اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه "لو نجح الانقلاب، لقدّم الإرهابيون تركيا على طبق من ذهب لأعدائنا"، مؤكداً أنه "عندما تأتي اللحظة المناسبة سنعاقب كل من دعم الانقلابيين". وأكد خلال مشاركته في تظاهرة "الشهداء والديمقراطية" في منطقة يني كابيه الساحلية بإسطنبول، اليوم الأحد، أنّ "الشعب التركي لن يقبل الذل والهوان، وقد أثبت أن بلدنا قوي وقادر على دحر كل المؤامرات الداخلية والخارجية". وطلب أردوغان من الصحافة دعم جهود السلطات في مواجهة من وصفهم ب"المنظمات الإرهابية والانقلابيين"، موضحاً أن الإجراءات التي قامت تركيا باتخاذها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة سليمة". وفي هذا السياق، أكد الرئيس التركي أن "الإعدام مسموح به في دول عديدة، منها الولاياتالمتحدة"، مضيفاً "إذا ارتأى الشعب التركي، باعتباره صاحب القرار المطلق، إعادة تطبيق أحكام الإعدام، فإنني أعتقد بأنّ الأحزاب السياسية أيضاً ستوافق". إلى ذلك، كان لافتاً خلال انطلاق التظاهرة اعتلاء المنصة أوّلاً من قبل رئيس حزب "الحركة القومية"، دولت بهجلي، تبعه رئيس حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كليجدار أوغلو، قبل رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، بن علي يلدريم، أو حتى رئيس الجمهورية، وقد وجد مراقبون في ذلك "دلالة رمزية وسياسية". وفي كلمته، خاطب رئيس حزب "الحركة القومية" المتظاهرين قائلاً: "أنتم تعطونني قوة وأملاً في المستقبل. أسلم عليكم فرداً فرداً لحضوركم هنا معنا، وأفتخر بوجودكم، لقد أعطيتم درسا للخونة (الإرهابيين)، ولم تخافوا، وقلتم إن الشعب التركي لن يرضى ولن يصمت، ولهذا أنتم هنا لنبدأ بداية جديدة". وأوضح بهجلي أن "تركيا ستبدأ معركة جديدة، ليكتب الشعب التركي قدره بيده. في ليلة 15 يوليو/تموز هاجمت جماعة غولن شعبنا، وقصفت بطائراتنا. عشنا ليلة سيئة، رأينا الظلمة والخونة وبيادق الإمبريالية، لبسوا لباس الجيش وحولوا بنادق الشعب ضد الشعب، وهناك (إرهابي) موجود في بنسلفانيا يعطي فتاوى، واستهدف الشعب التركي بمؤامراته". وهاجم المتحدث "منظمة فتح الله غولن"، وقال إنها "لم تكن سوى بندقية بيد الإمبريالية، لكن الشعب أوقفها". وفي إشارة لافتة، دعا إلى احترام القانون، قائلاً: "دعونا نجعل القانون وحقوق الإنسان فوق الجميع. نفتح صفحة جديدة تمسك بتاريخنا الجديد"، مشيدا بالجيش "هو فخرنا، ولن يلطخ، ولن نسمح بالتفريق بين الجيش والشعب، وعلينا ألا نظلم أحداً من الموظفين". أما رئيس "حزب الشعب"، فاعتبر أن "اليوم هو يوم مهم في تاريخ الديمقراطية في تركيا"، مشددا على أن "المحاولة الانقلابية كانت الأكثر دموية بتاريخ تركيا"، مشيدا بالبرلمان التركي، الذي وصفه ب"البطل، لأنه قام بدوره في يوم 15 يوليو/تموز وكان حارساً على أمتنا". وقال إن ليلة محاولة الانقلاب كانت مهمة، إذ "فتحت لنا الباب للتفاهم، ونحن أمام تركيا جديدة، وعلينا أن نستخدم هذا الزخم لمستقبل أولادنا، علينا أن نشخص الخطأ بشكل جيد. على كل السياسيين أن يفهموا هذا الدرس جيدا، وعلينا أن نجعل من تركيا دولة أفضل، لأن ملايين الناس الذين يجتمعون هنا يمثلون تركيا".