البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    دولة الأونلاين    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    احتجاجات في لحج تندد بتدهور الخدمات وانهيار العملة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    سالم العولقي والمهام الصعبة    يافع تودع أحد أبطالها الصناديد شهيدا في كسر هجوم حوثي    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    لليمنيّين.. عودوا لصوابكم ودعوا الجنوبيين وشأنهم    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    نصف الراتب المتعثر يفاقم معاناة معلمي وأكاديميي اليمن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بمشاركة الأمين العام :ندوة "الخليج" في صنعاء : اليمن . . أزمات وتحديات (2-3)
نشر في حشد يوم 17 - 02 - 2010


1/1







يعيش اليمن تحديات وأزمات غير مسبوقة، والتي أفرزتها تداعيات اتساع نطاق حرب صعدة في الشمال وتصاعد الاضطرابات في الجنوب واحتدام الصراع مع تنظيم "القاعدة" وانسداد أفق الحوار لتسوية الأزمة السياسية المزمنة بين طرفي المعادلة السياسية في البلاد، كل ذلك أتى على خلفية قاتمة من الأوضاع الاقتصادية الأكثر تأزماً نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية وتدني إنتاج وأسعار النفط، الأمر الذي أفضى إلى مشهد سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي مأزوم وضع اليمن، وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخه الحديث، أمام مخاطر التفكك والتصدع الداخلي، والتحول الوشيك إلى ساحة لتدخلات إقليمية وأجنبية مباشرة.


"الخليج" حرصت على استشراف ملامح وأبعاد الأزمة القائمة في اليمن من خلال الوقوف على مواقف ورؤى القوى السياسية الفاعلة في الساحة حول طبيعة الوضع الراهن في البلاد والسبل المتاحة لإنقاذ اليمن من أسوأ أزمة خانقة مرت به منذ عقود.


عندما تغيب السلطة ودورها ينقطع حبل الأمن


توكل كرمان: لدي تعقيب سريع، لا يمكن ان يكون هناك أي حل لازمات هذه البلاد، ما لم يكن هناك حوار وطني جاد، هذا الحوار لابد ان تتحمل السلطة والمعارضة والمنظومة الدولية مسؤولياتها تجاه إنقاذ هذا البلد، ليس معقولاً أن ترانا المنظومة الدولية نسقط هكذا وتتفرج علينا، هناك قيم إنسانية تجمع بين الناس، وهناك التزام إنساني اقتصادي وسياسي للعالم ككل، نحن الآن في قرية واحدة، وبالتالي عندما نتكلم عن آليات أو ضمانات لإنجاح هذا الحوار الوطني يمكن الحديث بنقطتين أساسيتين: النقطة الأولى ان لجنة الحوار الوطني المنبثقة عن أحزاب اللقاء المشترك وصلت إلى مرحلة رائعة جداً وأصدرت وثيقة الإنقاذ الوطني.


على هذه الأحزاب أن تتبني هذه الوثيقة كآلية فعل سياسي وتناضل من أجلها وتمتلك آليات الفعل وتحشد الناس من أجل هذه الوثيقة وتكون هي المتصدرة لهذا الدور ولا تعتمد بدورها هذا على الآخرين، على المجتمع الدولي، وأنا هنا أنادي من خلال صحيفة "الخليج" سلطنة عمان للقيام بدور توفيقي، لأنها لم تتورط إلى اليوم في اليمن ولم تتورط في شراء ولاءات الناس ولم تتورط في العبث بالحياة داخل هذا البلد، عليها أن تقوم بدورها كشقيق متأثر بمعنى الكلمة لما يحدث بهذا البلد والولايات المتحدة عليها رعاية هذا الحوار الوطني مع أطراف المنظومة السياسية، يجب ألا يستعبد الحراك الجنوبي أو الحوثيين أو أحزاب اللقاء المشترك من أي حوار قادم.


مخرج الحكومة الوطنية


"الخليج": عبدالعزيز جباري، هل لدى الحكومة الوطنية مخرج لما يمكن ان يحدث اليوم من أزمات في البلاد، سواء في صعدة أم في الجنوب؟


عبدالعزيز جباري: تشكيل حكومة وحدة وطنية هي أحد المخارج، لكن لي تعقيب على الأخت توكل كرمان، وأقول إن وثيقة الانقاذ الوطني تمثل وجهة نظر جزء معين من الشعب اليمني ولا تمثل وجهة نظر الجميع، وبالتالي هذه وجهة نظرنا في لجنة الحوار والآخرون لهم وجهة نظر.


