كشفت مصادر سياسية عن أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح يتدارس مع قائد المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي جملة من المخارج التي يمكن أن تمثل طوق النجاة لتحالفهما الانقلابي على الشرعية الدستورية, الذي وضعهم فيه الرئيس عبدربه منصور هادي بعد عملية هروبه إلى عدن والإفلات من قبضتهما في صنعاء, وكذا مناقشة تداعيات البيان الرئاسي الذي أعلنه من عدن وقلب الطاولة على رؤوسهم, وأعاد الأزمة السياسية إلى ما قبل أحداث سيطرتهم على صنعاء في 21سبتمبر 2014م. وتحدثت المصادر عن أن صالح أبلغ الحوثيين بأن هادي أصبح الآن في عدن أكثر قوة من أي وقت مضى ، وغدا يملك سلاح الشرعية كرئيس، وتأييد داخلي واسع معارض للإعلان الدستوري «سياسي وطائفي ومناطقي وشطري» ويستقوي بالجنوب المطالب بالانفصال. وقالت تلك المصادر إن «صالح و الحوثي يجريان سلسلة من المشاورات المكثفة والخيارات المتاحة والممكنة للخروج من هذه الورطة، وإن صالح اقترح على الحوثيين .. الاعداد للحرب على الجنوب وتطويق هادي داخليا وفرض واقع جديد على الأرض قبل أن يتمكن هادي من بسط نفوذه على الجنوب بواسطة اللجان الشعبية والحراك الجنوبي, ومنعه من إعادة بناء مؤسسات الدولة في الجنوب وقبل أن يستكمل عملية أعادة بناء قوات مسلحة مدعومة عسكريا من الخارج ومباغتته بحرب خاطفة على غرار ما فعل صالح مع البيض عام 94م، وإدخال الشمال في مواجهة عسكرية مع الجنوب وتغيير المعادلة السياسية شماليا لصالحهما». وأوضحت أن الحوثي قبل بتلك الخطة وأصدر توجيهاته بتسليم ما يسمى ب «ملف المحافظات الجنوبية» للقائد العسكري الميداني أبو علي الحاكم الذي قاد عملية اقتحام عمرانوصنعاء وهو ما يعني الإعداد للحرب على الجنوب، وفقا للمصادر. وكان القيادي الحوثي محمد العماد ذكر في صفحته على موقع «فيس بوك» أن عبدالملك بدر الدين الحوثي كلّف أبو علي عبدالله الحاكم باستلام أعمال المحافظات الجنوبية، دون أن يورد مزيدا من التفاصيل. وأفادت ذات المصادر بأن صالح والحوثي قد اتفقا على تشكيل «غرفة عمليات مشتركة» في معسكر «ريمة حميد» تتولى الأعداد للحرب, بعيدا عن ما يسمى بالمجلس العسكري الذي تم تشكيله برئاسة اللواء محمود الصبيحي. وتتضمن الخطة، بحسب المصادر، تفعيل دور الجماعات الإرهابية من تنظيم القاعدة ونقل عملياتها من المحافظات الشمالية إلى الجنوب والبدء بسلسلة من الاغتيالات والأعمال الإرهابية في الجنوب، وتنظيم حملة إعلامية من العداء والكراهية بين الشماليين والجنوبيين تهيئ الرأي العام الشمالي للالتفاف حولهما وتقبل واقع الحرب على الجنوب, وقد بدأت مباشرتها منذ يومين في معظم تناولات الوسائل الإعلامية التابعة للحوثي وصالح.