إتهمت العديد من الصحف الإيطالية اللواء خالد شلبي، رئيس الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتعذيب وقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني في شهر يناير من العام الجاري. وقالت مراسلة التلفزيون المصري حنان البدراوي خلال منشور لها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الإيطاليون توصلوا لاسم الجاني وتاريخه بما في ذلك حكم على الفاعل الرئيسي بالسجن سنة مع وقف التنفيذ بقضايا تعذيب وقتل سابقة"، مضيفة: "الإيطاليون لديهم إثباتات أخرى بخصوص البطاقات التي قالت الداخلية إنها ضبطت مع القتلى الخمسة في حادثة الميكروباص، والإيطاليون وصلوا للشركة المصنعة". وقال شادي الغزالي حرب، الناشط السياسي خلال منشور على صفحته على "فيس بوك": "ماعنديش شك في أنه يستحق أكثر من كده على جرائم سابقة، لكن حاسس إنه بيتم التمهيد لتقديمه كبش فدا لقضية "ريجيني"، متسائلًا: "يا ترى هيعرفوا؟". وكشفت مصادر مطلعة أن النائب العام الإيطالي طلب حضور 8 أشخاص ضمن الوفد المصري، الذي سيغادر إلى روما لتقديم معلومات حول قضية مقتل الشاب الإيطالي، جوليو ريجيني، في مصر، وأضافت: "الأشخاص هم: اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، واللواء محمد شعراوي، مدير جهاز أمن الدولة، والشاهد محمد فوزي، والسيدة رشا سعد عبدالفتاح، التي تم العثور بمنزلها علي متعلقات روجيني، والسيدة مبروكة أحمد عفيفي زوجة زعيم العصابة المتهمة بقتل ريجيني، والمواطن محمد فتحي خال إبراهيم فاروق، سائق السيارة الميكروباص الذي تم تصفيته مع أفراد العصابة، وخالد أحمد، سائق الميكروباص الذي عثر على جثة ريجيني، المواطن هاني محمد، مالك الميكروباص الذي يقوده سالف الذكر". وقال يوسف الحسيني مقدم برنامج "السادة المحترمون" على قناة "أون تي في": "الطاليان لقطوا "خالد شلبي" عندما استطاعوا أن يرجعوا إلى ماضيه والتأكد من اتهامه في قضية قتل وتعذيب مواطنين والحكم عليه سنة مع إيقاف التنفيذ في القضية رقم 67909 لسنة 2000 المنتزه". من هو خالد شلبي؟ خالد شلبي هو أحد الرافضين لثورة 25 يناير وطُرد من مكتبه بمحافظة الإسكندرية بعدما ألقى محاضرة ضد الثورة، وشائع بين السياسيين الثوريين أنه ضغط على عائلة الشاب سيد بلال حينما كان رئيس مباحث الإسكندرية وصرخ في وجهها بعد مقتل بلال قائلًا: "ادفنوا الرمة دي فورًا وإما هندفنه احنا في مقابر الصدقة"، وطالب بسرعة دفنه في الليل حتى لا تثار قضية قتله وهددهم بأنه سيعتقلهم ويعذبهم ويلقون نفس مصير ابنهم سيد بلال. وترقى اللواء خالد شلبي إلى وكيل للإدارة العامة لمباحث الجيزة، وبعدها ترقى ليكون رئيسًا للإدارة العامة لمباحث الجيزة بعد حركة التنقلات التي أعلنها اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية في شهر ديسمبر الماضي التي نقل بها اللواء مجدي عبد العال، رئيس مباحث الجيزة الأسبق ليكون مدير أمن محافظة السويس. وتحدثت صحيفة (الصانداي تايمز) عن تمكن اللواء خالد شلبي من الهروب من المحاسبة بعدما حصل على سنة سجن مع إيقاف التنفيذ في القضية رقم 67909 لسنة 2000 المنتزه وكتبت مانشيت يقول (القاهرة متهمة في قتل الشاب الإيطالي). واللواء خالد