إذا أصررنا على أن هذه تمثل وجهة نظرنا وهذه الطريقة المثلى لحل مشاكل البلد طبقاً لوثيقة الإنقاذ من دون التنازل للآخرين فاعتقد أننا في هذه الحالة سنكون قد سلكنا نفس السلوك الذي يسلكه الحزب الحاكم.


موضوع الحكمة اليمانية التي نتغنى بها كلنا كيمنيين، أعتقد أنها غائبة من فترة طويلة جداً، وقد ربما تكون غير موجودة، إذا كان الرسول الكريم وصف اليمنيين بأنهم أصحاب حكمة فهو يتكلم من وجهة نظري عن اليمنيين في ذلك الزمان وعن ناس ربما من أهل تهامة أو زبيد، الحكمة تجلت في ال 22 من مايو العام ،1990 عندما تم توحيد اليمن في ذلك الظرف المعين وبعدها للأسف الشديد أسأنا لهذا الإنجاز الكبير كلنا كيمنيين سواء في السلطة أو المعارضة، السلطة بالسياسات العبثية التي مارستها وأنا أقولها بكل صراحة، وأنا جزء من السلطة وأيضاً المعارضة ربما يعني برفع شعارات أو تبني مواقف تسيء إلى تاريخهم وتسيء إلى الوحدة اليمنية، وبالتالي الإنجاز الوحيد الذي نستطيع ان نفتخر به كيمنيين على مر التاريخ، الذي نسيء إليه اليوم.


اعتقد أن المشكلة تكمن في أن الأخوة في الحزب الحاكم عندما يعتقدون أن المعارضة ستقبل في نهاية المطاف بالأمر الواقع، هذا أمر في اعتقادي مشكلة كبيرة جداً، وعندما يعتقد الأخوة في المعارضة أن الحزب الحاكم أو السلطة آيلة للسقوط وبأنهم إذا أداروا حواراً معها فإنهم قد ينقذون السلطة، وبالتالي من مصلحتهم أن يتركوها حتى تسقط، وبالتالي يصلون إلى الحكم بعد خراب مالطا.


مشكلتنا كيمنيين أننا نشارك في تدمير البلد بقصد ومن دونه، هناك من يطرح بأن السلطة غائبة في المحافظات الجنوبية، هذا أمر صحيح، أنا كنت في محافظة لحج وأبين وكثير من مظاهر السلطة لم تعد موجودة في المديريات، لكنني اعتقد أن الجميع مشاركون سلطة ومعارضة في هذا، وليسمح لي الأستاذ عيدروس ان أتحدث ليس كعضو في الحزب الحاكم ولكن كيمني وكنائب في البرلمان، أنا اعتقد ان اللقاء المشترك له علاقة بما يحدث في المحافظات الجنوبية من خلال كثير من المنتمين للحزب الاشتراكي، فهم وحزب الإصلاح قادة لهذا الحراك.


إذا كانت هناك مطالب للحراك وبطريقة سلمية فإن الجميع سيكونون متفقين معهم وربما نكون متضامنين معهم في بعض القضايا، لكن ما يحدث هذه الأيام من رفع شعارات وقضايا كبيرة جداً تصل إلى حد إثارة الكراهية بين أبناء المناطق اليمنية والاعتداء على أبناء مناطق معينة، أعتقد أن هذا ليس عملاً سياسياً ولا يخدم البلد فلو تم الاتفاق بين القوى السياسية الحية، وليسمح لي الأخ صلاح الصيادي، فالموجود على الساحة السياسية المعارضة بين قوسين اللقاء المشترك الذي له وجود في الساحة، ونكون صرحاء مع احترامي وتقديري للإخوان في المجلس الوطني للمعارضة الذي يوجد بينهم شخصيات نعتز بها وهم زملاء أعزاء لكن لا نستطيع ان نقول إن لهم وجود كوجود أحزاب اللقاء المشترك، التي لها وجود كبير في الساحة وتمثل شريحة كبيرة من الشعب اليمني.


أعتقد انه ليس هناك خيار أمام الحزب الحاكم الذي أنتمي إليه إلا الالتقاء بالإخوان في اللقاء المشترك برغبة الوصول إلى حلول، هذا إذا أردنا لليمن أن تستمر معافاة.


