سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غلاب يكشف ل «الخبر» عن تحضيرات حوثية للإنقلاب على المؤتمر ويتوقع حدوث معركة وانتفاضة مؤتمرية ضد الحوثي دعا المؤتمر للدفاع عن نفسه أفضل من أن يقتل كجبان بلا شرف
وصف الباحث والكاتب السياسي الدكتور نجيب غلاب – رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات- بيان المؤتمر الشعبي العام الرافض للإعلان الدستوري الحوثي ب «الرائع»، معتبراً أن المؤتمر أثبت أنه حزب وطني عقلاني وملتزم بالمشروع الذي يحمله وأنه لم يخن في النهاية نفسه رغم أخطائه، وكشف عن أن الحوثيين يعدون العدة للانقلاب على المؤتمر، وأن المؤتمر لديه تخوفات من مؤامرة متقنة تديرها أحزاب المشترك مع الحوثين لتصفيته، وقال إن القوى الوطنية مشتتة ومتناحرة ولا يمكنها أن تشكل اجماع حقيقي ما لم يكن المؤتمر هو القائد لهذه الكتلة الوطنية. وكان حزب المؤتمر الشعبي العام أعلن رفضه للإعلان الدستوري الحوثي، واعتبره تعديا على الشرعية الدستورية، ومخالفا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها، واتفاق السلم والشراكة الوطنية. * الجهاد الوطني ضد الإنقلاب وأوضح غلاب في تصريحات خاصة ل «الخبر» أن موقف المؤتمر إشارة واضحة للجميع، وفيما أشار إلى أنه لم يحمل الصرامة الكافية، شدد على أن الأيام ستثبت أن المؤتمر قادر على إيقاف هذا الانهيار. ودعا مختلف الأطراف والمؤتمر الوقوف في الصف الصحيح، وقال: «يكفي مؤامرات وانفعالات ثورجية، السياسة ليست عناد هي مصلحة فإذا كانت وطنية فان مقاومتها خيانة». وبيّن أن مواجهة الانقلاب الحوثي وإنهاء دولة الميليشيات أعلى مراحل الجهاد الوطني في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة والمؤلمة. وأضاف رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات: إن «المؤتمر عندما يبرر رضوخه للحوثنة إنها اجبارية وأن هناك من كان يريد شنقه وامتصاص دمه وانه يبحث عن نجاته حتى مع الشيطان يبدو من خلال ذلك حتى لنفسه كانتهازي، وكوطني غبي مشنوق بأطماعه رغم قناعته أن الحوثيين يريدوه كبش فداء لأخطائهم ويريدوه غنيمة جاهزة بعد تصفية قياداته». وتابع قائلاً: «المؤتمر اليوم – بعد أن بلغ التخريب الحوثي مداه- عليه أن يدافع عن نفسه أفضل له من أن يقتل كجبان بلا شرف.. عليه أن يقاتل بشرف فارس ساموراي في محراب الوطن ويومئذ لن يكون للوطن تيار وطني مخلص إلا هو»، مشيراً إلى أن المؤتمر ظل يناهض الانفعالات الثورجية منذ 2011م حتى اللحظة. ونوه بالقول: «صحيح حصلت اندفاعات داعمة للانفعالات الثورجية الحوثية التي بلغت مداها بإعلان فوضوي مدمر للدولة إلا أن المؤتمر يظل التيار الأكثر التزاما بالمشروع الوطني»، متمنياً لمختلف القوى السياسية والمدنية والاجتماعية أن تمد يدها للمؤتمر وتسمعه جيدا فلديه من رجال الدولة ما يكفي لإنقاذهم من فشلهم المتلاحق. * معركة وانتفاضة المؤتمر القادمة وأشار غلاب إلى أنه في حال لم يتعقل الحوثيين في المرحلة القادمة فإن المؤتمر الشعبي العام لا خيار أمامه إلا أن يقود معركة ضد ما أسماها ب «الثورجية الحوثية» من أجل اليمن، مستدركاً: «فأي استسلام فإن المؤتمر يكتب نهايته ويكون لعنة تاريخية من قبل ومن بعد». وأفاد بأن المؤتمر كتبت له بعد هذا الفشل والانهيار حياة جديدة فقط عليه أن لا ينتظر ويبدأ المقاومة الشاملة، لافتاً إلى أن الشعب ينتظر المؤتمر ليقول كلمته وأن مؤشرات كلمته ظهرت في بيانه الرافض للإعلان الفوضوي للحوثي. وتوقع انتفاضة للمؤتمر الشعبي العام في قادم الأيام والتي قال إنها «بداية الحكاية الجديدة». * مشروع إيراني وقوى متناحرة ونوه الكاتب والمحلل السياسي في حديثه ل «الخبر» بأن المشروع الإيراني لاحتلال اليمن يعمل على قدم وساق ولا يمكن إيقافه، وأن القوى الوطنية مشتتة ومتناحرة ولا