شلبي هو المسؤول الأول الذي أعلن عن وفاة "ريجيني" في حادث سير ولم تطلق عليه طلقة رصاص واحدة وذلك بعد مرور ساعتين فقط من اكتشاف جثة الطالب والباحث الإيطالي قبل انتهاء التحقيقات، أو صدور تقرير الطب الشرعي بشأن أسباب الوفاة. وأكد الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات القانونية والسياسية، أن الجانب الإيطالي يمتلك أدلة ضد الجانب المصري بتورط بعض المسؤولين بالجهات الأمنية في مقتل الباحث الإيطالي "ريجيني" وسوف تقوم السلطات الإيطالية بالتوجه إلى مجلس الأمن لمطالبة السلطات المصرية بتسليمهم إليها، وهو ما يعد تعديًا على السيادة المصرية التي ورطت نفسها بالروايات أمام العالم. وأضاف مهران، في تصريحات صحفية، أن هناك حملة شرسة من الصحف الإيطالية والعالمية ضد النظام الحالي بعد البيان الأخيرة لوزارة الداخلية المتعلق بالكشف عن ملابسات مقتل الطالب الإيطالي "ريجيني" والذي سخر منها الجانب الإيطالي، معتبرًا أنها إهانة للدولة الإيطالية ما يزيد من عمق الخلافات بين الدولتين، وامتداد ذلك إلى دول الاتحاد الأوروبي. من جانبه قال الكاتب الصحفي محمد على إبراهيم، رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الحكومية السابق، إن جهات التحقيق في إيطاليا توصلت لقاتل الباحث الإيطالي "جوليو ريجيني"، كما أنها عرفت رقم بطاقته وصحيفة سوابقه، حسب قوله. وقال «إبراهيم» في منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "للأسف عرفت إيطاليا اسم قاتل ريجيني الحقيقي ووظيفته ورقم بطاقته الحقيقي وصحيفة سوابقه سلموه بقي.. بلاش مكابرة.. حتى لا نتعرض لما تعرضت له ليبيا وفي الآخر سلمت المتهمين.. المتهم له سوابق تعذيب.. نحن لن نتحمل عقوبات.. مصر أكبر من أي مجرم طليق!!". وكان ريجيني في زيارة طويلة لمصر لجمع معلومات لبحثه للدكتوراه في جامعة كيمبردج البريطانية عن الحركة العمالية المصرية. وعُثر على جثمانه في منطقة صحراء خارج القاهرة الكبرى، ويظهر عليها علامات تعذيب شديد وأكد الطب الشرعي أنه تعرض لتعذيب لمدة 10 أيام قبل وفاته. واختفى "ريجيني" بالقرب من ميدان التحرير، بالتزامن مع حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير. وقال وزير العدل الإيطالي، أندريه أورلاندو، خلال استقبال جثمانه في مطار روما "إنني هنا لأقدم عزائي والحكومة إلى أسرة ريجيني. لكنني هنا أيضًا كي أؤكد عزم الحكومة على إظهار الحقيقة الكاملة بأسرع ما يمكن وأن يتم تحقيق العدالة". وعبر السفير الإيطالي، موريزيو ماساري، في القاهرة عن صدمته لحالة الجثمان. وقال: "رؤية الجثة كانت أمرًا مدمرًا، لقد ظهرت آثار التعذيب واضحة، وقد لاحظت وجود جروح وكدمات وآثار حروق، ليس هناك شك في أن الشاب تعرض للضرب الشديد والتعذيب". وأثار تعذيب ومقتل ريجيني غضبًا دوليًا، وقام 4500 من الأكاديميين بالتوقيع على عريضة تدعو إلى إجراء تحقيق في وفاته وفي العديد من حالات الاختفاء التي تجري كل شهر في مصر. في 10 مارس 2016، أصدر البرلمان الأوروبي في ستراسبورج اقتراحًا لقرار يدين تعذيب وقتل جوليو ريجيني والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من حكومة السيسي في مصر، وصدر القرار بأغلبية ساحقة.