"الخليج": يعني أن يتم استبعاد أحزاب المجلس الوطني للمعارضة من الحوار؟


عبدالعزيز جباري: لا تستبعد، لكن في الأساس "أحزاب المشترك" هي الأحزاب الموجودة على الساحة، وأنا عضو في الحزب الحاكم، أحزاب المجلس الوطني ليس لها وجود في الساحة مثل المشترك.


"الخليج": ولماذا يغيب البرلمان عن حلول الأزمات، وأنت عضو برلماني عن الحزب الحاكم؟


عبدالعزيز جباري: لأن البرلمان كتل برلمانية وكتلة المؤتمر الشعبي الحاكم تمثل النسبة الأكبر والكتلة تتبع التنظيم والتنظيم هو من يحكم البلاد، وبالتالي لا تتوقع من كتلة المؤتمر أن تكون خارج إطار ما يرسم لها من الحزب الحاكم.


من وجهة نظري أن أحزاب اللقاء المشترك لم تقم بدورها بالشكل المفترض، لدى هذه الأحزاب 60 عضواً في البرلمان لكن من وجهة نظري الشخصية أداؤها ضعيفاً ولم تستغل الأدوات الدستورية والقانونية في العمل داخل البرلمان، نحن في كثير من الأحيان أعضاء كتلة المؤتمر لا يحضر منا الكثير الجلسات ما يوازي أعضاء كتلة المشترك، وبالتالي كان يمكن أن يكون صوتها أقوى ومسموعاً أكثر.


صلاح الصيادي: نحن للأسف الشديد دائماً ضحايا الحزب الحاكم والمشترك، فالطرفان لا يتفقان على شيء في طاولة حوارهم قدر اتفاقهما على إقصائنا، واعتقد للأسف ان ثقافة الأحزاب في اليمن غير حوارية، والأحزاب لم تعرف بعد كيف تؤدي دورها وعملها السياسي، وهناك فقدان للثقة بين أطراف العمل السياسي، الحزب الحاكم ربما لعب دوره كما يفترض، وهذا نتيجة غياب الرقابة الممثلة بالمعارضة كذلك المعارضة لا تؤدي دورها.


اليمن أخصب ارض تشتغل عليها أردأ معارضة في العالم ولو كانت هناك معارضة حقيقية لاستطاعت أن تستولي على الحكم خلال ستة أشهر.


كنت أريد ان أصحح ما ذكرته الزميلة توكل كرمان، وأقول إن هناك فرقاً بين الدولة التي هي السلطة وبين الوطن، وحين تكون لنا مشاكل مع السلطة نقول حين تنتهي السلطة لكن حين نقول تنتهي الدولة فمعنى ذلك أن ينتهي الوطن.


ما جاء في وثيقة الإنقاذ عندما قرأتها وجدت في جزءاً كبيراً منها تشخيص للمشكلة لكن للأسف عندما قرأت المعالجات وجدت فيها "الشخصنة"، يجب ان نفكر بحجم الوطن وليس ضد شخص أو جهة معينة.


أما ما يخص الحوار فلم يعد سراً استبعاد المجلس الوطني للمعارضة من الحوار، وإذا كانت مشاركة أحزاب المجلس ستعرقل الحوار فمن منطلق وطني لا تشارك أحزاب المجلس الوطني في الحوار، أنا أيضاً ممن يقولون أن لا علاقة للمشترك بما يحدث في الجنوب، الذي حاول ركوب الموجة، وباعتباري من أبناء الجنوب استطيع أن أقول إنه ليس لهذه الأحزاب علاقة مباشرة بما حدث في الجنوب، حتى أن المشترك فقد الكثير من قاعدته، حيث ذهب الكثير من أنصاره إلى الحراك.


للأسف الحزب الحاكم كان يستخدم في السابق الكروت والآن حتى المعارضة تلعب بالكروت، ولا ادري إلى أين ستأخذنا هذه الكروت.


