رئيس مجلس القيادة يغادر عدن ومعه اثنين من الأعضاء    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    «البلسم»تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية للكبار والأطفال    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    وصول شحنة وقود لكهرباء عدن.. وتقليص ساعات الانطفاء    الرئيس الزُبيدي يقرر إعادة تشكيل تنفيذية انتقالي شبوة    الدور الخبيث والحقير الذي يقوم به رشاد العليمي ضد الجنوب    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    "امتحانات تحت سيف الحرمان": أهالي المخا يطالبون بتوفير الكهرباء لطلابهم    "جريمة إلكترونية تهزّ صنعاء:"الحوثيون يسرقون هوية صحفي يمني بمساعدة شركة اتصالات!"    "الحوثيون يزرعون الجوع في اليمن: اتهامات من الوية العمالقة "    صراع على الحياة: النائب احمد حاشد يواجه الحوثيين في معركة من أجل الحرية    شاهد:الحوثيون يرقصون على أنقاض دمت: جريمةٌ لا تُغتفر    البريمييرليغ: السيتي يستعيد الصدارة من ارسنال    زلزال كروي: مبابي يعتزم الانتقال للدوري السعودي!    الوكيل مفتاح يتفقد نقطة الفلج ويؤكد أن كل الطرق من جانب مارب مفتوحة    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة الشخصية الوطنية والقيادية محسن هائل السلامي    مانشستر يونايتد الإنجليزي يعلن رحيل لاعبه الفرنسي رافاييل فاران    ارتفاع طفيف لمعدل البطالة في بريطانيا خلال الربع الأول من العام الجاري    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    المنامة تحتضن قمة عربية    أمين عام الإصلاح يبحث مع سفير الصين جهود إحلال السلام ودعم الحكومة    كريستيانو رونالدو يسعى لتمديد عقده مع النصر السعودي    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    بريطانيا تؤكد دخول مئات السفن إلى موانئ الحوثيين دون تفتيش أممي خلال الأشهر الماضية مميز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    الولايات المتحدة: هناك أدلة كثيرة على أن إيران توفر أسلحة متقدمة للمليشيات الحوثية    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين الناصري: الحوثيون يكتبون نهايتهم وانقسام المشترك ساعدهم في الاستيلاء على السلطة
حذر الحوثيين من مغامرة فتح جبهة الحرب في مأرب
نشر في الخبر يوم 23 - 02 - 2015

أكد الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري، المحامي عبدالله نعمان أن ثقافة الحوثيين تقوم على النهب ولا يوجد في أدبياتهم «ثقافة بناء الدولة».
وبيّن أن حوار القوى السياسية اليمنية، الذي يرعاه المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، غير مجدٍ، ولن يعودوا إليه لأنه حوار عبثي يتم تحت سقف مرجعية الإعلان الدستوري لجماعة الحوثيين.
وقال القيادي الناصري في حوار مع صحيفة «المدينة» السعودية: إن «الأمم المتحدة تقر بعدم مشروعية إجراءات الحوثيين أحادي الجانب.. لكنها لا تسميه صراحة بأنه انقلاب واستيلاء على السلطة بالقوة لما يترتب عليه من سحب البعثات الدبلوماسية وقطع المساعدات على اليمن، مضيفًا، أنهم في التنظيم الوحدوي الناصري مع الحوثيين عندما كانوا مظلومين، واليوم نحن ضدهم، وقد أصبحوا حكاما وظالمين».
ودعا الرئيس هادي بعد مغادرته العاصمة صنعاء إلى عدن، إلى ممارسة عمله كرئيس للجمهورية، وأن يعيد التقييم وتقويم الآليات السابقة، التي أتبعها في إدارة الدولة والأخذ بمبادئ الحكم الرشيد التي تتواكب مع التطورات والمستجدات، والمتغيرات الوطنية والإقليمية والدولية.
وأوضح أمين عام التنظيم الناصري أن إيران تستخدم الحوثيين فقط كيد طولي للعبث والهدم في المنطقة، محذرا جماعة الحوثيين من المغامرة وفتح جبهة الحرب في محافظة مأرب، مؤكدا أنها ستكون كارثة على اليمن، كما حذر الحوثيين من رفض الاستجابة لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير.
