حكم اليمن مباشرة. الاتفاق الأخير بين الأطراف اليمنية والتوقيع على وثيقة السلم والشراكة يخلق قنوات للحوثي والحراك (الحركة الجنوبية) للمشاركة في صنع القرار، لكنها بالمقابل غير قادرة على خلق وتثبيت حكومة يسيطر عليها الحوثي بمفرده.
واضاف التقرير الاميركي انه تقرر غزو الحوثي لصنعاء لا بقوة السلاح في ميدان المعركة، ولكن من خلال التوجيهات المرفوعة إلى الجيش اليمني في صنعاء للخروج من المعركة قبل الحرب.
واشار الى ان هنالك عدة تفسيرات لعدم وجود استجابة من الجيش اليمني في صد ومنع الحوثيين من السيطرة على العاصمة صنعاء. أولا، يحتفظ علي عبدالله صالح بنفوذ كبير في الجيش, على الرغم من البدء والبت في هيكلة قيادة ووحدات الجيش في عهد الرئيس هادي، وقيام صالح بمساعدة ودعم الحوثي على تدمير الإصلاح. علي محسن الأحمر، وزعيم اتحاد قبائل حاشد الذي لعب والده دورا رئيسيا في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح، فضلا عن الآخرين الذين احتشدوا في التجمع اليمني للإصلاح إلى جانب المعارضة، هم من وقفوا في مساندة الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام صالح في الربيع العربي في عام 2011 وفقا للتقرير 2011.
ولفت التقرير الى ان صالح لعب دورا كبيرا في غزو الحوثي لصنعاء، ثم انه قد لا يزال لديه دور جديد ليلعبه في مستقبل اليمن. إذا كان الحوثي هو المسئول أساسا في تحييد الجيش اليمني، فذلك يعني أن الحوثيين قد يكونون أكثر قوة مما هو معترف به عموما.
وفيما يلي نص التقرير :
في 1 أكتوبر عام 2014، التقى فريق من الخبراء في (معهد الشرق الاوسط للدراسات) لمناقشة قضية إرث أوباما بشأن سياسة الشرق الأوسط، مع التركيز على آفاق آخر عامين له في منصبه. هذه الورقة، التي كتبها الباحث والأستاذ في جامعة توسون تشارلز شميتز, تناقش إرث أوباما في اليمن, كما تستعرض الورقة, الحالة الراهنة, وتناقش النتائج المحتملة وديناميكية التطورات عقب غزو مسلحي الحوثي للعاصمة اليمنية صنعاء، ويشير إلى أن هناك فرصا ومخاطر على سياق التطورات في اليمن..
لكن أريد من الشعب الأمريكي أن يفهم كيف أن هذا الجهد سوف يكون مختلفا عن الحروب في العراق وأفغانستان. إنها لن تنطوي على القوات الأمريكية المقاتلة على أرض أجنبية. سيتم شن هذه الحملة لمكافحة الإرهاب من خلال إصرار مطرد وجهود دءوبة للقضاء على الجماعات الإرهابية أينما وجدت، وذلك باستخدام القوة الجوية لدينا ودعمنا للقوات الشريكة على الأرض. هذه الإستراتيجية تتمثل في القضاء على الإرهابيين الذين يهددوننا، في حين أن دعم شركاءنا في الخطوط الأمامية، قد تم تنفيذها بنجاح في اليمن والصومال لسنوات. إن ذلك يتسق مع النهج الذي أشرت إليه في وقت سابق من هذا العام: استخدام القوة ضد كل من يهدد المصالح الأمريكية الأساسية، ومساندة ودعم الشركاء كلما كان ذلك ممكنا من أجل معالجة التحديات الأوسع للنظام الدولي (خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما 10 سبتمبر 2014).
فشل أمريكي وصعود حوثي
أدى فشل الولايات المتحدة الامريكية في صناعة حليف استراتيجي في اليمن إلى صعود الحوثيين, ولعل فشل أمريكا في الشريك –صالح- هو السبب الرئيسي الذي ساق إلى مثل هذه النتائج وأدى إلى تغيير موازين القوى في اليمن. ومنذ البدء في المرحلة الانتقالية عقب سقوط صالح, ركزت القوى الدولية المساندة لعملية انتقال السلطة على نجاح مؤتمر الحوار الوطني غير عابئة بما يجري على الارض من الزحف الحوثي صوب العاصمة. الدول العشر بما فيها دول الخليج العربي رعت اتفاقية نقل السلطة عبر المبادرة الخليجية, إلا أن المفارقة تبدو من تنصل هذه الدول لتلك المبادرة- المبادرة الخليجية- لنراها تؤيد مرة أخرى اتفاقية السلم والشراكة الاخيرة, وهو ما يظهر هذه الدول عاجزة في وجه التقدم والزحف والحوثي.