حرب الحوثيين


"الخليج": الدكتور محمد الظاهري، منذ ست سنوات واليمن يعيش حرب صعده، لكن الأمور كما هي عليه من المراوحة وليس هناك حسماً للازمة السياسية أو العسكرية مع الحوثيين، ما الذي أطال أمد هذه الأزمة برأيك؟


د. محمد الظاهري: اسمح لي أولاً أن أعقب على ما ذكرته الأستاذة توكل كرمان والدكتور عيدروس النقيب والأخوان صلاح التابعي وعبدالعزيز جباري في شكل برقيات، الأستاذة توكل أشارت إلى ضرورة تحكيم الخارج وأن يكون شاهداً دولياً، وهي بذلك أقرت حقيقة تاريخية تحكمت بالتاريخ السياسي اليمني أو ما نسمع عنها بعقدة اليزنية وما قبل عقدة اليزنية، وهي أن اليمنيين لأسباب عديدة من ضمنها عدم الثقة فيما بينهم والعزلة السياسية يلجأون إلى العامل الأجنبي والخارجي لحل مشاكلهم، وهذه سمة يجب على اليمنيين أن يتخلصوا منها لأنها تجعلهم مرتهنين لهذا التدخل الخارجي، وإن كنت اتفق مع الأستاذة توكل حول دخول بعض الأطراف العربية وليس الأجنبية لأن مصالح الأجنبي ليست بالضرورة أن تتفق مع المصالح اليمنية.


"الخليج": كانت لدينا تجربة في ما يخص التدخل الإقليمي والعربي لإقرار وثيقة العهد والاتفاق مثلاً عام 1994 ولم توقف انزلاق الجميع إلى الحرب الأهلية؟


د. محمد الظاهري: فشلت وثيقة العهد والاتفاق التي تم إبرامها في العاصمة الأردنية عمان، للأسف عدنا لهوايتنا بترك البرامج والوثائق والاحتكام للبنادق، لهذا أنا أتحفظ على التدخل الأجنبي وليس العربي، الغربيون لديهم هاجس أمني أكثر من أي شيء آخر، وأنا اطمئن شخصياً للشهادة العربية في الأزمات اليمنية أكثر من الشهادة الأجنبية.


بالنسبة لمشروع وثيقة الإنقاذ المقدمة من قبل مؤتمر الحوار الوطني هي وثيقة ممتازة، شخصت الكثير من الأزمات، وقدمت لها المعالجات، لكن مشكلة اليمنيين أنهم يبدعون في نحت النصوص ولكن لا يؤطر هذا النص سلوكهم السياسي والعقل والحركة، لهذا أنا اكرر أنهم يبدعون في نحت النصوص، لكنهم يعجزون عن محاربة اللصوص، وأنا أنادي من خلال صحيفة "الخليج" زعماء المعارضة السياسية في اليمن ان ينزلوا إلى الشارع وأن يتصدروا التعبير عن مطالبهم بشكل سلمي ويدفعوا ضريبة هذا التحرك.


من حيث أداء البرلمان، وهو ما أشار إليه الأخ عبدالعزيز جباري يبدو لي أن القضية أعمق من غياب الحزب الحاكم، واعتقد أن غياب المؤسسية في المؤتمر الشعبي العام، أو كما نستطيع أن نقول كما هو دارج أن حزب الحاكم لديه أغلبية مريحة، حكومة الحزب الحاكم قدمت مشروع تنظيم حيازة السلاح منذ العام 2003 وحتى الآن هو في أدراج الأغلبية المريحة، أي في أدراج البرلمان، ثانياً مؤسساتنا هي مؤسسات شكلية، مؤسسات أقرب إلى الديكورية منها إلى الحركة والفعل.


أزمة صعدة هي أزمة مفتاحية لأن محاكاة الشارع متوافرة في صعده من خلال الشعار "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل"، وهناك إشكالية نسميها أزمة تغلغل ؛ فالحكومة اليمنية فشلت في أن تتواجد بمشاريعها وجامعاتها في مناطق يمنية كثيرة، صعدة تاريخياً كانت المعقل الرئيس للزيدية، وهناك شواهد عن تحول من الزيدية باتجاه الإثنى عشرية والإمامية، أيضاً صعدة هي بمثابة انكشاف واختبار للمؤسسة العسكرية وجرح سمعتها وانكشاف أيضاً لقدرات الدولة، كما أن أزمة صعدة كشفت لنا أن هذه المؤسسات سواء البرلمان أو الأحزاب لم يكن لها حضور واضح، بخاصة أنه تم في صعدة التعبير عن المطالب عبر البندقية وليس البرنامج الانتخابي.


إذن ما يحدث في صعدة هو أزمة مفتاحية للكثير من أزماتنا، بل هي أحد تجليات الضعف العام للمجتمع والدولة والنظام السياسي اليمني.