وأشار إلى أنه في حال رفض الحوثيين الاستجابة لقرار مجلس الأمن وإلغاء كل الإجراءات التي أدت إلى استقالة الرئيس هادي ورئيس حكومته، فإنهم يكتبون نهايتهم القريبة، فإلى نص الحوار:
* المبعوث الدولي بن عمر كشف عن مبررات مقاطعتكم للحوارات التي يرعاها.. هل ما أورده مقنع؟
-أولا أشكر المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، على بيانه التوضيحي، لأن ما جاء فيه يؤكد سلامة موقف التنظيم المتخذ بشأن الحوار الجاري.. نحن نؤكد هنا بأن المشكلة ليست في جمال بن عمر، وإنما المشكلة هي في القوى اليمنية التي تتحاور الآن تحت سقف مرجعية الإعلان الدستوري، ولا تتحاور تحت سقف المرجعيات، التي ذكرناها في بياننا، والتي أيدها وأكدها المبعوث الأممي في توضيحه، ومنها المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة.. على سبيل المثال عندما يتحاورون في اليومين التاليين لصدور قرار مجلس الأمن الدولي، حول السلطة التشريعية وتوسيع مجلس النواب من عدمه، والخلاف الحاصل بينهم في الحوار حول تسمية السلطة التشريعية في المرحلة المقبلة، أهي مجلس وطني كما ورد في الإعلان الدستوري أم مجلس نواب انتقالي؟ هذا حوار عبثي ففي الوقت الذي نجد قرار مجلس الأمن الدولي يستنكر حل مجلس النواب والاستيلاء على المؤسسات، ويتحدث عن شرعية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، كما أنه يتكلم أيضًا عن إدانته للإجراءات الانفرادية (الانقلاب) الذي قام به الحوثي.. إذًا طالما أن مجلس الأمن الدولي يستنكر حل البرلمان ويتعامل مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء باعتبارهما سلطتين شرعيتين لليمن.. فما جدوى الحوار حول مجلس النواب وحول إيجاد شغل فراغ السلطة.
إيضاحات نظرية
* هذا يعني أن الإيضاحات لن تعيدكم إلى الحوار؟
-إيضاحات بن عمر هي إيضاحات نظرية- الأصل مادام أن هناك إقرارًا بأن الإعلان الانقلابي كان إجراء انفراديا من قبل أنصار الله (الحوثيين)، فلابد أن يتم إزالة كل الآثار التي ترتبت على هذا الانقلاب، فمن من يحكم البلد الآن.. أليست اللجان الثورية التابعة لجماعة الحوثي، التي هي سلطة الواقع ونتاج طبيعي للانقلاب، فماذا يعني أن تعترف لي على الورق بأن الإعلان الدستوري غير شرعي، في حين أن آثاره مازالت هي التي تحكم في الوقع وعلى الأرض.. ولهذا نحن قلنا إننا لن نعود إلا بعد أن يُسحب الإعلان وتزال كل الآثار التي ترتبت عليه.
* كرجل قانون وسياسي- لماذا يتحاشى المبعوث الأممي والأمم المتحدة ذكر(الانقلاب) في قراراتهم؟
-هم تقريبا يريدون ألا ينجروا إلى تحديد مواقف واضحة من الاستيلاء على السلطة في اليمن بالقوة، لأن مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني في هذا الصدد واضحة، فهي لا تعترف بأي استيلاء على السلطة بالقوة.. والانقلاب الذي تم من قبل الحوثيين هو استيلاء على السلطة بالقوة، وهم لا يريدون تقريبًا أن يقولوا ذلك صراحة- حتى الدول الغربية لم تقل ذلك صراحة- لأن لقول ذلك بشكل مباشر مترتبات منها قطع المساعدات والمعونات وسحب البعثات الدبلوماسية وكثير من القضايا.. لهذا هم يتحاشون التصريح به، ثم أنهم قد وجهوا دعوة للقوى اليمنية إلى الحوار، فلا يريدون أن يتركوا- تقريبا- مبررا للحوثيين للتهرب وعدم الوفاء بالتزامهم.
كنا معهم والآن ضدهم
* هناك اتهامات للقوى اليسارية في المشترك بأنها كانت تصطف مع الحوثيين وتدعمهم؟
- نحن في فترات سابقة في التنظيم كنا فعلا مع الحوثيين) باعتبار أنهم تعرضوا للتهميش لكن الآن وقد صار هؤلاء الناس- الحوثيين- حاكمين وصاروا ظالمين، فإننا بكل قوة وبكل تأكيد وانسجاما مع مبادئنا نقول إننا نقف ضد الظلم وضد الإقصاء والتهميش وضد كل ممارسات أنصار الله في هذا الصدد بما في ذلك موضوع الاستيلاء على السلطة بالقوة والانقضاض على العملية التوافقية، وعلى الشراكة الوطنية، وهذه أمور لن نقبل المساومة بها وسنستمر نعارضهم ونتصدى لهم حتى لو كنا بمفردنا.
