مخطئ من يتصور ان عاصفة الحزم فقط لانقاذ اليمن من براثن وحش التوسع الايراني, ومخطىء أكثر من يراهن على اعتبارها ردة فعل تنتهي بانتهاء تأثيرات الفعل, فهي رغم اسمها الرسمي إلا أنها إعصار لاقتلاع المخطط الفارسي من جذوره, وبخاصة في الخليج العربي. فاذا كانت طهران اعتبرت توسعها في المنطقة سيكون جائزتها على توقيعها اتفاقا مع دول الخمس زائد واحد بالنسبة لبرنامجها النووي, فهي مخطئة, لأن مكيال البرنامج النووي ينحصر في وزن سلوكها في هذا الملف فقط, أما التوسع فله مكياله الذي تحدده شعوب الاقليم ودوله. لذلك كان عليها منذ 36 عاما إدراك ان أحلامها لا يمكن ان تتحقق في دولنا, واذا كانت وسائل التصدي لايقاظها من تلك الاحلام اختلفت من مرحلة الى أخرى, فإن عاصفة الحزم اليوم أتت لتزيلها من تلك المخيلة المريضة, ولهذا تقول كل شعوب الاقليم شكرا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على قراره في بدء اقتلاع الورم الحوثي من اليمن, والشكر موصول الى كل القادة والدول المشاركة فيه, والى الذين سارعوا للالتحاق بالتحالف العربي – الاسلامي هذا. لا نبالغ اذا قلنا لو ان العمليات العسكرية الجوية للتحالف تأخرت يومين عن الموعد الذي انطلقت فيه, لكانت ايران وقعت اتفاقها مع الدول الست, واعتبرت ذلك بمثابة ضوء أخضر لتنفيذ مخططها التوسعي, بدءا من اليمن حيث تخضع شعبه لعصابتها المأجورة, وربما تعين حاكما عسكريا ايرانيا عليه, وتبدأ أيضا بتحريك خلاياها في البحرين لتنتقل بعدها الى المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية, وفي موازاة ذلك تعمل آلتها الاعلامية على تصوير الاتفاق مع أميركا من جهة, وتحريك خلاياها تلك من جهة أخرى بمثابة سلسلة من الانتصارات الالهية, على غرار ما زعم ربيبها اللبناني حسن نصرالله الذي صور هزيمته أمام اسرائيل انتصارا إلهيا. لكن الفارق اليوم ان المخطط الايراني يفتح أبواب المنطقة على رياح سموم الصراع الطائفي الذي زرعت طهران بذوره طوال العقود الثلاثة الماضية بزعم "تصدير الثورة الاسلامية". نقول شكرا لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز, لأنه وضع حدا لقلق طال لعقود عدة, كانت فيه المنطقة رهينة لعب ايران, مرة على عامل الوقت, ومرات على تطمينات ديبلوماسية سرعان ما تمحوها تصريحات قادتها, أو أفاعيل ميليشياتها, وطورا على استغلالها لخيار حسن الجوار والجنوح الى السلم الذي تسعى اليه دول المنطقة, والذي كانت تعتقده ضعفا. أما اليوم ومع هذا الاعصار, فربما أيقنت ايران أنها ليست أكثر من مشاغب استحق التأديب, وهو لا شك لن يكون عابرا. لقد قال قادة دول تحالف الخير والاستقرار لليمن والمنطقة كلمتهم التاريخية في مواجهة كهف الشر, والتآمر الذي تعشش فيه خفافيش التطرف والانغلاق والعدوان والتفرقة, وقلبوا الموازين, ووضعوا الدول الكبرى أمام مسؤولياتها تجاه المخطط الايراني الخبيث, فهرعت داعمة ومؤيدة. مرة أخرى, شكرا لقادة تحالف العز والكرامة لإنقاذهم المنطقة وأهلها, ولا شك أنهم المنتصرون.