قال زعيم قبلي في محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، إن ترتيبات تجري حاليا في الجنوب لإنشاء نواة للجيش الجنوبي الذ تم تسريحه من الخدمة بعد حرب صيف 94 التي انتصر فيها نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفتحت المعسكرات في مدينة عتق عاصمة شبوة لتجنيد الشباب في المحافظة ممن تتراوح أعمارهم بين ال 18 وال 25 عاماً. وبدأت عملية تجنيد واسعة بدأت السبت الماضي في المحافظاتالجنوبية والشرقية لنحو 20 ألف شاب, بهدف حفظ الأمن ومنع تمدد جماعة الحوثي إلى الجنوب من جهة ومواجهة المخاطر المحتملة لتنظيم القاعدة من جهة أخرى. وتؤكد مصادر أن الرئيس هادي الذي لم يعد يثق كثيرا في معسكرات الجيش التي لازالت تتلقى أوامرها من صنعاء، في طريقه لتعزيز سلطته العسكرية في جنوباليمن من خلال بناء قوة عسكرية من أبناء الجنوب. وتقول المصادر إن الرئيس هادي بدأ فعليا في دعوة كوادر الجيش الجنوبي السابق الذي تم حله وتسريح معظم أفراده عقب دخول قوات الرئيس صالح إلى الجنوب في العام 1994 بعد إعلان نائب الرئيس علي سالم البيض انفصال الجنوب، حسبما أفادت صحيفة «العرب» اللندنية. وأكد الزعيم القبلي لصحيفة «السياسة» الكويتية، أن هناك توافدا كبيراً من قبل الشباب من مختلف مديريات شبوة للالتحاق بمراكز التجنيد التابعة لقيادة محور شبوة العسكري. ويسعى الرئيس هادي بدعم سعودي إلى استقطاب مناطق الوسط اليمني مثل مأرب والبيضاء والجوف وتعز التي ترفض بشدة المشروع الحوثي، عقب انضمام وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة اللواء محمود الصبيحي، إلى جانبه. وتحدثت مصادر مطلعة عن أن هادي، تلقى دعما سعوديا بقيمة 500 مليون دولار كدفعة أولى، من المساعدات المالية التي رصدتها السعودية لمساعدة هادي الذي بدأ يُسابق الزمن لإعادة ترتيب أوضاعه الأمنية والعسكرية تحسبا لوقوع نزاع في ظل حالة الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد. وتندرج تحركات هادي في سياق جهوده الرامية لخلق حالة توازن عسكري بعد أن فقد ثقته في القوات العسكرية في وقت تزايدت فيه التهديدات التي يطلقها الحوثيون وأنصار الرئيس اليمني السابق باقتحام عدن. وفي محافظة الضالع قال مسؤول حكومي إن عملية تجنيد مماثلة بدأت في مديريات الشعيب والحصين وجحاف والأزارق والضالع بإشراف المجالس المحلية في هذه المديريات, موضحاً أن حصة الضالع من المجندين ألف شخص, بالتزامن مع عملية تجنيد أخرى لصالح اللجان الشعبية الجنوبية الموالية لهادي بواقع 1500 مجند. وكشف المسؤول, الذي طلب عدم ذكر اسمه لذات الصحيفة عن أن المديريات التي كانت تابعة للشمال قبل الوحدة وضمت إداريا إلى محافظة الضالع بعد الوحدة العام 1990 وهي الحشاء وقعطبة ودمت وجبن استثنيت من التجنيد واعتبرت شمالية, مضيفاً: «إن كل من سيتم تسجيله للتجنيد سيرسل إلى عدن للالتحاق بمعسكرات للتدريب هناك سواء في صفوف الجيش والأمن أو في صفوف اللجان الشعبية». وكان الرئيس هادي قد دعا إلى تجنيد الآلاف من أبناء الجنوب بعد تمرد العديد من المعسكرات والألوية العسكرية في عدن والتي تتكون في معظمها من جنود من شمال اليمن ورفضها تنفيذ توجيهاته. وقبل يومين أقر اجتماع في عدن برئاسة محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور فتح باب التجنيد للشباب في مختلف مديريات المحافظة لعدد 1650 مجنداً وفقا لشروط الخدمة في الجيش والأمن, كما أقر الترتيبات الخاصة لاستقبال المتقدمين للتجنيد في اللجان المختصة في عموم مديريات المحافظة. وتزامن ذلك مع صول المئات من مسلحي قبيلة بني هلال بمحافظة شبوة إلى عدن لمساعدة اللجان الشعبية في تعزيز الأمن, بعد أنباء عن تمكن المئات من عناصر جماعة الحوثي من التسلل إلى عدن. وتأتي هذه الخطوات استكمالاً لما كان الرئيس هادي قد بدأه العام 2013 بتجنيد الآلاف من اللجان الشعبية الجنوبية من محافظتي أبينوشبوة لمساعدة الجيش في مواجهة تنظيم القاعدة. وتدفق مئات الجنوبيين إلى عدن أمس لليوم الثاني على التوالي للالتحاق بالجيش غداة توجيه الرئيس عبدربه منصور هادي بضم 4650 شاباً لدعم القوات المسلحة واللجان الشعبية في الدفاع عن المدينة من أي اجتياح محتمل بعد التهديدات الأخيرة التي أطلقتها جماعة الحوثيين التي تسيطر على صنعاء مدعومة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأفادت مصادر مقربة من القصر الرئاسي لصحيفة «الاتحاد» الإماراتية بأن أكثر من 800 من أبناء عدن تقدموا بطلبات للالتحاق بالجيش في إطار حملة التجنيد التي ستستمر حتى الخميس المقبل. وقالت: إن «هناك إقبال كبير من الشباب، ومطالب متصاعدة بتوسيع عملية التجنيد لتشمل بقية مدن الجنوب»، مضيفة: «إن عشرات الأشخاص أغلقوا مبنى السلطة المحلية في زنجبار عاصمة محافظة أبين المجاورة، للمطالبة بتجنيدهم في الجيش». يأتي ذلك في وقت تشهد فيه عدن توترا مستمرا بسبب رفض قائد قوات الأمن الخاصة المقال العميد عبدالحافظ السقاف، الامتثال لقرار إقالته الذي أصدره هادي مطلع الشهر الجاري، وتجاهله جهود الوساطة لإنهاء تمرده داخل المعسكر الواقع في منطقة العريش في مديرية «خور مكسر» شرق المدينة. وفيما أكدت اللجان الشعبية الموالية لهادي استعدادها لاقتحام المعسكر فور صدور توجيهات رئاسية بهذا الصدد، قال مدير مكتب الرئيس هادي محمد علي مارام إن السلطات المحلية في عدن على وشك الانتهاء من حل مشكلة قوات الأمن الخاصة وتسليم قيادتها إلى القائد الجديد خلال الفترة القليلة المقبلة. وتأتي خطوات الرئيس المتسارعة في الحشد العسكري والقبلي في ظل تحركات يقوم بها الرئيس السابق والحوثيون لتكرار تجربة اجتياح جنوباليمن في صيف العام 1994 والتهديدات المتكررة التي يطلقها صالح وقيادات حوثية. وأكدت مصادر مطلعة أن دفعة أولى من حشود قبلية هائلة دخلت مدينة عدن قادمة من قبيلة بني هلال بمحافظة شبوة بدعوة من الرئيس هادي.