انتقد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء فكرة إنتاج مسلسل يعرض شخصية عمر بن الخطاب ، حسبما ذكرت صحيفة (الجزيرة السعودية ). وبحسب الصحيفة فقد أكد المفتي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض إن المهاجرين والأنصار أصحاب رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- خير الناس بعد الأنبياء اختارهم الله لتأييد نبيه ودينه، وأثنى الله عليهم وعلى من ذكروهم بالخير واستغفروا لهم وذكروا فضائلهم بقوله: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}.. فلم يكن فيمن مضى مثلهم ولن يكون بعدهم مثلهم وهم أهل الهجرة والجهاد والنصرة والتأييد لهذا الدين وإن من المصائب والبلايا أن البعض من الناس جاء ليعرض سيرة الخلفاء الراشدين بأسلوب مآله الجرح والنقد. وأضاف: هناك طائفتان أخذت على عاتقهما التجريح في أصحاب رسول الله وعيبهم وسبهم ونقصهم، فهؤلاء المجوس لا يستنكر منهم، وأخرى من بعض المؤمنين أرادوا أن يأخذوا سيرة عمر الخطاب بالتحليل السياسي والاجتماعي ليجعلوا هذه الشخصية مجالاً لنقد الناقدين واستهزاء المستهزئين وتكلم المتكلمين وهي التي امتلأت بها دواوين الإسلام، فلماذا لا نترجمها. هم يضعونها في فيلم سينمائي ليتحدث عنه القادحون ويقول عنه من يقول كل ساقط وساقطة، وإخراجه مخرج أنه الصحابي الأعرابي الجلف في أخلاقه والرث في ملبسه وهيئته، وهو الشخصية الإسلامية التي أجمع المسلمون على إمامته وخلافته وأنها كانت راشدة وأنه وصاحبه الصديق من خيار الخلق والرسول يقول اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر فما بالنا نعدل عن سيرتهم من كتب الإسلام ونجعلها في الفلم السينمائي ليكون مجالاً للنقد والسخرية، ولنتق الله ولنترفع بهذه الشخصية الفذة عن هذا المجال الأثيم ولنعرف قدرهم ومكانتهم وأيما أحد تبنى هذه الفكرة فهي مخطئة والأشخاص الذين تبنوها مخطئون أيضاً وضالون فلو أرادوا الحق لترجموا سيرة الفاروق ونشروها. وأشار آل الشيخ: أما أن نتركها ليغمزها من يغمز لنرضي أعداءنا بالطعن في شخصيات إسلامنا وانتقاد تلك الشخصيات الإسلامية الفذة التي فخر التاريخ بها فهذا خطأ، ولنجنب أصحاب نبينا هذا التجريح والغمز واللمز ولنظهر سيرتهم كما كتبها علماء الأمة نشراً وتأليفاً وترجمة، أما هذه الأفلام والمسلسلات لا تجلب ولا تقصد خيراً ومهما قال من أعدها ممن يدعون التنوير الفكري مهما برروا فهم على خطأ فيما سلكوا، هذه سيرهم ملأت كتب السنة، فلنقرأها ولنترجمها ولنتجنب هذه الطرق الملتوية التي مآلها التجريح في هؤلاء الرموز . أضخم إنتاج عربي ويستند المسلسل الذي تنتجه مجموعة إم بي. سي وتلفزيون قطر، واستغرق ما يقارب 300 يوم تصوير، وأكثر من 30 ألف شخص من الطاقم والممثلين، في نصه التاريخي إلى تدقيق مرجعيات دينية، أهمها: الدكتور يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين، والذي أفتى بجواز تقديم الصحابي الجليل على الشاشة، والداعية سلمان العودة، والدكاترة: علي الصلابي، وسعد مطر العتيبي، وأكرم ضياء العمري، وهو من بطولة السوريين منى واصف، وسوزان نجم الدين، والكويتي فيصل العميري، والقطري غازي حسين، واللبنانية برناديت حديب، والمغربيين محمد مفتاح وهشام بهلول، والتونسي فتحي الهداوي، في حين أسند الإخراج للسوري حاتم علي، الذي تتمتع أعماله بدرجة عالية من الأمانة التاريخية، وقام بالتأليف الأديب الفلسطيني وليد سيف، الذي سبق له التعاون مع حاتم علي في مسلسل «التغريبة الفلسطينية». حملات مقاطعة وقد أثار تكتم المنتجين على تفاصيل العمل، واكتفائهم بالتأكيد على أن المسلسل يسلط الأضواء على الدور الاستثنائي الذي لعبه الفاروق في رفع راية الإسلام وتأسيس الدولة الإسلامية، إضافة إلى مزايا شخصيته وصرامة عدله، واعتداله، وعقليته الفذة، وورعه وتقواه، انزعاج وغضب معظم مستخدمي «فيس بوك» و«تويتر»، الأمر الذي أعاد إلى ذاكرتنا الانتقادات والضجة التي لحقت بمسلسل «الحسن والحسين»، وجعلنا نتساءل عما إذا كان هذا العمل سيلاقي مصير مسلسل «الطريق إلى كابول»، الذي مُنع عرضه على الشاشات، لأسباب سياسية. فقد انطلقت عدة حملات مقاطِعة للمسلسل على مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالبة بعدم عرضه، حفاظاً على مكانة الصحابي الجليل وكرامة أصحاب الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، وأبرزها: حملة «أنا مسلم وأنا ضد مسلسل عمر»، التي اعتمدت على آراء وفتاوى بعض العلماء الذين يحرمون تمثيل أشخاص الصحابة، ورأت أن هذه الأعمال تشوه صورة الصحابة الكرام في أذهان الناس العاديين والجيل الجديد الذي تراجعت لديه عادة القراءة. في حين حذّر مغردون على «تويتر» من خطورة تجسيد أحد الممثلين لشخصية الفاروق، احتراماً لمكانته العظيمة، وحتى لا يتبادر إلى أذهان الناس، ولا سيما المراهقين لاحقاً، صورة الممثل حينما يتم التحدث عن ثاني الخلفاء الراشدين. ممثلون وأدوار سيؤدي الممثل السوري غسان مسعود دور أبي بكر الصديق، في حين يؤدي مخرج العمل حاتم علي دور الإمام علي بن أبي طالب، ولا يزال المنتجون متكتمون عن اسم الممثل الذي سيؤدي دور الفاروق، بالرغم من تداول مواقع التواصل الاجتماعي لمعلومة تؤكد أن الممثل السوري تيم حسن سيجسد شخصية عمر بن الخطاب، ومن المقرر ترجمة العمل إلى لغات عدة، ومنها: الإنجليزية، والإسبانية، والبرتغالية، والفرنسية، وقد وقعت شبكة ATV، التي تعد واحدة من أكبر مجموعتين إعلاميتين في تركيا، عقد البث الحصري للنسخة التركية المدبلجة من مسلسل «عمر»، ليتم بثه في رمضان بالتزامن مع النسخة العربية الأم