شهدت باريس مساء الجمعة سلسة حوادث أمنية تضمنت عمليات إطلاق نار عدة وتفجيرات، ما أسفر في حصيلة أولية عن سقوط 60 قتيلا على الأقل وعدد من الجرحى، كما أفادت مصادر في الشرطة الفرنسية التي أشارت إلى أنه انفجارات دوت في محيط "استاد فرنسا الدولي" في شمال العاصمة الفرنسية. وأوضحت المصادر أن الحصيلة لا تزال غير واضحة المعالم. وذكرت أنباء أن الرئيس الفرنس فرانسوا هولاند أعلن حالة الطوارئ في فرنسا، وإغلاق حدودها، كما أنه استدعى الجيش لمواجهة الوضع في باريس. وفي أول تصريح له عقب الحوادث المتزامنة، دعا إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية في بلاده، ودعا إلى عقد اجتماع طارئ للحكومة الفرنسية ليلا بشأن الهجمات. واعتبر هولاند أن "فرنسا يجب أن تكون قوية وكبيرة وتواجه الوضع بحزم". في الأثناء أيضا، ذكرت وسائل إعلام فرنسية عملية إطلاق نار جديدة عند أحد مراكز التسوق في باريس. ووفقا للتقارير، فإن باريس تعرضت إلى ست هجمات متزامنة، من بينها هجوم وقع في ملعب سان دوني، وآخر في قاعة للعرض في منطقة باتاكلان، واستهدف أيضا مطعم شرق العاصمة. وفرضت الشرطة طوقا أمنيا في محيط الأماكن التي شهدت هذه الحوادث، وأرسلت إليها فرق إسعاف. ووفقا للتقارير، فتح مسلح النار داخل مطعم كومبوج وسط باريس. وذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية مقتل عدد من الأشخاص. وتحدثت عن إطلاق نار آخر في مركز فنون "باتاكلان"، ولم تصدر أي تأكيدات رسمية من الشرطة. ووفقا لوكالة "الأسوشييتدبرس" نقلا عن مسؤولين في الشرطة، فإنه تم احتجاز نحو 100 رهينة في الملهى الليلي في قاعة "كاتالان"، فيما أكدت الشرطة الفرنسية أن عملية احتجاز الرهائن "لا تزال مستمرة". وأكد شهود عيان هربوا من موقع هجوم قاعة كاتالان، أن المكان تحول إلى بحيرة من الدماء، وأشاروا إلى أن مهاجمين دخلوا المكان وفتحوا أسلحة أوتوماتيكية رشاشة باتجاه الحشود، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير. يشار إلى أن قاعة كاتالان قريبة جدا من مكاتب مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، التي تعرضت إلى هجوم سابقا، أدى إلى مصرع وإصابة عدد كبير. وقال شاهد عيان يدعى لويس، وفق راديو (فرانس إنفو) إن المهاجم الذي أطلق النار في صالة "باتاكلان" كان يصرخ: "الله أكبر.. الله أكبر". وفي حادث متزامن، وقع انفجار آخر في حانة قرب ملعب "استاد فرنسا"، الذي كان يحتضن مباراة فرنسا أمام ألمانيا. وقالت التقارير إن الرئيس فرانسوا هولاند كان يشاهد المباراة، وتم إخراجه من الملعب ووزير داخليته، في غضون ذلك منعت الشرطة الفرنسية الجماهير الذين يقدر عددهم بدهم بنحو 80 ألفا من الخروج من استاد فرنسا "لدواع أمنية". ووصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى مقر وزارة الداخلية في باريس "لإجراء تقييم للوضع"، إثر الهجمات المتعددة التي وقعت في العاصمة الفرنسية من إطلاق نار وانفجارات واحتجاز رهائن، كما أفادت مصادر قريبة من الرئاسة. وقالت المصادر إن هولاند غادر "استاد فرنسا الدولي"، حيث كان يتابع مباراة في كرة القدم بين منتخبي فرنساوألمانيا، وهو "موجود الآن في وزارة الداخلية، لإجراء تقييم للأوضاع مع كل الأجهزة المعنية". من جهته، طلب مجلس بلدية باريس من سكان المدينة أن يلزموا بيوتهم بعد الهجمات. وذكرت أنباء أن اثنين من الهجمات وقعا في شارع رئيسي شهد احتجاجا ضد الإرهاب العام الماضي، شارك فيه أكثر من مليون فرنسي. من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون: "صدمت جراء ما حدث في باريس الليلة، صلواتنا للشعب الفرنسي، سنفعل كل ما بوسعنا للمساعدة". يشار إلى أن الملاهي الليلية والمطاعم في أوروبا عادة ما تكتظ بالمرتادين ليل الجمعة والسبت، في عطلة نهاية الأسبوع التقليدية لدى الأوروبيين. الجدير بالذكر أن هذه الحوادث تأتي أيضا بعد ساعات من الاستنفار الأمني في بريطانيا، حيث أعلنت أجهزة الأمن البريطانية قبل ساعات حالة الاستنفار تحسبا من عمليات انتقامية عقب أنباء عن مقتل "الجهادي جون" صباح الجمعة، في غارة أمريكية. وهو مواطن بريطاني اسمه محمد إموازي. في الأثناء، نقلت شبكة "سي.إن.بي.سي"، الجمعة، عن مسؤولي وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الذين يتابعون الهجمات في باريس، إنه لا يوجد تهديد معروف موثوق به ضد الولاياتالمتحدة. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما معلقا على الهجمات، إن الحكومة الأمريكية تتعهد بدعم فرنسا بعد سلسلة الهجمات التي وقعت في باريس، ولكنه أضاف أنه لا يعرف بعد تفاصيل ما حدث، وإن الوضع مازال يتطور. وقال أوباما للصحفيين في البيت الأبيض: "مرة أخرى نشهد محاولة شائنة لإرهاب المدنيين الأبرياء.. نقف مستعدين وجاهزين لتقديم أي مساعدة تحتاجها الحكومة والشعب في فرنسا".