يعتزم مجلس المقاومة في عدن، تأسيس وحدة استخبارات حربية حديثة تعمل على جمع المعلومات الميدانية، والمتمثلة في معرفة التحركات العسكرية لميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، ورصد الخلايا النائمة في عدد من المديريات، إضافة إلى معرفة المصادر والجهات التي تمول الميليشيات الحوثية ميدانيا. وشرع مجلس المقاومة في وضع النواة الأولى لوحدة الاستخبارات المزمع الاستفادة منها بشكل كامل في المرحلة المقبلة، من خلال عدد من الضباط العسكريين المنتسبين لمجلس المقاومة، إضافة إلى كوادر مدنية يجري تدريبها على آلية التعامل في هذه الوحدة الحديثة، فيما يتوقع أن تدار الوحدة من القيادات العسكرية الموالية للشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي. ويرى مراقبون عسكريون، أن تلعب الوحدة الاستخباراتية الجديدة دورا مهما في حرب الشوارع، في نقل الصورة بشكل كامل ومحدد عن الوضع للجبهات القتالية، خاصة أن المرحلة القادمة تحتاج لمثل هذه التنظيمات التي تساعد المقاومة الشعبية، على دراسة الأوضاع قبل اتخاذ أي قرار سواء كان حربيا، أو سياسيا، ورسم الصورة العامة للمدينة في ظل الانفلات الأمني. ورغم الظروف التي تمر بها العاصمة المؤقتة «عدن» فإن المختصين، لا يرون أي تعارض في تشكيل الوحدة مع الاضطرابات التي تعيشها المدينة، إذ يعتمد في هذه المرحلة على إيجاد الكوادر المؤهلة والقيادية من داخل المقاومة والممثلة في تواجد الضباط العسكريين الذين خاضوا الكثير من التجارب الحربية والاستخباراتية، والذين يمتلكون الأدوات اللازمة في تأسيس أرشيف معلوماتي للمرحلة، إضافة إلى أن لديهم القدرة على التخطيط والعمل العسكري في داخل الميليشيات الحوثية، والذي ينعكس في تدعيم خط الدفاع وتقوية الهجوم في حالات المواجهة المباشرة مع الحوثيين. وقال علي الأحمدي المتحدث باسم مجلس المقاومة في عدن، بأن المجلس يضم في أعضائه عددا من العسكريين الذين لهم تجربة كبيرة، والذين يقومون بالدور الاستخباراتي في الوقت الراهن من خلال رصد المعلومات في كل الجبهات، وتقييم الوضع الميداني، من خلال وحدة مصغرة، نعمل على تطويرها وتوسيعها في الفترة المقبلة وضم كافة الكوادر القادرة على أداء هذه المهام التي ستسهم وبشكل كبير في دعم المقاومة من توافر المعلومات الأولية واللازمة، لافتا أن المقاومة الشعبية حديثة التكوين ولا يتجاوز عمرها 40 يوما، ويوما عن يوم تزداد خبراتها وهي تعمل على كافة الوحدات والقطاعات التي تساعدها في التقدم على أرض الواقع. وأضاف الأحمدي، أن دور وحدة الاستخبارات مهم في توفير المعلومات الصحيحة التي تبني المقاومة عليها خطواتها المستقبلية في مواجهة الحوثيين، ومن هذا المنطلق بدأ دور الوحدة مبكرا لدى المقاومة من خلال العسكريين الذين بذلوا جهدا كبيرا في هذا السياق، فيما يعول على الدور القادم لهذه الوحدة في دفع المقاومة وأفرادها نحو الانتصار. وبالعودة للدور الذي ستلعبه وحدة الاستخبارات الحربية، قال الدكتور أنور عشقي الخبير الاستراتيجي، بأن دور الاستخبارات مهم في جمع المعلومات عن العدو من خلال عناصر ميدانية داخل أرض العدو وعلى حدود هذه الأرض، كما أنها تمثل عين القائد العسكري الذي يعتمد عليها في التحرك أثناء المواجهة، مع أهمية جمع المعلومات التي من شأنها تطوير قدرات المقاومة على الصعيد العسكري وتحديدًا فيما يتعلق بتطوير الأسلحة. وأضاف عشقي، أنها متى ما توفرت معلومات عن الأسلحة، وعدد العدو، والحالة النفسية، فإنه بذلك يكون مكشوفا عسكريا ويمكن الإيقاع به إذا توفرت المعطيات التي تساعد الطرف الآخر أثناء المواجهة، لافتا أن المقومات الأولية التي يجب توافرها في مثل هذه الوحدة هي الكوادر والأفراد القادرون على جمع المعلومات بدقة ودون الكشف عن هوياتهم.