وأما بالنسبة ما يخص القوى الأخرى- هذا أمر يعنيهم ويعني المراقبين الذين يتابعون ويراقبون مواقف وسياسات الأحزاب.
الإقصاء والتباين
* لكن القوى المتباينة مواقفها تجاه الحوثيين هي ضمن المشترك؟
-ما تقوله صحيح هناك تباين في مواقف اللقاء المشترك وإلى حد كبير، وعبر هذا التباين عن نفسه بشكل واضح منذ أن شارك اللقاء المشترك في حكومة الوفاق برئاسة باسندوة.. بدأت الهوة تتسع شيئًا فشيئًا مع مضي الزمن، وأسباب هذا التباين بدأت بالممارسات الإقصائية من بعض الأطراف في المشترك ضد البعض الآخر، وحتى نحن اتهمنا من قبل بعض أحزاب المشترك بأننا مارسنا الإقصاء إلى حد أنهم اعتقدوا أن هناك حلفًا بين الأحزاب الكبيرة الثلاثة في المشترك (الإصلاح والاشتراكي والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري) لإقصاء الأحزاب الثلاثة الأخرى الشريكة في اللقاء المشترك.
ونحن في فترة من الفترات انجررنا فعلا إلى هذا الموقف واعترفنا بخطئنا، لكن الآخرين لم يعترفوا بأخطائهم حتى هذه اللحظة ومع ذلك أتسعت الهوة بين أحزاب المشترك في قضايا الحوار الوطني، لاسيما حول موضع الأقاليم وحول العدالة الانتقالية- هذا الشرخ الحادث نتيجة بعض الممارسات لم نتمكن من رأبه حتى الآن.. لكن أريد أن أقول إنه لم يكن هناك موقف انقسامي في اللقاء المشترك بسبب الموقف من أنصار الله، إلا أن التباين حول القضايا الأخرى لم يساعد اللقاء المشترك على اتخاذ موقف جماعي في مواجهة التداعيات والأحداث التي حدثت بالذات منذ اندلاع الحرب في منطقة دماج بمحافظة صعدة.. وهذا الموقف الانقسامي في إطار اللقاء المشترك ساعد على كثير من التداعيات التي حدثت، ولو كان للمشترك موقف جماعي لتلافى كثير من التداعيات التي حدثت على الأقل لفترة ما بعد اجتياح محافظة عمران وأثناء حصار العاصمة صنعاء من قبل الحوثيين ثم الأحداث التالية لذلك وحتى هذه اللحظة لو توحد المشترك حول هذه القضايا لاستطاع أن يحتوي كثير من التداعيات.
مصير المشترك
* هل هذا يؤكد صحة ما قاله أمين عام الاشتراكي السابق ياسين سعيد نعمان، بأنه لم يعد للمشترك قضايا تجمعه؟
-الأقوال المنسوبة للدكتور ياسين – كما قرأت في الإعلام- أنه قال لم تعد هناك قضايا مشتركة بيننا، وأنا أختلف معه حقيقة في هذا، فهناك تباين في قضايا، لكن هناك مشتركات كثيرة مازالت موجودة، وإذا ما تعاملنا بعقلانية وحكمة فإننا نستطيع أن نلتقي حول المشتركات ونستطيع أن نعمل مقاربات للقضايا المختلف عليها، فإما أن تنجح هذه المقاربات في توحيد المواقف وإما على الأقل أن يكون هناك قدر من الحرية لنعمل معا ونتوحد في المشتركات ولنحترم حق بعضنا فيما نحن مختلفون عليه.
* وكيف ترى علاقة القوى السياسية في الأزمة؟
-عقلية الثأر والانتقام تحكمت في مواقف القوى السياسية اليمنية، ليس في هذه اللحظة فقط، ولكن منذ فترة انعقاد مؤتمر الحوار، وحتى هذه اللحظة وعقلية الثأر والانتقام تتحكم بمواقف كثير من القوى السياسية المتحاورة.
