قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء الدكتور عبدالباقي شمسان إن إلغاء الرئيس عبد ربه منصور هادي للقرارات الصادرة عن الحوثيين منذ 21 سبتمبر من العام الماضي مطلباً ملحاً، داعياً كافة القوى إلى عدم الحديث عن حوار وإشراكه سواء في اليمن أو الخارج قبل تعديل كل تلك القرارات. وأوضح شمسان، في حديث خاص ل «الخبر» أن استهداف الطيران والصحافة من خلال عمليات الإقالات والإقصاء والتعيينات الحوثية لمقربين في تلك المؤسسات راجع لكونها أسلحة فتاكة، مشيراً إلى أن الطيران يبقي فائض قوة في المعارك كما يوفر مقومات للجماعة بمختلف أسلحة الدولة. ولفت إلى أنه في حال تمت إضافة الطيران إلي مجموع السلاح الذي نهب منذ 21 سبتمبر فإننا أمام جماعة تمتلك عتاد شبة دولة مؤقتا، منوهاً بأن عملية السيطرة على وسائل الإعلام الرسمية يعني توفير وسائل تشكيل رأي عام من خلال التضليل والتعبئة دون تكاليف. وبيّن أن تلك المؤسسات ملك للشعب واستولت عليه جماعة مسلحة، معتبراً ذلك فسادا ونهبا للمال العام، مضيفاً: «لقد استهدفت مؤسسة من حيث اسمها ذات دلالة بالثورة ضد الحكم الأمامي تمام كما احتلوا القصر الجمهوري وليس دار الرئاسة». وأوضح بالقول: «حتى الهجوم والدخول إلى صنعاء انطلق من همدان المكان الذي خرج هاربا منه الإمام البدر»، مردفاً: «نحن أمام جماعة وشخصيات تعاني من أزمة أخلاقية ومن أبجدية العمل السياسي فالمسألة لا تمكن فقط بقرارات الجماعة الحوثية بل أيضا بأولئك الأشخاص المدنيين الذين كانوا يتغنوا بالحريات ودولة المؤسسات في المرحلة السابقة وبالعسكرية الذين نكثوا بالعهد والقسم العسكري». واستغرب شمسان من الشعارات المزيفة لمكافحة فساد أمام فساد وعن إصلاح مقابل تدمير دولة بكل مؤسساتها، مؤكداً أننا أمام جماعة ترتكب أفعال سلبية وتنطق بما يعاكسها تماما تضليل للرأي العام. وتابع: «إننا أمام جماعة تسيير وفق إستراتجية تأسيس دولة أو دويلة شيعية سلالية من خلال إحداث تغييرات واقعية تحقق ذلك ولهذا نلاحظ أن هناك فجوة بين الأقوال والأفعال يتحدون عن الثورة مقابل انقلاب وعن الشعب مقابل جماعة»، مضيفاً: «إنها الان تتحدث عن شراكة وفي نفس الوقت هي تؤسس لحكم مطلق سلالي فئوي». ونوه بأن الجماعة الحوثية تتعامل ببراغماتية عالية تنتقد قمع الحريات وتخطف الناشطين تتحدث عن المحافظة على المال العام واللجان تنهب المؤسسات وتنهب أسلحة الدولة باعتبارها غنيمة، موضحاً أن الخطة كانت محدد يوم 26 سبتمبر لدخول صنعاء تحت مسمي الثورة.