الوضع الحالي
لم يطف بعد الغبار المنقشع في اليمن في أعقاب الارتفاع الكبير للحوثيين وقدومهم إلى السلطة في صنعاء، ومنذ تلك اللحظة من الصعب تمييز مستقبل اليمن. نوايا الحوثيين ليست واضحة بعد، كما أن الجهات الفاعلة السياسية الأخرى حتى الآن لم تتحرك لصياغة رد فعل على التحول الواضح في السلطة. تقييم الوضع في اليمن سواء من القادة في الداخل أو في العواصم الدولية الكبرى على حد سواء هو أن الجميع لا يزالون يرحبون بالاتفاق الجديد -اتفاقية السلم والشراكة- التي وقعت في 21 أيلول من قبل كافة الأحزاب السياسية في اليمن والرئيس عبدربه منصور هادي تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة.
مع أن حركة الحوثي وجهت ضربات موجعة إلى صدر عدوها الرئيسي في حزب التجمع اليمني للإصلاح وفرضت إرادتها على الحكومة الانتقالية، لكن لا يبدو أن قيادة الحوثيين تميل في الوقت الراهن إلى حكم اليمن مباشرة. الاتفاق الأخير بين الأطراف اليمنية والتوقيع على وثيقة السلم والشراكة يخلق قنوات للحوثي والحراك (الحركة الجنوبية) للمشاركة في صنع القرار، لكنها بالمقابل غير قادرة على خلق وتثبيت حكومة يسيطر عليها الحوثي بمفرده. فالاتفاقية أيضا حملت شروط إعادة صياغة الحكومة الانتقالية، لكن ذلك لا يغير من هدف تنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني. وبالتالي يبدو أن قيادة الحوثي تريد أن تضع عدداً من حلقات وقيود التحكم على الحكومة الجديدة في صنعاء، ولكن ليس في أن تحكم صنعاء بشكل مباشر.
إن قدرة الحوثيين على استقرار الهيمنة الجديدة ستعتمد على نجاحها من خلال بناء تحالفات واسعة. القيادة الحوثية كانت ناجحة جدا في إعادة تنظيم الهيكل القبلي اليمني والمجتمع في أقصى الشمال، ولكن من أجل أن تنجح حركة الحوثي في بناء تسوية سياسية دائمة في كل اليمن، يجب على قيادتها أن تسعى إلى خلق تحالفات خارج قاعدة الحركة في مناطق الشمال.
ويحاول الحوثيون أن يضعوا الحراك الجنوبي في المدار السياسي بإعطائه دورا بارزا في الحكومة الانتقالية الجديدة. اتفاق السلم والشراكة يعطي الحوثيين وكذا الحراك الجنوبي, الحق في تعيين مستشار للرئيس واكتساب دور رئيسي في فحص الحكومة الجديدة. الحراك عين مستشارا من طرفه للرئيس، لكنه لم يضع بعد استجابة واضحة لصعود الحوثي إلى السلطة. هنالك الكثير من الجنوبيين الذين يطالبون الشارع في الجنوب بالاستفادة من الوضع غير المستقر في صنعاء لإعلان الاستقلال, وهو ما يعني أن رد الحراك الجنوبي قد يكون عاملا رئيسيا في تحديد نجاح أو فشل حركة الحوثيين، لأن الجنوب هو الأبعد من مركز قوة الحوثيين الزيديين في شمال البلاد. المناطق الجنوبية هي أيضا الموطن الرئيسي والمتجذر لتنظيم القاعدة، العدو اللدود للحوثيين، وفي ضوء ذلك ستحتاج حركة الحوثي إلى حلفاء من الجنوب لمحاربة تنظيم القاعدة.
