نفهم لو أن العميد عبد الحافظ السقاف، رفض تنفيذ قرار الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، القاضي بإقالته من منصبه كقائد لمعسكر القوات الخاصة في عدن(الأمن المركزي سابقا)، بحجة الخوف على حياته، أو أن يغتال على أيدي ميليشيات الحوثيين ، حينما يذهب لاستلام منصبه الجديد في صنعاء، وكيل مصلحة الأحوال المدنية بمنطقة عصر غرب العاصمة صنعاء. وأن يطالب بمنصب آخر، لكن ما لا نفهمه أبدا هو إصراره على التمرد على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وعدم الانصياع لتنفيذ قرار إقالته، وتسليم قيادة معسكر القوات الخاصة 20 بمديرية صيرة بكريتر بعدن، للقائد الجديد العقيد ثابت جواس؟ فقد ذكرت العديد من المصادر عصر الأربعاء الماضي، ان العميد السقاف كان قد وافق، أثناء مفاوضاته مع لجنة وساطة مكونة من وكيل جهاز الأمن السياسي في عدن شقيق الرئيس هادي اللواء ناصر منصور هادي، ومحافظ عدن عبد العزيز بن حبتور، نائب وزير الداخلية علي ناصر لخشع، قد وافق اي العميد السقاف، على تعيين العقيد عدلان الحدس، قائد فرع قوات الأمن الخاصة في محافظة شبوة، خلفا له في قيادة هذه القوات في عدن ، الا أنه تراجع عن ذلك ، بعدما جاءته توجيهات من صنعاء من قبل الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، في خطوة إنتحارية وغير محسوبة العواقب. السيد السقاف يريد أن يبرز عضلاته في معسكر القوات الخاصة (الأمن المركزي سابقا) الذي كان تحت قيادة نجل شقيق صالح العميد يحيى محمد عبد الله صالح ، ويريد أن يكون أحمر آخر، أو محمد صالح الأحمر في عدن، في عهد الميليشيا الحوثية، التي أساءت للدولة اليمنية، وأهانت مكانة الجندي اليمني، ولا نبالغ إذا ما قلنا أسقطت هيبة النظام اليمني بكل المقاييس. ولذلك نصيحتنا للعميد السقاف أن يراجع نفسه جيداً، وأن يكون وطنياً ولو لمرة واحدة في تاريخه العسكري، قبل فوات الأوان، فالجنود ينشقون عن قيادته الواحد تلو الآخر، ووصلوا إلى 400 جندي منشق حسب بعض المصادر المقربة من المعسكر ذاته، والأسلم له ولشرفه العسكري تسليم مقر القيادة، وأن يذهب معززا مكرما إلى بيته، وإن كان خائفا على حياته التي رهنها بأيدي الحوثيين كما يدعي، رغم لا مجال للخوف في ميادين البطولة والفداء العسكرية والوطنية، لا أن يبقى خادماً مطيعاً لدى السيد عبد الملك الحوثي، وأن لا يصدق إيعازات علي صالح ولا تغره ملايينه الفاسدة وبريق المال الزائف، فالمال يذهب ويبقى الذنب والله شديد الحساب. وعليه أن يعي أن من سبقوه من القادة العسكريين المتمردين على قرارات الرئيس هادي الشرعية، قد ذهبوا إلى مزبلة التاريخ، فالمرحلة التي يمر بها اليمن اليوم صعبة للغاية، وعلى شفاء حرب أهلية لن تسلم كل مدن اليمن من نيرانها الطائفية، التي قرع الحوثيون ويقرعون طبولها وزعيمهم السيد عبد الملك الحوثي ، والرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي بات مثل حصان طروادة لغزاة جدد داخل اليمن، كما وصفه الزميل والاعلامي محمد كريشان في مقال له في «القدس العربي». وظهر جلياً ذلك بتصريحاته، حينما هاجم الرئيس هادي، وسخر من الهاربين إلى عدن والمهرولين كما وصفهم ( الرئيس عبد ربه منصور هادي ووزير دفاعه اللواء محمود الصبيحي. نتمنى على كل قائد عسكري يمني أن يتقي الله في شعبه، ووطنه قبل فوات الأوان.. فاليمن بلدنا يكاد يضيع من بين أيدينا، ويحترق بنيران الحرب الأهلية الطائفية، فلا نريد لصنعاء أن تكون موصل أخرى، ولا عدنبنغازي ليبية أخرى فوالله إن حدث ذلك سوف نعض أصابعنا وتبكي ندماً، مثلما فعل العراقيين بعد إحتلال بلدهم ودخوله في حرب أهلية طائفية منذ اكثر من 11 عاما وحتى الآن ، والليبيون من بعدهم.