أثار الدور المتصاعد لسفيرة الاتحاد الأوربي لدى اليمن، بتينا موشايت، المساند لجماعة الحوثيين، حفيظة الوفد الحكومية الي مشاورات الكويت. وكثيرا ما تتبنى سفيرة الاتحاد الاوربي التصورات التي يطرحها الحوثيون وحزب علي صالح في جلسات الحوار المعلقة منذ يومين، كأطر للحل بعيدا عن القرارات الدولية الداعمة لإنهاء الانقلاب باليمن. ونقل "عربي21″، عن مصدر يمني متواجد في الكويت أن السفيرة "موشايت" تقف بكل ثقلها مع تحالف الانقلاب، عبر عدد من المواقف التي جرى تسجيلها أبرزها " تنظيم لقاءات سرية لوفد الحوثيين وصالح مع سفراء أوربيين، فضلا عن الدعم الصريح لمطالبهم في تشكيل حكومة انتقالية قبل تسليم السلاح الذي استولى عليه من معسكرات الجيش والأمن نهاية العام 2014″، وفقا للمصدر. وهو ما اعتبره "عرقلة واضحة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216". وأشار المصدر اليمني إلى أن السفيرة "موشاي" تبنت موقف الحوثيين الرافض لنقل المصرف المركزي اليمني إلى مدينة عدن جنوبي البلاد، بل دعت إلى دعمه من أجل عدم الإفلاس" في مسار معارض للمساعي التي تبذلها الحكومة الشرعية لإنقاذ الاقتصاد اليمني الذي دخل مرحلة الانهيار الوشيك أكثر من أي وقت مضى، نتيجة الهبوط الغير مسبوق للريال اليمني أمام العملات الأجنبية خلال الأيام القليلة الماضية. وتدرس السلطات اليمنية نقل المصرف المركزي إلى عدن، بعد تآكل الاحتياطي من النقد الأجنبي من 4 مليارات دولار إلى مليار و100 مليون دولار، نتيجة النهب المنظم الذي يقوم به الحوثيون من أموال البنك. وأوضح المصدر أن الحكومة اليمنية أبلغت الاتحاد الأوربي اعتراضها على ما تقوم به الدبلوماسية "بتينا موشايت" في اليمن، من أدوار مساندة للانقلابيين. من جهته، قال السكرتير الصحفي السابق بالرئاسة اليمنية، مختار الرحبي، إن مواقف السفيرة الأوروبية باتت "استفزازية"، وتتعارض مع مواقف الاتحاد الأوربي المناهض لميليشيا جماعة الحوثيين المسلحة، والمدعومة من إيران. على حسب قوله. وأكد أن الجهود الذي تبذلها سفيرة الاتحاد الأوروبي، تصب في صالح الانقلابيين، ولا تخدم الاستقرار باليمن. مؤكدا أن هناك محاولات تقودها "بتينا" لتلميع صورة جماعة الحوثي وحلفائها في حزب صالح، عبر "تنسيق لقاءات سرية مع سفراء الدول الغربية". ولفت الرحبي إلى أن الدبلوماسية الألمانية، تمهد لتغير الموقف الغربي من الحوثيين، عبر السعي إلى إنشاء كيان جديد غير مجموعة الدول ال18 المشرفة على العملية السياسية في اليمن" موضحا أن" هذا التحرك هدفه "إصدار صيغة مغايرة للقرار الدولي 2216″، الذي يلزم تحالف الانقلاب بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح والإفراج عن المعتقلين السياسيين والعسكريين لديهم، يلي ذلك استئناف المسار السياسي. من جانبه، وصف رئيس تحرير "الموقع بوست"، عامر الدميني، الدور الذي تلعبه سفيرة الاتحاد الأوروبي في اليمن بأنه "سلبي للغاية" ويناقض وينسف المرجعيات الثلاث المعتمدة الممثلة بالقرار الأممي 2216، والمبادرة الخليجية التي رعاها اتحاد الدول الأوربية بنفسه، إضافة إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وقال إن مواقف الدبلوماسية "بتينا موشايت" خيبت آمال وتطلعات اليمنيين، التي لطالما علقوها على دور الاتحاد الأوروبي الذي يعد مراقبا ومسؤولا عن الملف اليمني منذ 2011. واتهم عامر "سفيرة الاتحاد بلعب دور مشبوه ومتحيز لشرعنة النازية في اليمن، التي تمثلها جماعة الحوثيين وقوات الجيش الموالي لها، واللذان انقلبا على الشرعية، وادخلا اليمنيين في نفق مظلم ومتاهات كالحة. وفق تعبيره. وأوضح رئيس تحرير "الموقع بوست" اليمني بأن النشاط الدبلوماسي للسفيرة، يجسد مدى انحيازها الواضح للطرف الانقلابي، من خلال الضغط باستمرار لشرعنة انقلابهم وإنقاذهم بدلا من حثهم على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية واحترام قناعات اليمنيين المتطلعين لإنهاء الوضع الشاذ من أجل استقرار البلاد. ولفت إلى أن السفيرة "موشايت" مارست دورا خطيرا أساء للحكومة اليمنية، كان له انعكاسات على مواقف الاتحاد الأوربي تجاه الانقلابيين، والذي كان ناتجا عن "التقارير المغلوطة التي رفعتها السفيرة كما تتحدث المصادر الحكومية" وفقا للصحفي عامر.