غزوة الحوثي والسيطرة على صنعاء
تقرر غزو الحوثي لصنعاء لا بقوة السلاح في ميدان المعركة، ولكن من خلال التوجيهات المرفوعة إلى الجيش اليمني في صنعاء للخروج من المعركة قبل الحرب.
هنالك عدة تفسيرات لعدم وجود استجابة من الجيش اليمني في صد ومنع الحوثيين من السيطرة على العاصمة صنعاء. أولا، يحتفظ علي عبدالله صالح بنفوذ كبير في الجيش, على الرغم من البدء والبت في هيكلة قيادة ووحدات الجيش في عهد الرئيس هادي، وقيام صالح بمساعدة ودعم الحوثي على تدمير الإصلاح. علي محسن الأحمر، وزعيم اتحاد قبائل حاشد الذي لعب والده دورا رئيسيا في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح، فضلا عن الآخرين الذين احتشدوا في التجمع اليمني للإصلاح إلى جانب المعارضة، هم من وقفوا في مساندة الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام صالح في الربيع العربي في عام 2011.
ثانيا، الحوثيون أنفسهم اكتسبوا مصداقية كافية لإقناع أجزاء كبيرة من الجيش اليمني بعدم القتال. وكانت الوحدات الوحيدة التي عارضت الحوثيين في صنعاء هي تلك المتحالفة مع حزب الإصلاح تحت قيادة وتأثير اللواء علي محسن.
صالح لعب دورا كبيرا في غزو الحوثي لصنعاء، ثم انه قد لا يزال لديه دور جديد ليلعبه في مستقبل اليمن. إذا كان الحوثي هو المسئول أساسا في تحييد الجيش اليمني، فذلك يعني أن الحوثيين قد يكونون أكثر قوة مما هو معترف به عموما.
ثالثا، ساهم ميل الرئيس هادي في الشروع باستمرار اللجوء إلى تسويات تفاوضية- أيضا- إلى انتصار الحوثيين. وكان هادي يصر كل الاصرار على تجنب أي صراع عسكري مباشر مع الحوثيين، مفضلا التفاوض والهدنة التي ظل الحوثيون يمارسون انتهاكها على وجه السرعة. أخيراً تجنب هادي للصراع قد ينبع أساسا من منصبه كزعيم للحكومة الانتقالية، أو أن ذلك نجم عن القيادة الضعيفة التي ميزت الجيش اليمني.
الإصلاح تحالفات الإعاقة
الدور السعودي ضد الإخوان المسلمين لعب بدوره في صعود الحوثيين كون الإخوان المسلمون في اليمن أحد العناصر المهمة في التجمع اليمني للإصلاح. سحب الدعم السعودي عن الإخوان اضعف التجمع اليمني للإصلاح، ولم يبد على السعوديين أدنى قلق عندما بدأ الحوثيون التقدم العسكري ضد السلفيين وأعضاء الإصلاح في الشمال أولا.
وفي حين أن السعوديين كانوا النقطة الرئيسية للسماح للحوثيين بإضعاف التجمع اليمني للإصلاح، إلا أنهم لا يعولون على انتصار الحوثيين في صنعاء. وينظر السعوديون إلى الحوثيين على أنهم عملاء لإيران، ونسخة طبق الأصل في اليمن من حزب الله في لبنان. ويحاول السعوديون الآن وبكل جهد, بناء تحالف من القوى السياسية لمعارضة الحوثيين في صنعاء. هنالك تقارير تتحدث من السعودية حاليا تشتغل على بناء تحالفات بينها وبين القبائل الصحراوية في شرق منطقة الجوف هدف هذا التحالف يكمن في معارضة الحوثيين. ذلك ما يمكن أن يخلق الكثير من المتاعب للحوثيين.
كما هو الحال في سوريا والعراق والسعودية في معارضة النفوذ الإيراني يضع السعوديون الجماعات السنية المتمردة مثل القاعدة على نفس الجانب. بعد ارتفاع الحوثي، بدأ تنظيم القاعدة في تنشيط حملة جديدة من الهجمات ضد الجيش اليمني في منطقة حضرموت ومحافظة البيضاء الأكثر مركزية. وقد هاجم تنظيم القاعدة الحوثيين أيضا مباشرة في صنعاء، مما أسفر عن مقتل 50 شخصا في تفجير انتحاري في مظاهرة نظمها الحوثيون. ويسعى تنظيم القاعدة في اليمن إلى أن يضع نفسه كقائد للمعركة السنية ضد المذهب الشيعي, على الرغم من أن هجماته المتكررة ضد الجيش اليمني قد لا تساعده في تحقيق الهدف. هجمات القاعدة قد تساعد على منع الحوثيين من الاستقرار في القوة فيما قد تحصل القاعدة على بعض المكاسب والنجاحات الجديدة.