توكل كرمان: القول إن المشترك هو السبب في أزمة هذا البلد اعتقد فيه من الظلم الكثير، لأن اللقاء المشترك عمل كل ما يستطيع، إلا أنهم لا يمتلكون آليات العمل السياسي لمخاطبة الناس ؛ إذ أنه ليس من حقهم امتلاك وسائل الإعلام المرئية والصوتية ولا يوجد لهم منبر يستطيعون من خلاله أن يخاطبوا الناس وينشروا ثقافتهم وأجندتهم.


"الخليج": هل هذا عيب في أحزاب المشترك أم ماذا؟


توكل كرمان: لا، ليس عيبهم، لكن هذا يدل على أن السلطة فرغّت العمل السياسي واخترقت هذه الأحزاب وجندت بعض المنتمين لهذه الأحزاب كي ينفذوا أجندة السلطة، إلى جانب أنه لم يعط للمشترك آليات العمل السياسي، وفي رأيي إذا النظام ضعف فإن المعارضة تضعف لأنها جزء من النظام السياسي، ونحن محتاجون وأقولها بمنتهى الحزن من أن تخرج أحزاب اللقاء المشترك عن قواعد اللعبة السياسية كما خرج الحوثيون والحراك الجنوبي لأنه بغير ذلك لن يستطيعوا أن يحصلوا على اعتراف الحزب الحاكم ولا المجتمع الدولي.


من الظلم ان يحمل المشترك ما قبل إنجازها لوثيقة الحوار الوطني إخفاقات فشل هذا النظام ما بعد الوثيقة، عليهم كأحزاب ان يقودوا النضال من اجل إقرار وثيقتهم لأنها تعبر عن تطلعات أجيالنا القادمة، وكما قال الدكتور محمد الظاهري أنه للأسف الشديد أن الحوثيين قوم يتجهون من الزيدية إلى الاثني عشرية، وكلمة "الإثني عشرية" للأسف هذه هي التي لعبت عليها السلطة طوال ست سنوات، يأتي مجور أو الرئيس علي عبدالله صالح أو أحد أركان الحكم ويقولون إننا أمام فكر إثني عشري وان إيران قادمة من خلال الحوثيين في صعدة، وأعطوا الناس اعتقاداً ان هناك فكراً وهوية وتحولت القضية من نضال حقوقي يطالب بخدمات أو حقهم مثلاً في ترديد الشعار الذي يطلقونه إلى نضال من أجل فكر ومذهب، وهذه ليست الحقيقة، لكن الظاهر اثبت أن هذه هي الحقيقة، وأنه يحق لهؤلاء الناس اعتناق مايريدونه.


النظام السياسي هو من جعل الناس يفكرون بهذه الطريقة، ويجعل الناس يقولون نعم نحن منتمون لهذا المذهب؛ فيما هذا لم يكن صحيحاً، في أزمة صعدة كلا الطرفين السلطة والحوثيون قتلة، كلهم يبحثون عن الأموال، صعدة زرعت لابتزاز النظام السعودي والحصول على أموال من إيران، فالمسألة للأسف الشديد بحث عن أموال هذه الدولة أو تلك ولاعلاقة لها بشيء لا فكر ولا عقيدة ولا حتى خدمات.


عبدالعزيز جباري: اعتقد أن ما ذكرته الأستاذة توكل كرمان سأعتبره زلة لسان أن تدعو أحزاب اللقاء المشترك إلى النضال مثل الإخوان في الحراك الجنوبي والحوثيين وكأنها تدعوهم إلى حمل السلاح ضد الدولة وهذا كلام خطير جداً.


توكل كرمان (مقاطعة) أنا ادعوهم إلى أن يختاروا بين العمل السلمي بطريقة الحراك أو يرفعوا السلاح.


عبدالعزيز جباري: الأستاذة توكل كما سمعناها تناقضت مع نفسها حين قالت ان الحوثيين في صعدة يقودون نضالاً من اجل حقوق، ثم اعتبرتهم أنهم عبارة عن قتلة.


أنا اعتقد ان ما يحدث في صعدة هو تمرد وخروج عن الشرعية وحمل السلاح على الدولة، أي نظام لا يمكن ان يقبل بهذا العمل، لأن أي نظام ملزم دستورياً بحماية البلاد، لماذا حين يحصل غياب للسلطة في مكان معين نقول ان السلطة لم تقم بواجبها الدستوري والقانوني، وعندما تحضر هذه السلطة وتؤدي دورها كسلطة نعتبر أن ما قامت به هو جريمة في حق الوطن والمواطنين.


