أثارت الإعلامية الكويتية (فجر السعيد) المعروفة بتأييدها الشديد لنظام الانقلاب العسكري في مصر، جدلا واسعا على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد كتابتها عدة تغريدات وأخبار تتعلق بالضربات الجوية التي شنها الجيش المصري على مواقع ليبية، وذلك على حسابها الشخصي بتويتر، ما جعل العديد من النشطاء يصفونها بأنها تتقمص دور المتحدث العسكري للجيش المصري من داخل الكويت. والسعيد، هي إعلامية كويتية، تفخر بصورها مع الرئيس المخلوع حسني مبارك وسوزان ثابت زوجته، كما أنها لم تكف يوماً عن شتم ثورة 25 يناير ومهاجمتها، بالإضافة إلى نشرها تعليقات تدعم نظام المخلوع وفلوله، وتؤكد دعمها الدائم للانقلاب العسكري. وبرز دور السعيد بشكل كبير ليلة أمس الثلاثاء، بعد بثها أنباء عن عملياتٍ خاصة لقوات مصرية ضد تنظيم "داعش" في درنة داخل الأراضي الليبية. وتابعت السعيد طوال الليل العملية المزعومة ونشرت تفاصيلها، في إصرار منها على لعب دور المراسل الحربي على أرض الميدان. وقالت السعيد على حسابها أمس: "عملية أرضية نفذها أشاوس القوات الخاصة المصرية في درنة وتمت بنجاح، وتم تدمير معسكر أبو كريم الوهداني بالكامل وأسْر عرب وأجانب". ووصلت بها الثقة بمصادرها للتنويه عن العملية قبل حصولها، وقالت في تغريدة سابقة: "أنصح المصريين في أخذ ساعتين قيلولة، لأن السهرة الليلة للصبح، على أنغام تسلم الأيادي". وبعد نفي جهات ليبية عدة لما ذكرته السعيد، اضطرت الإعلامية الكويتية لكتابة تغريدة أخرى على صفحتها الشخصية قائلة: "في ناس من ليبيا بتنفي الأخبار وفي ناس أيضا تؤكد الأخبار، عموماً.. أنا لست ناطقاً عسكرياً ولا أمثل إلا نفسي.. اجتهدت قد أصيب وقد أخطئ". السعيد تستفز النشطاء المصريين: ما نشرته فجر السعيد استفز الناشطين المصريين على مواقع التواصل. فتساءلوا عن حقيقة علاقتها بالنظام المصري، ليضعها البعض مع أسماء كلوسي أرتين، واعتماد خورشيد، صاحبتي الفضائح في علاقتهما بالنظام المصري. لكن يبدو أن الإعلام المصري يعلم عن فجر السعيد ما لا يعلمه أحد، فكاتبة السيناريو، والإعلامية الكويتية، والباحثة في الشأن المصري، لا علاقة لها بالكويت، ولا تدخل في دائرة اهتمامها، فكل اهتمامها منصب على مصر، وبالأدق دعم الحكم العسكري وقادة العسكر، بالإضافة إلى دعم المخلوع. واللافت للنظر أن المتحدث العسكري، والمنوط به الإعلان عن كل تحركات الجيش المصري، لم يصدر عنه حتى كتابة هذه الكلمات أي تعليق على مجموعة التغريدات التي تتحدث فيها السعيد عن تفاصيل عسكرية للجيش المصري في ليبيا، والتي وصلت لمنافستها نجم الفضائيات الجديد اللواء سامح سيف اليزل، والذي أصبح المصدر الدائم وغير الرسمي لأي أخبار في وسائل الإعلام المصرية عن الجيش. وما يدعو لمزيد من الغرابة أن الإعلام المصري يتعامل بحرص مع ما يتعلق بالأخبار العسكرية. وتم اعتقال صحفيين على إثر نقل أخبار عنه ادّعى الجيش أنها غير دقيقة، وكان على رأسهم أحمد أبو دراع الذي عمل مراسلاً لعدة وسائل إعلام مصرية في سيناء. وفي إصرار غريب من الإعلام المصري على قتل المهنية والمنطق، قامت وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب العسكري في مصر، بتبني كل تغريدات فجر السعيد، بشأن الضربات المصرية في ليبيا، والتعامل معها كتعامله مع بيانات وتصريحات الإعلام العسكري، أو الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، والمنوط بها تولي المهمة، وكان أبرز ناقلي التغريدات كل من: الوطن، والفجر، وفيتو، واليوم السابع، والدستور، بنفس العنوان ونفس المحتوى تقريباً. سخرية من الإعلامية الكويتية على تويتر: من جانبهم سخر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من تغريدات فجر السعيد المهتمة بأدق تفاصيل الشأن المصري، حيث قال الصحفي تامر أبو عرب: "الأستاذة فجر السعيد من الكويت، والأستاذ ضاحي خلفان من الإمارات، طلعوا بيانات عن عملية برية نفذتها مصر في ليبيا النهارده، الأشقاء في الجيش المصري مش هيقولوا حاجة طيب؟". وعن مصادر السعيد التي لم تفصح عنها، سخر البعض وقال أحدهم: "طيب ولو خيالنا شطح واعتبرنا إن فجر السعيد مرافقة أحد القيادات الهامة في مصر وبتعرف منه الأخبار، طيب ضاحي خلفان مرافق مين؟". وسخرت أخرى: "هي فجر السعيد تقرب لحسني باشا السعيد اللي جسّد شخصيته زكي رستم في فيلم موعد مع إبليس.. ولا هيه صاحبة كرامات لوحدها خالص مالص؟".