ألقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم الأحد، خطاباً أمام البرلمان المصري، في سابقة هي الأولى لملك أو رئيس دولة يلقي خطاباً داخل البرلمان المصري. حيث انه وبعد أن حيّى الملك سلمان الجماهير المتابعة من نواب ومسؤولين وحاضرين، بدأ رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال بالترحيب بضيف مصر على طريقة البروتوكولات، فقال عبد العال للعاهل السعودي "إن التاريخ لن ينسى "قيادتكم الجسورة لعاصفة الحزم لإنهاء أزمة اليمن الشقيق." وأضاف الدكتور علي عبد العال مرحبا بالملك السعودي "خلال عام واحد من توليكم الحكم، حققتم الكثير من الإنجازات وواصلتم مسيرة الحب والوفاء لمصر التى بدأها الملك عبد العزيز آل سعود..وقفتم بجانب مصر ضد حفنة ممن أرادوا خطفها" ومشيرا في الوقت نفسه إلى نجاح السعودية ومصر ودول الخليج في صد خطر داهم ومؤامرة حيكت للنيل من نسيج دول الخليج. كما أكّد عبد العال أن السعودية سخرت كل إمكانياتها فى التصدى للمخاطر التى واجهت الدول العربية، واستخدمت إمكانياتها الدبلوماسية والإقتصادية ضد عزل مصر، وأنها عملت على الإعتراف بحق مصر الشرعي ضد كل كاذب ومضلل مضيفا أنّ مصر كانت حاضرة معكم وهي تخوض معاركها ضد الإرهاب، الذي يعيث في الأرض فسادا، وأن مصر قوة للعرب وأن العرب قوة لمصر، مشدّدا في ذات الخطاب على أنّ تعاون مصر والسعودية هو السبيل الأوحد لإجهاض أي مخططات ضد الأمة، والتعجيل بنهاية الإرهاب، قائلا "لنكن يداً واحدة في مواجهة المخططات، ولتكن يد الله فوق أيدينا." وختم عبد العال قائلا إن "المملكة سخرت كل ما حباها الله من نعم وهبات لخدمة قضايا عالمها العربي والإسلامي، ومنها الإستضافة للفصائل السورية المعارضة ثم إعلان تدشين تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب." وكانت كلمة رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال قد شهدت تصفيقا حارا فور ذكر اسم الملك سلمان من كافة أعضاء نواب المجلس والحاضرين. الملك سلمان خطيب البرلمان بعد كلمة عبد العال بدقائق، فتح المجال أمام العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لإلقاء كلمته أمام البرلمان المصري، فقال "إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم في هذا اليوم الذي أسعد فيه بلقائكم في مجلسكم الموقر" مضيفا أن مجلس النواب المصري وعلى مدى سنوات طوال أسهم في تشكيل تاريخ مصر ووجهها الحضاري الحديث في مختلف جوانبه. وقال العاهل السعودي "أود التأكيد على الدور المؤثر لمجلسكم في تعزيز العلاقات التاريخية بين بلدينا الشقيقين مضيفا أن القناعة الراسخة لدى الشعبين السعودي والمصري، بأن بلدينا شقيقان مترابطان، هي المرتكز الأساس لعلاقاتنا على كافة المستويات". وأضاف الملك سلمان "لقد أسهم أبناء مصر الشقيقة منذ عقود طويلة في مشاركتنا بالعمل والتنمية والبناء، ولا يزال بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية يسعد باستضافتهم". وتابع "إن معالجة قضايا أمتنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تتطلب منا جميعاً وحدة الصف وجمع الكلمة، ويعد التعاون السعودي المصري الوثيق الذي نشهده اليوم ولله الحمد انطلاقة مباركة لعالمنا العربي والإسلامي لتحقيق توازن بعد سنوات من الاختلال، وانتهاجاً للعمل الجماعي والإستراتيجي بدلاً من التشتت، وقد أثبتت التجارب أن العمل ضمن تحالف مشترك يجعلنا أقوى، ويضمن تنسيق الجهود من خلال آليات عمل واضحة". وأردف الملك سلمان قائلا "من المهم أن تتحمل السلطات التنفيذية والتشريعية في دولنا مسؤولياتها الكاملة تجاه شعوبنا ومستقبل أمتنا، وأن نتعاون جميعاً من أجل تحقيق الأهداف المنشودة المشتركة التي تخدم تنمية أوطاننا" مشيرا إلى أنّ "لدى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فرصة تاريخية لتحقيق قفزات اقتصادية هائلة من خلال التعاون بينهما". وأوضح العاهل السعودي أنّه تمّ "خلال اليومين الماضيين توقيع العديد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والعقود الإستثمارية، كما اتفقنا على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين، وسيربط من خلالهما بين قارتي آسيا وإفريقيا، ليكون بوابة لإفريقيا، وسيسهم في رفع التبادل التجاري بين القارات، ويدعم صادرات البلدين إلى العالم، ويعزز الحركة الاقتصادية داخل مصر، فضلاً عن أن هذا الجسر يعد معبراً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح، وسيتيح فرص عمل لأبناء المنطقة. وقد كان من ثمرات الجسر الأولى ما تم الإتفاق عليه بالأمس للعمل على إنشاء منطقة تجارة حرة في شمال سيناء، وهذا سيساعد في توفير فرص عمل وتنمية المنطقة اقتصادياً، كما سيعزز الصادرات إلى دول العالم، وسنصبح أقوى بإذن الله باستثمار الفرص التي ستنعكس بعائد ضخم على مواطنينا وعلى الأجيال القادمة". وأكّد الملك سلمان أنّ "المهمة الأخرى التي ينبغي أن نعمل من أجلها سوياً تتمثل في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب الذي تؤكد الشواهد أن عالمنا العربي والإسلامي هو أكبر المتضررين منه، وقد أدركت المملكة العربية السعودية ضرورة توحيد الرؤى والمواقف لإيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة، فتم تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وتنسيق الجهود بما يكفل معالجة شاملة لهذه الآفة، فكرياً وإعلامياً ومالياً وعسكرياً. كما أننا نعمل سوياً للمضي قدماً لإنشاء القوة العربية المشتركة" موضّحا في الوقت نفسه أن التعاون مع مصر سيعجل بالقضاء على الإرهاب. وختم العاهل السعودي خطابه متوجّها إلى اللّه بالدعاء قائلا "أسأل الله عز وجل أن يديم على بلداننا نعمة الأمن والأمان، وأن يزيد من تماسك أوطاننا العربية والإسلامية، إنه ولي ذلك والقادر عليه". يذكر أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز بدأ الخميس الماضي زيارة رسمية تستغرق 5 أيام إلى مصر، هي الأولى التي يقوم بها إلى هذا البلد منذ توليه السلطة مطلع العام الماضي.