في رأيي أننا نعيش فترة المناكفات السياسية، الآن أصبحنا حتى نخلط بين الأشياء، ما يحدث في صعدة من وجهة نظري في قضية المذهب لا أحد يستطيع أن يمنعك من اعتناق المذهب لأنه ليس ممنوعاً، ولم نسمع ان السلطة اعترضت أو منعت أشخاصاً من اعتناق هذا المذهب أو ذاك.


القضية أن الناس كلهم يريدون ان يحكموا، الحوثي يريد أن يحكم، واللقاء المشترك يريد ان يحكم والمؤتمر الشعبي يريد أن يحكم، وهذا من حق الجميع، لكن كيف الوسيلة للوصول إلى الحكم، هنا يجب أن نتفق على الوسيلة وأن تكون عبر الانتخابات، كما حدده الدستور والقانون.


في صعده ما يحدث أن الحوثي يريد ان يحكم ويعتقد أن لديه حق إلهي بأن يحكم وهذا أمر مرفوض من الجميع.


"الخليج": البعض يطرح أن الحوثيين صنيعة السلطة، وهي تدرك أن اللعب بالورقة الدينية خطير جدا؟


عبدالعزيز جباري: أنا اتفق معك أن اللعب بالورقة المذهبية والدينية غالباً ما تكون نتائجه كارثية، وهناك من يطرح أن النظام هو من شجع هؤلاء في بداية الأمر ثم انقلبوا عليها، واعتقد أن هناك تجارب مشابهة فأمريكا وبعض الدول العربية شجعت الفكر الجهادي في أفغانستان ولايزالون حتى اليوم يدفعون الثمن.


أعتقد أننا جميعاً كسلطة ومعارضة معنيون بالتعامل مع هذه القضية بمسؤولية، وأن لا نصل إلى مرحلة يفرط فيها بحق الوطن عندما نختلف في وجهات النظر، واعتقد أننا في السلطة والمعارضة، وبصراحة أكثر الكل مخطئ فلا السلطة تقبل بالآخر ولو قبلت بالآخر وكانت الحكمة موجودة فإن الأمور كانت في خير، وأيضاً المعارضة هي الأخرى تريد أن تصل إلى السلطة، وهذا من حقها، لكنها تريد ان تصل بأية وسيلة.


من وجهة نظري فإن أحزاب المشترك هي معارضة وطنية مسؤولة تتعامل بعقلية وطنية ناضجة والنضال السلمي ووفق الدستور والقانون هو السبيل الأمثل للوصول إلى ما تصبو إليه.


"الخليج": لكن هذا يتناقض تماما مع الخطاب الرسمي لحزب المؤتمر الحاكم الذي تنتمي إليه فهو يخون المعارضة؟


عبدالعزيز جباري: هذه وجهة نظري، وأنا أدعو الحزب الحاكم ورئيسه الأخ علي عبدالله صالح إلى التحرك، إذا أراد للبلد ان يتزحزح من هذه المشاكل فعليه الاتفاق مع أحزاب اللقاء المشترك.


توكل كرمان: إن لم يقم المشترك بالعمل السلمي بما يشبه الحراك الجنوبي، إذا لم يشتغلوا بهذه الطريقة فالجنوب سيسقط في يد تنظيم القاعدة: والشمال في يد الحوثيين.


الحوثيون والمعارضة


"الخليج": دكتور عيدروس النقيب، لماذا يؤخذ على المعارضة أنها في سلة واحدة مع الحوثيين، لماذا تدعمون التمرد كمعارضة؟


د. عيدروس النقيب: أنا أضم صوتي إلى صوت الأستاذة توكل كرمان من أن المعارضة لم تستخدم بعد حقها الدستوري، ولا ادري لماذا لم تستخدم حقها الدستوري، لا يوجد ما يمنع حزب التجمع اليمني للإصلاح أو الحزب الاشتراكي أو الناصري أو كلهم معاً أن ينزلوا إلى الشارع، ولو بألف شخص. حتى الآن هذه الأحزاب لم تستطع الخروج إلى الشارع بمسيرة ولو بألف شخص ؛ في حين أن شخصاً واحداً في الحراك السلمي الجنوبي يحشد 150 أو 200 ألف شخص باتصال هاتفي.