الحوثي والقاعدة وأمريكا
كما هو الحال في العراق، يبدو أن الولايات المتحدة أقل اهتماما بقضية انتشار النفوذ الإيراني وأكثر قلقا إزاء فراغ السلطة في مناطق غير محكومة. أما في اليمن فالولايات المتحدة تحث اليمنيين على تشكيل الحكومة الجديدة بموجب اتفاق السلم والشراكة على أمل أن وجود حكومة وطنية سيساعد على استقرار الأوضاع حتى في ظل قيادة الحوثيين.
الولايات المتحدة، كما حددها أوباما في الاقتباس أعلاه، هي الأكثر انشغالا بقضية الهجوم على الشعب الأمريكي. وكان تنظيم القاعدة فرع اليمن قد قام بمحاولتين للقصف بطائرات فوق سماء الولايات المتحدة، إضافة إلى أن القاعدة في اليمن تمتلك المبدعين المهرة في صناعة القنابل والمتفجرات وطريقة إخفائها. بالتالي، فإن الولايات المتحدة هي المعنية أكثر في الحفاظ على قدرة القوات العسكرية وأمن الدولة في اليمن والتعاون مع الشركاء المحليين من أجل محاربة تنظيم القاعدة على الأرض. وقد اثبتت المعارضة الشديدة للقاعدة من طرف الحوثيين, قدرة الحوثي على استقرار المجتمع في المناطق التي يسيطر عليها, وهذا قد يجلب على الحوثي بعض الدعم من الولايات المتحدة.
ديناميات التطورات
التطورات الأخيرة في اليمن ساقها فشل الحكومة الانتقالية والقدرة التنظيمية لأنصار الله، التنظيم الحوثي. وكان لسقوط علي عبدالله صالح في العام 2012 تأثير ايجابي على غالبية اليمنيين الذين حلموا بالأمل في أن تتغلب اليمن على الفساد وأن تتمكن من بناء دولة واحدة فعالة، تقوم على المساواة والالتزام بالخدمة العامة. مع كل ذلك فشلت الحكومة المؤقتة في صناعة أي من النجاحات أو أن تمنح اليمنيين جزءاً بسيطاً من آمالهم التي خرجوا من اجلها في العام 2011, لأن الاتفاق الذي رعته دول مجلس التعاون الخليجي سمح للنخب القديمة البقاء في السلطة.
بدلا من بناء دولة جديدة، لعبت النخب القديمة لعبتها في التنافس من أجل السيطرة على المحسوبية في مؤسسات الدولة. وقد أنتج مؤتمر الحوار الوطني وثيقة أخيرة والتي كانت بمثابة الرؤية الصائبة في قيام حكومة عادلة في اليمن، ولكن بينما كانت النخب الفكرية قلقة حول دلالات هذه الوثيقة، كانت حكومة هادي هي التي لا تتحكم في أمور البلد. ولم يلاقي تدهور الاقتصاد (كما هو متوقع بسبب انخفاض إنتاج النفط) والتردي الأمني، أي رد من طرف الحكومة. ويحث المجتمع الدولي اليمن على ضرورة الاتجاه صوب قاعدة الحكم الرشيد، الذي قد يخفف القليل عن معاناة بعض الدول خصوصا تلك التي تواجه ظروفا مادية وخيمة على نحو متزايد.
