نشر مركز الشرق الأوسط الدولي للإعلامي – عبر موقعه الإليكتروني باللغة الإنجليزية – حوار مع بنيامين إيشيت، أحد المحاربين الإسرائيليين القدامى، وأحد أعضاء لواء البلماح للجيش الإسرائيلي، الذي ارتكب العديد من الجرائم والمجازر وأعمال التطهير العرقي ضد الفلسطينيين قبل إنشاء دولة إسرائيل على أرضهم. وقد أدلى إيشيت بهذه الشهادة – حول المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في اللد، شمال البلاد – أمام منظمة زوخروت التي تحتفظ بوثائق نكبة عام 1948م. قال إيشيت إنه بعد أن ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة ضد الفلسطينيين في مسجد دهمش باللد، ارتكبت مجزرة أخرى، لم يذكر عنها شيئ، حيث أطلق الجنود النار على الفلسطينيين الذين أجبروا على حفر مقبرة جماعية لدفن شهداء المسجد ودفنوا في نفس الحفرة مع بقية الضحايا. وكشف الجندي إيشيت عن ارتكاب القوات الإسرائيلية أعمال نهب وسرقة لبيوت الفلسطينيين في اللد قبل ارتكاب هذه المجازر، حيث إجبروا الباقي على الفرار، فيما اغتنوا بين عشية وضحاها بسبب النهب والسرقة لممتلكات الفلسطينيين. كانت شهادته كجزء من المعرض الذي نظمته منظمة زوخروت الإسرائيلية بالتعاون مع الكاتب والأكاديمي الإسرائيلي إيلان بابيه. ويضم المعرض شهادات جمعت من خلال مقابلات أجريت مع بعض الجنود الإسرائيليين الذين شهدوا أعمال التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، بالإضافة إلى أعمال الفنية وصور توثق النكبة الفلسطينية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية عام 1948. وأخذ إيشيت يروي حكايات حول بعض الأحداث التي شاهدها خلال مجازر 1948: المحاور: لنتحدث الآن عن عملية داني. إيشيت: اسمح لي ان اقول لك شيئا… قبل تنفيذ عملية داني، بأسبوعين ، كنا في شاطئ الصرفند، حيث أخذنا في دورية – أخذوا من كل فرقة فصيل. ونزلنا في قرية جيمزو. المحاور: ماذا تعني بعبارة "أخذنا إلى قرية"، كيف ذهبتم إلى هناك؟ إيشيت: دفعنا بالقوة وبدأ اطلاق النار على الفلسطينيين – فهرعوا إلى اللد فاستولينا عليها. المحاور: وبعدها رجعتم إلى قواعدكم؟ إيشيت: نعم. ثم استولينا على كفر دانيال، كانت خالية تماما ولكن كانت هناك امرأة مستعدة ان تعطي اليهود كل ما يريدون كي تبقى على قيد الحياة. المحاور: ولم تجدوا إلا هذه المرأة في كفر دانيال؟ إيشيت: نعم، كانت المنطقة خالية تماما. وبدأنا بعد ذلك نتقدم نحو اللد، حيث وجدنا سيارتين عربيتين مدرعتين – وعندما رأونا هربا مرة أخرى إلى اللد. وبدأ إطلاق نار بيننا وبينهم. وفي الوقت نفسه، سمعنا موشيه ديان قد أعلن الحرب على اللد كما يقولون، حيث كانت مهمته هي إثارة الذعر بين سكان اللد وإجبارهم على العودة إلى بن شيمن. موشية ديان هو قائد عسكري وسياسي إسرائيلي. المحاور: وعندما دخلتم اللد .. هل كان هناك أشخاص في البيوت؟ إيشيت : نعم ولكن ليس كثيرون. المحاور: هل شاهدت مجزرة مسجد الدهمش باللد؟ إيشيت: لم أر المذبحة ذاتها ولكنني رأيت الرجال الذين سحبوا القتلى.وقالوا لي سنخبرك بما حدث في وقت لاحق. المحاور: سوف أخبرك بما أعرف، وقل لي انت ماذا حدث في مجزرة المسجد. ثم تابع المحاور: اين كنت عندما وقعت المذبحة؟ إيشيت: لم أكن هناك، المحاور: إذا كيف عرفت هذه المعلومات؟ إيشيت: أخبرني زملائي .. ولكنني لم أرى سوى شيئا واحدا أن مرتكبي المجزرة كان يجب أن يقدموا إلى المحاكمة. لقد حدث هذا منذ ما يزيد عن 60 عاما ولكنني لا أستطيع أن أنساه. المحاور: هل أحرق اليهود جثث الشهداء الفلسطينيين؟ إيشيت: لا لم يحرقوا الجثث ولكنهم دفنوهم .. كان لابد من دفنهم المحاور: هل شاركت في دفنهم؟ إيشيت: لقد طلب مني هذا بالفعل ولكنني لم أفعل .. فقد كان هذا عمل تطوعي بين أفراد الجيش الإسرائيلي. المحاور: إذا .. كيف طردتم سكان اللد منها؟ إيشيت: أعلنت القوات الإسرائيلية حظر التجول وجاءت أوامر من يغئال ألون بأن يشغل يشعياهو جوتمان منصب أول حاكم للد، وبدأ سكان البلدة حينئذ الفرار منها. المحاور: كيف كان حالهم وهم يفرون من البلدة؟ إيشيت: كان كبار السن غير قادرين على المشي وكانت بعض الجثث ملقاة على الأرض ، حيث كان الجو حارا في تلك الأيام، وهربوا حينئذ إلى رام الله. المحاور: ماذا يمثل حادث ماذا اللد الأليم بالنسبة لك؟ إيشيت: تمثل هذه المجزرة بالنسبة لي شيئان. الأول، إنها كانت المرة الأولى التي حاربت فيها إسرائيل في وضح النهار. فقد تأكدت القوات من مقتل الموتى لأول مرة في اللد، حيث كانت معظم معاركنا – كإسرائيليين – ليلا. المحاور: هل كان يغئال ألون على علم بكل هذه الأمور عن مجزرة المسجد؟ إيشيت: نعم .. كان على علم بها. المحاور: ماذا تعلم عن قصة قذيفة بيات؟ إيشيت: قذيفة بيات هي تلك التي أطلقت على المسجد وقتلت بدورها 120 شخصا الذين كانوا بداخله في هذا الوقت، كما هرب سكان اللد إلى المسجد للاحتماء فيه، حيث كانوا يعتقدون أنه أكثر الأماكن أمانا بالنسبة لهم وظنوا أن اليهود لن يهدموا مسجدا. ثم بدأت أعمال السلب والنهب لبيوت الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي. المحاور: هل تمثل صدمة بالنسبة لك؟ إيشيت: لا، ليس لدرجة الصدمة. فأنا فخور إلى حد كبير بأنني وآخرين كنا سببا في تأسيس الدولة الإسرائيلية، رغم أن كان هناك لصوص ومنشقين وأعمال غير شريفة .. فلسنا ملائكة. وأضاف إيشيت: اغتنى الجيش الإسرائيلي بسبب الغنائم التي سرقوها من سكان اللد الفقراء. المحاور: لماذا يصعب عليك الحديث عن اللد؟ إيشيت: كان لي الحادثة مع جهاز الأمن الإسرائيلي، فإن قلت شيئا سيصلهم الأمر كالرياح، لذا لا أريد التحدث عن هذا أكثر من ذلك. المحاور: ما الذي فعلوه بك؟ إيشيت: أخذوا بعض أملاكي عندما كتبت عن الحادث في أحد الجرائد.