الصراع الآن مذهبي
* كيف..؟
-أعتقد أن الصراع الآن في اليمن يأخذ- مع الأسف الشديد- طابعا مذهبيا وسيبرز بشكل أكثر وضوح إذا ما تسرع الحوثيون بقرار خوض الحرب في محافظة مأرب، لأن فتح الجماعة جبهة حرب في مأرب حتى لو كان ذلك تحت غطاء من قبل الجيش، الذي استولوا عليه الآن، ومشروعية الدولة، التي سيطروا عليها، فإن هذه المعارك ستأخذ طابعا آخرا، وسيكون لها تداعيات على اليمن بشكل عام وسيؤدي هذا إلى تعزيز نفوذ القاعدة.. لأن مأرب بطابع خلفية الصراعات الموروثة من فترات سابقة، وبما تمثله من مخزون للثروة النفطية في اليمن، وكذلك بما تمثله المحافظة كونها امتدادا للمحافظات الجنوبية والشرقية سيكون للحرب فيها تداعيات خطيرة.
نهاية المطاف
* وإذا خاضوا الحرب في مأرب.. كيف سيكون حال اليمن، وجنوبه؟
-إذا أصر الحوثيون على الدخول إلى مأرب ستذهب اليمن نحو المجهول، فلن يكون هناك جنوبا ولا شمالا، بل أن اليمن سيتمزق إلى دويلات في الشمال والجنوب، وسيذهب اليمن إلى هذا المآل سواء أراد الحوثيون ذلك أو لم يريدوا.
* ممارسات الحوثيين لا تشير إلى حكم اليمن كله.. ما قراءتك؟
-القراءات والمعطيات التي قدمها الحوثيون حتى الآن تؤكد أنهم يريدون التفرد بالسلطة.
* لليمن كاملا أم لرقعة في الشمال؟
-بالتأكيد لو استطاعوا أن يحكموا اليمن كاملا لحكموها.. وهم لا يريدون شركاء حقيقيين وإنما يريد شركاء مُستتبعين وملحقين.
* لكنهم يدعون لتقسيمه لإقليمين؟
-لم يرد في أي خطاب من خطابات عبدالملك الحوثي حتى هذه اللحظة أي حديث عن الإقليمين أبدا ولا حتى على الأقاليم، فهو يرى أن دولة الأقاليم تآمر، ولم يتحدث بأي خطاب من خطاباته عن الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية على الإطلاق.. ويتكلم فقط عن الدولة العادلة دون أن يقول لنا ما مفهومه للدولة العادلة، ولم يتكلم على الدولة المدنية التي أجمع عليها اليمنيون حتى الآن حول مضامينها وهويتها وحدودها.
اليمن ليس لبنان
* وما غاية الترتيبات في صعدة أليست على غرار حزب الله في جنوب لبنان؟
-اليمن ليس لبنان، فلا توجد طوائف في اليمن، يعني هناك اختلافات مذهبية تعيش فترة تعايش من عشرات القرون وليس هناك صراع حول هذه المسائل على الإطلاق إلى حد أنك تكاد لا تعرف من هو شافعي ومن هو زيدي.. هذه الخلافات طمرت ودفنت.. انتهت وليست موجودة.
يجب أن نتكلم بشكل واضح هناك قوى متنفذة تسلطت واعتادت أن تكون السلطة في يدها خلال فترات الحكم السابق، وهذه القوى تمثل منطقة جغرافية معينة وتتجمع حول مصالح مشتركة وأن أخذت تعبيرا مذهبيا.. لكن في الحقيقة التعبير المذهبي ليس المحرك لهذه الدوافع، وإنما المصالح هي التي تحرك هذه القوى العصبوية في هذه المنطقة التي كان التعبير عنها الشيخ عبدالله الأحمر ومجاميع من القيادات القبلية والعسكرية في الفترة السابقة، والآن التعبير عنها هو عبدالملك الحوثي.
وأنا لا أقيم الأمور وتوجهات الحوثيين من هذا المنوال، أنا لا أرى في تصرفاتهم ما يشير إلى ثقافة بناء الدولة على الإطلاق، فعندما أرى أن هناك قوى معينة اجتاحت العاصمة وطردت من تسميهم بقيادة الدواعش من بعض المعسكرات التي كانت تراها أنها وكرا للدواعش وذهبت للاستيلاء على أسلحة هذه المعسكرات ونقلها الى مكان آخر- صعدة- هذا يعطيني تعبير على أن هذه العقلية ليست عقلية بناء دولة، وإنما هي عقلية نهب.. أنت الآن الحاكم في صنعاء وتستولي على الأسلحة من دار الرئاسة وتذهب بها بعيدا- هذه عقلية نهب، فلماذا لا تبقي هذه الأسلحة في مواقعها لتحمي السلطة التي تمسك بها الآن أو تحتفظ بها لتسلمها للسلطة التي تقول الآن أنت انك تريد أن تبينها، فعندما أنت تسيطر على مبنى جهاز الأمن القومي (المخابرات) وتقوم بنهب أجهزة الاتصالات وتذهب بها إلى مكان بعيد، ما الهدف من ذلك.. إن كنت تريد أن تتنصت على الناس فلماذا لا تتصنت من داخل الأمن القومي.
