قال الكاتب والإعلامي السعودي، جمال خاشقجي: إنه لابد أن تقف مصر إلى جانب الدولة الأهم في المنطقة الآن وهي السعودية، والتي تتحمل مسؤولياتها تجاه المنطقة خاصة في سورياواليمن، مطالباً مصر بأن تكون شريكة حقيقية للمملكة، مشيراً إلى أنه رغم كل التصريحات بالتطابق في وجهات النظر بين البلدين حول القضايا والملفات الساخنة في المنطقة، إلا أنها ليست كذلك. وأوضح "خاشقجي"، في ندوة تناقش الحالة المصرية والمشهد الإقليمي على هامش معرض الكتاب العربي الأول بإسطنبول، مساء أمس السبت، أن المملكة تحتاج إلى أصدقائها لتقوم بدورها تجاه المنطقة، ووقف حالة الانهيار في كل من سورياواليمن والعراق، لافتًا إلى مشاركة مصر "الجيدة" في اليمن– وإن كانت ليست بالحجم الذي تقبله المملكة، ولكنها ليست كذلك في سوريا رغم كل التصريحات الرسمية، متعجبًا ومتسائلًا: لماذا لا تستمع مصر للسعودية وتدرك المسؤولية الحقيقية الواقعة على عاتق المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، فهي لا تستطيع محاربة الروس بدون شركاء من الدول العربية مثل "مصر". وأشار إلى أن الموقف المصري تجاه النظام السوري وقبوله ببقاء بشار الأسد ونظامه، يعني القبول بوجود إيران في سوريا، متسائلًا: هل هذا في مصلحة الأمن القومي العربي والمصري؟ السعودية لن تستمر في دعم الخزينة المصرية وأكد "خاشقجي" أن السعودية لن تستمر في دعم الخزينة المصرية في ظل عدم وجود إصلاحات اقتصادية، فهذا مكلف جدًا، مطالبًا بتسليط الضوء على الحالة الاقتصادية المصرية بمزيد من المكاشفة والمصارحة والتضامن لحل الأزمة، فالنظام المصري الحالي لم يؤسس لإصلاح اقتصادي حقيقي في مصر، ولذا فإن الفشل يلاحقه، مشيرًا إلى أنه يؤمن بأن النظام المصري الحالي إذا نجح في الاقتصاد فإن العالم سيغفر له كل ما حدث. لافتًا أن هذا لا يعد تدخلًا في الشأن المصري، ولكن في حالة الأزمات لا بد من تدخل الشقيق الأكبر. دعم الثوار في سوريا وحول الأزمة السورية قال "خاشقجي" إن كل الدول العربية الداعمة للثورة السورية لم تغير موقفها، لكن الحل الحاسم سيتأخر بسبب دخول الروس على خط الأزمة، وبالتالي المزيد من التكلفة التي يدفعها الشعب السوري، سواء من القتل أو المزيد من اللاجئين. وعن إمكانية التدخل العسكري القريب في سوريا بتحالف مكون من السعودية وتركيا وقطر، أكد "خاشقجي" أنه إذا كان التدخل العسكري صعب قبل شهرين، فاليوم أصعب بكثير بعد تدخل الروس. ولكن في الوقت نفسه الظروف مواتية وتتحسن من حيث شعور السعودية بثقة أكبر في دورها الذي تقوم به، وكذلك فوز العدالة والتنمية في تركيا، فالظروف مواتية بدور أكبر في سوريا، ولكن لن يكون التدخل بمعنى "عاصفة الحزم"، ولكن بدعم الثوار في سوريا ورفض الوجود الإيراني.