كشفت مصادر صحفية عن لقاء وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي ووزير الداخلية جلال الرويشان بالقائد الميداني لجماعة "أنصار الله" الحوثية، أبو علي الحاكم قبل يومين بشأن الوضع بمحافظة مأرب. ونقل موقع "عربي21″ عن مصدر مطلع إن "اللقاء جرى التباحث فيه حول الوضع المتأزم في محافظة مأرب النفطية الواقعة شرق البلاد، في ظل إصرار الحوثيين على غزو المحافظة، وسط حالة من التأهب بين قبائل مأرب لصد عملية عسكرية ينوي مسلحو الحوثي شنها عليها". وبين المصدر أنه "جرى التفاهم بين الطرفين، على احتواء الأزمة المتفاقمة في مأرب، مقابل تشكيل لجنة رئاسية يتم منحها صلاحيات إجراء تعديلات ناعمة في مختلف الوحدات المدنية والعسكرية بالمحافظة، بشرط حصول الحوثيين على نصيب من تلك التعديلات". من جهته، رأى الإعلامي اليمني محمد المهدي، قرار الرئيس هادي تشكيل لجنة لمعالجة الحالة المتأزمة في مأرب،"أمرا اعتياديا"، كون اليمنين اعتادوا منذ تولي هادي الحكم في البلاد أن "كل لجنة رئاسية تأتي لحل قضية يكون الحوثي طرفا فيها، فإنها تصب في مصلحة جماعة الحوثي، بل تعد بمثابة الغطاء الشرعي لتسليم المنطقة لميليشيات الجماعة"، وفق تعبيره. وقال ل"عربي21″ إن "اللجنة التي من المقرر أن تنزل إلى محافظة مأرب النفطية، لا تخرج عن هذا الإطار المعتاد، وبدلا من إنزال الجيش لحماية البلاد، ومصالحها، يذهب الرئيس اليمني لأسلوبه الذي سلم من خلاله الوطن للحوثي". ودعا المهدي قبائل مأرب إلى "التعامل مع لجنة هادي كطرف مفاوض باسم شرعية الحوثي المغلفة بهادي وحكومته"، وقال إن على القبائل الدفاع عن المحافظة، وعلى الشعب اليمني مساندة رجال القبائل في هذه المعركة الحاسمة. وفي سياق متصل، حذر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى راجح أبناء محافظة مأرب، من اللجنة التي وجه بتشكيلها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لحل الإشكال في المحافظة. وقال راجح في حسابه على "فيسبوك" إن "لجنة الرئيس هادي أخطر على محافظة مأرب، بمئة مرة من تهديدات الحوثيين". وتابع: "احذروها.. فقد فتحت لجماعة الحوثي مناطق ومحافظات ومعسكرات مستعصية". وأوضح الكاتب راجح أن "البند الخامس من الملحق الأمني من اتفاق السلم والشراكة، يمنح اللجنة إجراء تغييرات إدارية وأمنية وعسكرية بمأرب، تأتي بشخصيات موالية للحوثيين تسهل لهم دخول المحافظة على غرار من عينوهم في مدن أخرى". وهدد مستشار الرئيس هادي عن الحوثيين صالح الصماد، السبت، باجتياح محافظة مأرب عسكريا، في ظل استعدادات تجريها قبائل المحافظة لصد أي غزو حوثي عليها.