ثقافة الغلبة
الحوثيون مع الأسف حتى ما يسمونه بمكافحة الفساد واسترداد الأموال من فاسدين- نعتبرهم نحن فاسدين حقيقيين.. لكن الحوثيين ما يقومون به هي إجراءات انتقامية في هذا الجانب وليست إجراءات تجسد سلطة القانون، ويستولون عليها لمصلحتهم وليس لإعادتها إلى الخزينة العامة إذا كانت أموالا عامة أو إلى أصحابها.. هذه ثقافة غلبة وليس ثقافة بناء دولة- هم بهذه التصرفات يقدمون للداخل والخارج صورة حقيقية عن حقيقة الأفكار التي يحملونها.
لا يؤسسون لدولة
* هل هذه الأفكار يمنية، وما هى علاقتها بتصريحات المسؤولين الإيرانيين، الذين يؤكدون أن اليمن الآن تحت قبضتهم؟
-أيا كان منشأ هذه الأفكار داخلية أم خارجية فهي لا تؤسس لبناء الدولة.. وربما إذا كان هناك ارتباط بين إيران والحوثيين، وإيران راضية عن هذه التصرفات، وهي تعي تماما بأن الحوثيين لا يستطيعون أن يقيموا دولة حديثة بالمعنى المتعارف عليه، إنما هي تستخدمهم كعصا فقط لتكن اليد الطولى لها لحماية مصالحها في المنطقة.. لكن أهي يد لبناء دولة أم يد للهدم والعبث.. الحوثيون بهذه الصورة هم يد للعبث وليس لبناء دولة.
تخطئ إيران
* لإيران مشروعها ومطامعها الخاصة الخاص.. أيعقل أن تعتمد به على هؤلاء؟
-تخطئ إيران لو قررت أن تحافظ على مصالحها باليمن عبر تيار مذهبي مرتبط بها، ويمثل أقلية في اليمن وأقلية داخل المذهب الزيدي.. فإيران لا يمكن أن تحقق مصالحها عبر فرضها بالقوة وعبر تعزيز العلاقة بفئة مذهبية أو لون سياسي محدد.
* ما خيارات دول الخليج أمام ذلك؟
-أساليب فرض الخيارات بالقوة توحد دول الخليج في مواجهة أي مشروع يحاول أن يفرض نفسه على الخليج بالقوة.. والواضح بأن اليمن قد تحول إلى ساحة لصراع إقليمي ودولي.
* إلى أين سينتهي الحال خاصة بعد مغادرة البعثات الدبلوماسية؟
-هذا يعني أن اليمن ستعيش فترة من العزلة، وسيكون لهذا الأمر تداعيات خطيرة، اقتصادية والتي سيكون لها تداعيات اجتماعية وسياسية.
* هل سيستجيب الحوثيون لقرار مجلس الأمن؟
-المفروض أن يكون هناك فرق بين تصرف الحوثيين مع قرار مجلس الأمن الدولي، بين ما كانوا قوى ليسوا في السلطة وعندما يكونون قوى في السلطة.. القرار أكيد سيكون له أثر عميق وكبير على الشعب اليمني وعلى الحوثيين أنفسهم، فإذا ما تعاملوا معه بنوع من اللامبالاة وبغير مسؤولية وهم في السلطة، لذلك فالأمر طبيعي جدا أن يكون للأمر تداعياته.
* وإن كان لا يهمهم الشعب؟
-بهذا الفهم سيكتبون نهايتهم القريبة.
* حينها كيف سيتعامل معهم المجتمع الدولي والخليج؟
أنا لا أعول كثيرا على المواقف الخارجية بقدر ما أعول على الموقف الداخلي- الأصل هو في موقف اليمنيين في الداخل وموقف الخارج هو مساند ومساهم لإرادة اليمنيين فقط- لا نريد الخارج أن يقوم نيابة عنا برفع الظلم عنا وبإسقاط أنظمة لا نريدها- هذا يخص اليمنيين وموقف الخارج سيأتي داعما لا أقل ولا أكثر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.