من ناحية أخرى، يبدو أن تنظيم الحوثي، أنصار الله، يظهرون فعاليتهم على نحو متزايد. وكانت الحملة السياسية والعسكرية للحوثي منذ يناير قد دفعت الحوثيين بسرعة إلى الأمام كقوة متنامية في الشمال. ونتيجة لقدرة أنصار الله في بناء ميليشيات فاعلة، وكسب ولاء القبائل، وإقامة الأمن ونظام العدالة في المناطق التي يسيطرون عليها فقد تبين أن الحوثيين لديهم القدرة التنظيمية الكبيرة في السياق اليمني الشمالي. ويعتقد الكثيرون في أن قدرة الحوثيين، قد تكسبهم الجزء الأكبر والمهم من شرعية الدولة. وكان علي ناصر محمد، الرئيس السابق للجمهورية الشعبية الديمقراطية اليمنية (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أو جنوب اليمن) قد ادعى أن الحوثيين هم من سينهون الفساد في اليمن، وأنهم ليسوا الوحيدون في القيام بهذه المهمة. وهكذا يبدو من تنظيم الحوثي لديه شرعية كبيرة، على الأقل حتى الآن.
لعل الدينامية الأساسية المتعلقة باليمن هي عما إذا كان تنظيم الحوثي قادراً على أن يحكم خارج القلب في أقصى الشمال. ومن الواضح أن قيادة الحوثيين لديها علاقات اجتماعية عميقة في الشمال مع كل من الزعماء الدينيين والقبليين. خارج هذا المجال، يبقى أن جماعة الحوثيين لا يمكن لها الاعتماد على الروابط العشائرية والدينية بل يجب أن تبني قواعد من الحلفاء الجدد في مناطق بعيدة عن قاعدتها، وتقديم نفسها على أنها وطنية، وليس لها أي قيادة إقليمية.
الحوثي يغازل الجنوب
قيادة الحوثي تريد حكومة فاعلة في صنعاء، لكن لا يبدو أنها تريد أن تحكم مباشرة. وقد تم اختيار رئيس الوزراء الجديد في وقت متأخر, تكنوقراطي وجنوبي من حضرموت، ويزمع على تشكيل حكومة جديدة. فعالية الحكومة الجديدة على إدارة شئون البلد ستكون هي العامل الرئيسي في قدرة التنظيم الحوثي في التشبث بمكاسبه في الساحة الوطنية اليمنية. وقد بدا أن العديد من القادة السياسيين لا يريدون المشاركة في الحكومة لأنهم يرون أنها حكومة منبثقة من العميلة الخاصة بالحوثيين.
المنطقة الأكثر احتمالا لبناء حكومة بديلة فاعلة هي الجنوب. وقد بدأ الحوثيون في التودد والتقرب من الزعماء في الجنوب مع العلم أن المناطق الجنوبية سيكون من الصعب جدا بالنسبة للحوثي السيطرة عليها. حاليا، كان قائد المنطقة العسكرية الرابعة التي تضم الجنوب ومنطقة تعز قد طعن في محاولات الحوثيون لمغازلة الجنوب وقد طعن في الحوثيين، قائلا إن الجيش هو المسئول عن الأمن، وأنه لن يسمح للميليشيات بالاقتراب أو أن تحكم- وقد بدا ذلك تحذيرا واضحا إلى الحوثيين. مثل هذا الموقف يعطي أي مسئول أو قائد كبير قدرا من الشرعية إذا كان على قيد الحياة، وأن مثل هذا النوع من المواقف الحازمة ضد المتمردين يمكن أن تتكرر في كثير من اليمن في حالة وجود بدائل سياسية فاعلة مماثلة للحوثيين.
عجز القوى الدولية أمام زحف الحوثي
إلى ذلك فالقوى الأجنبية لها تأثير يذكر على هذه التطورات. مجموعة الدول العشر (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وخمسة أعضاء من دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء قطر) مرة أخرى بعد مساندتهم ورعايتهم الكاملة لاتفاق دول مجلس التعاون الخليجي ولحكومة هادي المؤقتة، الآن يبدون تأييدهم الكامل لاتفاقية السلم والشراكة الجديدة الموقعة مع الحوثيين، وهو ما يعني أن القوى الأجنبية بما فيها الدول العشر ودول الخليج, قد أظهرت نفسها عاجزة (في واقع الأمر) في وجه زحف الحوثي. إيران بلا شك تدعم الحوثيين، لكن الدعم الإيراني يبدو في الغالب معنوي عند هذه النقطة. الأسلحة التي بحوزة الحوثيين أسلحة يمنية معظمها نهبت من مخازن الجيش والحوثيون أثبتوا القدرة في كسب الشرعية الداخلية. بالنسبة لما يتعلق بإيران ربما لديها تأثير يذكر على القيادة الحوثية.
