في ظل ما تشهده مدينة تعز وسط اليمن من صراع واقتتال بين جماعة الحوثي الانقلابية والمقاومة الشعبية المسنودة بالجيش الموالي لرئيس عبد ربه منصور هادي.. أصبحت اوضاع المواطنين في خطر مع تردي الحالة الأمنية. من يعيش في مدينة تعز يشاهد وبشكل ملحوظ ما يعنيه المواطنون للحصول على أبسط مقومات الحياة الأساسية "الكهرباء، الماء، الوقود ، الغاز ، والمواد الغذائية والطبية بشكل عام، كما استنفذت بعض المستشفيات وسط حصار خانق لجماعة الحوثي جميع المواد الطبية. وتشهد مدينة تعز سقوط جرحى وقتلى بشكل يومي ومتواصل جراء اعتداءات مليشيات الحوثي المسلحة المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح ويشكو المواطنين من نفاذ المواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية مع تواصل القصف العشوائي واستهداف المواطنين من قبل المليشيات . ويعيش سكان في أحياء مدينة تعز حالة من الخوف الهلع منذ سبعة أشهر مع استمرار القصف العشوائي المتواصل ونفاذ المواد الغذائية من المنازل وأصبحت الشوارع في بعض الأحياء جميع محلاتها التجارية مغلقة يصعب على المواطن ان يجلب أي مواد غذائية ليسد رمق جوع أطفاله وأسرته خوفا من قناصات المليشيات وقذائفهم الطائشة . وتعيش مدينة تعز منذ مدة ليست بالقصيرة أزمة خانقة جراء انعدام الوقود ، إذ تشهد جميع محطات الوقود في المدينة إغلاقاً تاماً نتيجة انعدام المشتقات النفطية ونتيجة لتردي الأوضاع الأمنية بالمنطقة الواقعة بها، فقد يضطر المواطن في بعض الأحيان لقطع مسافات طويلة إلى السوق السوداء وأمام هذا النقص الحاد أغلقت معظم الأفران والمخابز بالمدينة أبوابها أمام المواطنين بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي المستمر على جميع الأحياء والمناطق منذ سبعة اشهر . ومع اشتداد القصف العشوائي التي ترتكبها جماعة الحوثي المسلحة المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح تشهد مدينة تعز تردي في الأوضاع الصحية، فقد يعاني المواطن في بعض الأحيان من صعوبة الحصول على الدواء من الصيدليات نتيجة لإغلاقها بسبب الظروف الأمنية ، بالإضافة إلى إغلاق عدد من المستشفيات العامة والخاصة .. كما يعاني القطاع الصحي في المدينة من نقص حاد في الأدوية خصوصاً أدوية مرضى غسيل الكلى التي حذر "مركز خدمات الكلى بمستشفى الثورة العام ونفاذ اسطوانات الاكسجين الذي بسببه توفي عدد من الجرحى والمرضى بمستشفى الروضة وفي أكثر من مناسبة من نفاد الكميات وتوجيه مناشدات للجهات ذات الاختصاص لتوفير ما يمكن للمرضى وهو ما لا يتم الاستجابة له من تلك الجهات. كما أن انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود يؤثر وبشكل مباشر على المرضى داخل مختلف المستشفيات، وهو ما عبر عنه عدد من ذوي وأهالي المرضى بالمدينة . علاوة على كل ما تقدم تطفو على السطح ظاهرة أخرى ترهق كاهل المواطن ألا وهي "انقطاع المياه " فبحسب رواية عدد من سكان المدينة من مختلف المناطق والأحياء، يعاني أهالي تعز من أزمة انقطاع المياه التي تعد عنصر ضروري ومهم في هذه الحياة الأمر الذي يزيد من معاناة المواطنين اليومية . وما يزيد من معاناة المواطنين اليومية أزمة انعدام " الغاز " ، حيث بدأت رحلة البحث عن اسطوانة تستغرق ربما أيام واسابيع والانتظار في طوابير طويلة جداً في مناطق تقع خارج المدينة ، كما تشهد المدينة موجة غلاء في الأسعار على مختلف البضائع نتيجة النقص الحاد في مخزون المواد الغذائية وإغلاق " بعض الأسواق" نتيجة وقوعه بمنطقة الاشتباكات المسلحة، بالإضافة إلى المعاناة التي يعيشها أهالي المدينة من نقص السيولة وإغلاق المصارف والتي إن فتُحت فقد تختار الذهاب إلى المنزل والراحة عوضاً عن الانتظار لساعات طويلة في الطوابير دون أي فائدة .. وناشد جميع الأهالي في مدينة تعز جميع الدول المتحالفة في التدخل السريع بتقديم لهم المساعدات الغذائية والطبية مع ضرورة فك الحصار عن المدينة من قبل مليشيات علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي العميل الأساسي لدولة إيران الشيعية . ويبقى السؤال المطروح من المواطن البسيط ، متى تضع الحرب أوزارها؟ وتعود الحياة لمدينة تعز التي لم تعاني من هكذا نوع من الأزمات حتى في ظل اندلاع ثورة الحادي عشر من فبراير والتي كانت "تعز " شرارتها .