ضيق الحوثيون الخناق بشكل كبير على مدينة عدن، اليوم الأربعاء، إذ سيطروا على قاعدة «العند» الجوية الإستراتيجية في شمال المدينة ويستمرون بالتقدم نحوها، فيما تم نقل الرئيس المعترف به دوليا إلى مكان آمن قبيل استهداف القصر الرئاسي بغارة جوية بحسب مصادر أمنية. وأكد مصدر قريب من الرئيس عبدربه منصور هادي أن الأخير انتقل إلى مكان آمن في عدن ولم يغادر البلاد، بعد انتشار معلومات عن مغادرته اليمن. وتشهد مدينة عدن حالة من الاستنفار والتوتر مع اقتراب الحوثيين من المدينة، وتؤكد مصادر محلية عدم اقتحام المدينة حتى الآن، بينما تعالت الأصوات الداعية للتصدي للتقدم الحوثي بعد سيطرتهم على مركز محافظة لحج وقاعدة العند الإستراتيجية. وفي وقت لاحق، نفذت طائرة حربية غارة على مجمع القصر الرئاسي حيث أطلقت ثلاثة صواريخ باتجاهه. والقصر الرئاسي في عدن، التي أعلنها هادي عاصمة مؤقتة للبلاد بعد انتقاله إليها من صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، تعرض يوم الخميس الماضي لغارة أيضا. وفي السياق نقلت وكالة «رويترز» عن سكان محليين قولهم: إن «أصوات إطلاق نار وانفجارات سمعت في قاعدة للجيش اليمني في وسط عدن وإن قوات الحوثيين على بعد نحو 20 كيلومترا من مدخل المدينة الشمالي». وقال شاهد عيان من الأهالي إن الجنود المتمركزين عند ثكنات جبل الحديد في المدينة أطلقوا النيران في الهواء لمنع الأهالي من التسلل وتسليح أنفسهم وهو ما يشير إلى أن قبضة الرئيس عبد ربه منصور هادي على المدينة تتراخى. وذكر سكان قرية دار سعد أن المقاتلين الحوثيين ووحدات الجيش المتحالفة معهم تقدموا إلى القرية التي تبعد مسافة نصف ساعة بالسيارة عن وسط المدينة. إلى ذلك طالب وزير الخارجية الموالي لهادي رياض ياسين بتدخل عسكري عربي عاجل لمنع الحوثيين من السيطرة على عدن. وقال الوزير اليمني للصحافيين في منتجع شرم الشيخ حيث تعقد القمة السبت على البحر الأحمر «سنطلب من القمة القادمة أن يكون هناك تدخل عاجل». وعندما سئل إن كان التدخل عسكريا أجاب: «تدخل عسكري»، ويقول مسؤولون أمريكيون إن السعودية تحرك معدات عسكرية ثقيلة تضم مدفعية إلى مناطق قريبة من الحدود مع اليمن مما يزيد مخاطر انجرار المملكة إلى الصراع المتفاقم هناك. وردا على سؤال عما إذا كانت السعودية تعتزم التدخل في اليمن أجابت مصادر سعودية مطلعة : «نحن نحمي حدودنا وحسب». ويأتي هذا الحشد بعد اقتراب مقاتلي الحوثيين الذين تدعمهم إيران من عدن قاعدة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من السعودية.