تراث أوباما
صعود الحوثيين في البداية كان نتيجة لفشل القوة, شريك أمريكا في اليمن، علي عبدالله صالح، على الحكم. وقد استخدم صالح الدعم العسكري الأمريكي لتعزيز قوة ابنه أحمد علي، على حساب منافسه، علي محسن الأحمر. هذا الانقسام في النخبة مزق اليمن إرباً.
ثانيا، في الفترة الانتقالية بعد سقوط صالح، ركز المجتمع الدولي على قضية ضرورة نجاح الحوار الوطني على حساب المشاكل المتدهورة والحقيقية على أرض الواقع. وقد استغلت حركة الحوثي هذه الظروف لتأخذ زمام الأمور في يديها بشكل خاص. ولعل فعالية الحوثيين، حتى الآن-على الأقل-، تتباين بشكل ملحوظ مع عدم وجود كفاءة لأن يكون الحوثيون هم شركاء أمريكا في اليمن. كما أن إصرار الحوثي على خلق مساحات أبعد يحكمها هو الأكثر تعقيدا من بناء تحالفات مع قوى الأمن الداخلي أو حسب ما تقول القيادة الحوثية فيما يخص تعزيز الحكم الرشيد.
إن إرث أوباما الحقيقي في اليمن هو المطر المتساقط من الطائرات الأمريكية بدون طيار. وبالنسبة لأوباما, ينقسم العالم إلى فضاءات ومساحات محكومة وغير محكومة. ومهمة طائرات بدون طيار تكمن في تحييد التهديدات القادمة من المساحات غير المحكومة، وضرورة بناء القدرات العسكرية وأجهزة الأمن والشرطة مع الشركاء المحليين سيساعد على بسط سيطرة الدولة المركزية في مناطق غير محكومة. وقد أعلن أوباما أن اليمن مثال حي على مثل هذا الاستخدام الناجح وهذه الإستراتيجية الناجحة، لكن مقابل ما يقوله اوباما تظل نسبة النجاح ضئيلة جدا.
على حساب اليمن
الطائرات بدون طيار لا تضعف قدرات تنظيم القاعدة في اليمن لكنها تزيده قوة, ولازال تنظيم القاعدة يظهر مرونة ملحوظة وبكل المقاييس أقوى من تلك التي كانت عليه عندما بدأ أوباما برنامج الطائرات بدون طيار. ولا جدال في أن استخدام طائرات بدون طيار قد ولد المناهضة والمشاعر المبغضة للولايات المتحدة وهي مشاعر تعم الجمهور اليمني، لكنها لا تدعم بأية حال تنظيم القاعدة.
خلال المراحل السابقة, لم تنجح إستراتيجية توسيع القدرات العسكرية وأجهزة الأمن والشرطة في اليمن. فقد عمل صالح على استخدام دعم الولايات المتحدة لبناء قوات تحت قيادة ابنه وتعميق الانقسامات داخل الجيش اليمني. ومثلما فشلت مع صالح، حاولت الولايات المتحدة ودول الخليج على إصلاح الدولة في اليمن من خلال رعاية ومساندة اتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي التي وضعت الرئيس هادي في السلطة، لكن حكومة هادي المؤقتة فشلت فشلا ذريعا. ولعل النجاح الوحيد في إستراتيجية أوباما تكمن في عدم وجود أي محاولة جديدة من قبل تنظيم القاعدة فرع اليمن لمهاجمة الوطن الأمريكي، لكن الإستراتيجية الأمريكية المتمثلة في طائرة بدون طيار تأتي على حساب المساهمة في تدمير اليمن.
* هامش
الدكتور تشارلز شميتز أستاذ الجغرافيا في جامعة توصون في بال تيمور، ماريلاند حيث يقوم بالتدريس هنالك منذ العام 1999م. شميتز متخصص في شؤون الشرق الأوسط واليمن. بدأ مسيرته الأكاديمية باعتباره عضوا فاعلا في (فأولبرايت) والمعهد الأمريكي للدراسات اليمنية زميل في اليمن من وقت مبكر من العام 1990م. وتشمل اهتماماته البحثية الحالية الاقتصاد السياسي للتنمية في اليمن والقانون الدولي وسياسة مكافحة الإرهاب، والحكم الدولي والدول الفاشلة، وسوسيولوجيا المجتمع اليمني المعاصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.