وأنا لست مع قول الأخ عبدالعزيز جباري من أن المعارضة تضغط على السلطة لأن المعارضة عاجزة عن الانتقال إلى الميدان لأنها تشتغل بعقلية بيروقراطية مكتبية وبعقلية المناشد والواعظ، لذلك فإن أكثر خلافاتي مع زملائي في المشترك هي حول هذه النقطة.


لماذا يستطيع الخبجي أو طارق الفضلي مثلاً أن يدعوا عشرين أو ثلاثين ألف شخص، وسبعة أحزاب بتاريخها السياسي يمتد إلى الخمسينات لا تستطيع أن تدعو ألف شخص. ثانياً أنا لست متحفظاً على إشراك أصدقاء دوليين أو إقليميين ليكونوا شهوداً علينا نحن اليمنيين، بدلاً من ان ينعقد مؤتمر لندن ويتخذ قرارات في غيابنا لنتفق نحن جميعاً بحضور شركاء يكونوا شهوداً علينا يعني أيهما أكثر ضرراً.


كما أريد أن أقول لزميلي عبد العزيز جباري، أن الفاعلين في البرلمان هم بعض أعضاء المشترك وعبدالعزيز جباري وعبده بشر وصخر الوجيه، إلى جانب بالطبع يحي الراعي، رئيس المجلس، وسلطان البركاني، رئيس كتلة الحزب الحاكم، لكن بطبيعة الحال في الاتجاه الآخر، بالتأكيد غياب كتلة الاشتراكي ترك أثراً كبيراً في نشاط المجلس.


"الخليج": لكن لماذا تتهمون بدعم تمرد الحوثيين؟


د. عيدروس النقيب: هذا السؤال يوجه لمن وجه هذا الاتهام، المعروف أن الحوثيين لهم في بعض الأحيان موقف عدائي من حزب الإصلاح وحتى من بقية أحزاب المشترك، ولهم موقف غير ودي مع الحزب الاشتراكي وبقية الأحزاب المحسوبة بأنها "علمانية"، مثل الناصريين والبعثيين وغيرها من الأحزاب.


أنا اعتقد أن هذه التهمة يراد منها دفع أحزاب المشترك إلى مهاجمة الحوثيين والدخول معهم في حرب هي ليست طرفاً فيها.


في ما يتعلق بأزمة صعدة أريد أن أؤكد على جذر الأزمة الأساس، وهو غياب دولة المواطنة بمؤسساتها، حسين الحوثي عندما خرج أو تمرد أو شتم الرئيس كما قيل كان يمكن استدعاؤه إلى القضاء والحكم عليه، لكنهم فضلوا مهاجمته عسكرياً، وكانت هذه الحبة الأولى من حبات السبحة التي انفرط عقدها.


ما تبقى من القضية هي تداعيات، واعتقد ان أزمة صعدة مرة أخرى هي تعبير عن غياب المواطنة والدولة وحضور العنف والعنف المتبادل، حتى الآن لم اسمع أحداً من الحوثيين ولم أقرأ في ملزمة لهم إن من حقهم أن يحكموا، وأنا ممن قابل عبدالملك الحوثي وقال لنا يومها أنا رئيسي علي عبدالله صالح ودستوري هو دستور الجمهورية اليمنية وعلمي هو علم اليمن، لكن ماذا يضمر في الباطن فهو أمر لست متأكداً منه، لكن فليضمر ما يضمر.


القول بالإثني عشرية أنا أريد ان اعرف ما هي الاثني عشرية؛ فيمكن ان اعتنقها، أنا اعتقد أنه ليس من حق أحد أن يحجر على أحد بماذا يعتنق؟، عندنا الزيدية والشافعية منذ زمن، وأتباعها متعايشون، وعندنا اقلية يهودية وعندنا هندوس، فليكونوا اثني عشرية اوكاظمية اوباقرية، المشكلة ليست مشكلة العقيدة.


في أزمة صعدة وأنا لست بصدد الدفاع عن أحد، أعتقد ان السلطة تعاملت معها بمنطق الحرب واليوم منطق الحرب يتداعي في كل مكان، اليوم السلطة تواجه الحراك الجنوبي السلمي بمنطق الحرب وستنشأ بعد زمن عدة "صعدات" في الجنوب بسبب هذه السياسات الهمجية التي تنتهجها السلطة مع منطق سلمي حضاري مدني يدعو إلى إحقاق حقوق وإزهاق أباطيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.