يمكنها أن تشكل اجماع حقيقي ما لم يكن المؤتمر هو القائد لهذه الكتلة الوطنية، معتبراً أن المؤتمر لديه من الخبرة ما يكفي لتحقيق شراكة وطنية حقيقية بلا تقاسم ومحاصصات. ومضى قائلاً: «المؤتمر لديه شبكات قوية وهي في أغلبها مصالحها مع الأمن والاستقرار ومع الدولة القوية فهو ليس حزب ثورة ولا حركة تمرد ولا فاعل سياسي مغامر هو حزب مصالح واقعي لا يعيش وينتعش الا في بيئة أمنة فالفوضى تهدد وجوده»، موكداً أن أي انهيار للدولة سيكون هو الأكثر تضررا. ولفت إلى أن المؤتمر ليس حزب أقلية بل حزب الأغلبية وأن الأحداث أثبتت أنه الاقوى وهو لا يمتلك أجنحة عسكرية، وسلبت أمواله (ولاحقت) كوادره، مضيفاً: «وها هو الحوثي يمارس نفس التهديدات ضد قياداته التي مارسها الاخوان ورغم كل ذلك ظل ملتزما بالخيارات التي لا تهدد وجود الدولة كانت المقاومة التي يشتغل عليها في حدود المعقول والمقبول ومقارنة بأفعال الاحزاب الاخرى وحركات التمرد والفوضى ستجد المؤتمر الأكثر عقلانية والتزاما بالعملية السياسية من غيره». وأكد غلاب أن البلاد بحاجة إلى مشروع متكامل واستراتيجيات تنموية في كافة المجالات ناهيك عن بناء الدولة ومعالجة المشاكل الناتجة عن الصراعات السياسية، موضحاً أن المؤتمر لديه طاقات كثيرة ودخل تجربة مرة وعرف أخطائه وبإمكانه أن يكون العمود الفقري لكتلة وطنية تاريخية لإنقاذ اليمن. واستطرد قائلاً: «هذه الكتلة لن تقصي أي طرف لكنها ستحدد القيم الكلية الجامعة وتواجه الاٍرهاب والتمرد وتؤسس لدولة جديدة تنتجها توافقات يمنية واقعية، هذه الكتلة ستحرر الجميع من صراعات العبث وتقف بحسم وقوة وصرامة امام فوضى الميليشيات». وزاد: «لا يمكن للمؤتمر الشعبي أن يخون فكره ولا أن ينجر وراء الاندفاعات الثورجية حتى لو سلمته الحكم على طبق من ذهب فكيف اذا كانت هذه الاندفاعات تهدد وجوده ناهيك عن نفيها للدولة وتحديها لمصالحنا الوطنية». * أخطاء المؤتمر وأشار غلاب إلى أن المؤتمر لديه أخطاء كثيرة، وأن مختلف القوى دفعته إلى تبني تكتيكات خطيرة للحدّ من الضغط الذي شكلته القوى السياسية ومراكز القوى لتفكيكه والغاء وجوده وتصفية كوادره من المؤسسات. وأردف: إن «المؤتمر لم يكن خلال الفترة الماضية إلا ملتزما بالدستور وبالتوافق إلا أن الحكام الجدد أرادوه كبش فداء وحاصروه وأرادوا أن يورثوا كل شيء متجاهلين تركيبة المؤتمر وقاعدته الاجتماعية التي لم تجد من قوة تحميها بعد أن أصبحت مستهدفة إلا الحوثي وهذا كان خيار اجباري لا ناتج عن قناعة إلا أن المؤتمر بعد أن وجد كل القوى عاجزة عن مقاومة هذا الاحتلال المدمر للدولة والهوية الوطنية وبالغ الحوثة في انقلابهم لم يجد نفسه الا منحازا للصواب أيا كانت النتائج التي قد يتعرض لها». * مؤامرة وانقلاب حوثي وكشف غلاب في حديثه ل «الخبر» عن أن الحوثيين يعدون العدة للانقلاب على المؤتمر، منوهاً بأن المؤتمر آخر الحصون الوطنية التي بإمكانها أن تقف أمام مشروع الحوثي الفوضوي المدمر. وقال: «من خلال متابعته يرى أن لدى المؤتمر خوف من مؤامرة متقنة تديرها أحزاب المشترك مع الحوثة لتصفية المؤتمر وهذا الامر قد يعيق انتفاضة المؤتمر في المرحلة القادمة، وهي تخوفات مشروعة بالذات والحوثة قد اخترقوا المؤتمر وينتظرون اللحظة المناسبة للانقضاض عليه». وأضاف: «أثبتت الأحداث في السنوات الماضية أن المؤتمر ليس حزب سلطة وبإمكانه ان يعيش خارج الحكم وهذا دليل انه يمتلك قاعدة اجتماعية قوية ومتماسكة بل لا ابالغ انها قادرة على تبني مقاومة شاملة لتحرير اليمن من احتلال الميليشيات للدولة». وخلص رئيس مركز الجزيرة للدراسات إلى القول: «لو كانت القوى السياسية لديها من الرشد ما يكفي لفتحت أفق للتواصل والتحالف مع المؤتمر وتسليمه راية المعركة القادمة وهي معركة متعددة الأوجه ليس إنهاء حكم الميليشيات إلا أسهلها».