بدأت المملكة العربية السعودية تفقد ثقتها بقدرة الرئيس عبدربه منصور هادي على مواجهة انقلاب خصومه الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عليه، في الوقت الذي تشهد العلاقة بين الرئيس هادي ونائبه خالد بحاح المقيمان في الرياض، والذي يشغل الأخير أيضا رئيس الحكومة توترا غير مسبوقا بسبب عدد من الملفات السياسية. مصدر مسؤول في الرئاسة من الرياض، أكد الاثنين، أن "الرياض أدركت مؤخرا، أن هادي، لم يعد بمقدوره التعاطي مع حجم المرحلة التي تمر بها اليمن، بعدما ظهرت ملامح غضب القوى السياسية التي ترافقه في مقر إقامته في العاصمة الرياض، من مواقف الرجل الجامدة حيال مجريات الأحداث في البلاد". وقال المصدر الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه أن "الرئيس هادي، أصبح ضيفا ثقيلا في السعودية، التي تبين لها توجهاته في إدارة الأزمة اليمنية على طريقة سلفه السابق علي عبدالله صالح، وباتت تتعامل بحذر مع الرجل". وأوضح المصدر في الرئاسة اليمنية أن الرئيس طلب من المملكة التي تقود التحالف العربي ضد الحوثيين والقوات المتحالفة معها، عن طريق مدير مكتبه السابق، أحمد عوض بن مبارك "توفير الدعم الحربي للمقاومة في مدن جنوباليمن (حيث مسقط رأسه)"، بينما أبلغ الجانب السعودي أن المقاومة التي تشكلت في كلا من "تعز ومأرب والجوف" وتخوض قتال ضار أنها مقاومة تابعة للجنرال علي محسن الأحمر وحزب التجمع اليمني للإصلاح، وهذا أثار غضب السلطات في الرياض". وبين المصدر المسؤول أن علاقة الرئيس هادي بنائبه خالد بحاح تشهد ما أسماها "حربا باردة"، وصلت في إحدى المرات إلى نشوب مشادات كلامية بين الرجلين، بسبب رفض هادي لأسماء اقترحها بحاح للوفد الذي سيمثل الحكومة الشرعية في مشاورات جنيف". وأشار المصدر إلى أن هادي يشعر بالقلق من التحركات التي يجريها خالد بحاح الذي يشغل منصب رئيس الحكومة، والتي كانت محل ارتياح من جانب الرياض" بحسب ما نقله موقع "عربي21″. ولمح المتحدث ذاته، أن "توجهات المملكة ستشهد تغييرات جادة، عقب اختتام مشاورات جنيف التي بدأت يوم الاثنين، والتي من شأنها شخصيات وقوى سياسية وعسكرية يمنية لها ثقلها من إدارة الملف السياسي في البلاد، بما يخدم أهداف العمليات التي تشنها دول التحالف التي تقوده ضد الحوثيين والقوات المحسوبة على المخلوع علي عبدالله صالح".